التيار الديني أعطى 80 % لترامب ومعروف بتأثيره على الأخير الرئيس المصري يرغب في استغلال تلك اللقاءات من أجل دعم السلام الإنجيليون يشكلون ربع سكان أمريكا.. والسيسي يريد مراكز دعم بالوسط المحيط بترامب وعدم الاعتماد على الصلة الشخصية قالت صحيفة "هاآرتس" العبرية، إن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أجرى لقائين استثنائيين أثناء زيارته إلى الولاياتالمتحدة على هامش مشاركته في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة مع قيادات "التيار المسيحي" المقرب من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالتزامن مع اجتماعه وبنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، في وقت أكدت فيه مصادر أن تزامن الحدثين ليس مصادفة. وأضافت: "الرئيس المصري يعمل من أجل تحسين علاقات وطنه مع المسيحيين الإنجيليين في الولاياتالمتحدة، والمعروفين بدعمهم القوى لترامب". وأوضحت الصحيفة أنه "في العام الماضي أجرى لقائين مع قيادات وزعامات بارزة بالتيار الإنجيلي الأمريكي، وهي الخطوة الاستثنائية بالنسبة لقائد سياسي عربي مسلم". وأشارت إلى أن "الرئيس السيسي يأمل في استغلال تلك اللقاءات من أجل إقناع مؤيدي ترامب من الإنجيليين بدعم عملية السلام في الشرق الأوسط". وذكرت "اللقاء الأول بين السيسي وبين قيادات التيار الإنجيلي جرى قبل 10 أشهر في القاهرة، حيث استضاف الرئيس المصري مجموعة من رجال الدين والكتاب والنشطاء الإنجيليين البارزين ودار الحديث لمدة 3 ساعات عن الحرب ضد الإرهاب ومركز مصر فيما يتعلق بالسياسة الأمريكية والمساعي لتحقيق السلام الفلسطيني الإسرائيلي". وتابعت: " يوم الخميس الماضي، التقى السيسي مجددًا مع مجموعة من قيادات الإنجيليين، هذه المرة في نيويورك وعلى هامش المشاركة في اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وانتهى قبل لقاء السيسي ونتنياهو بربع ساعة"، ناقلة عن مصادر قولها: "التزامن بين الاجتماعين ليس من قبيل المصادفة". واستكملت: "الإنجيليون يشكلون ربع سكان الولاياتالمتحدة ويعتبرون التيار المسيحي الأكثر تأثير على الصعيد السياسي في أمريكا، وقد حصل ترامب على 80 % من أصواتهم في انتخابات الرئاسة الأمريكية التي جرت عام 2016، كما أن الرأي العام لهذا التيار كان وراء قراره بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وعلى الرغم من أنهم مؤيدون للاستيطان إلا أن هناك صدعًا في هذا التيار؛ فشبابه يؤيدون إسرائيل بشكل أقل من الجيل الأكبر سنًا، وهناك كتلة كبيرة منهم تدعم مقاطعة إسرائيل". وواصلت: "بالنسبة للسيسي فإن التواصل مع الإنجيليين هو أمر مهم بسبب تأثيرهم على إدارة ترامب، وأفراد من الوفد الذي استضافه الرئيس المصري في القاهرة العام المنصرم يشكلون مجلسًا جماهيريًا للحركة الإنجيلية والتي تقدم توصيات للبيت الأبيض في قضايا معينة، السيسي يريد أن يخلق مراكز دعم لمصر في البيئة والوسط المحيطين بترامب، وعدم الاعتماد على الصلة الشخصية بينه وبين الأخير". وأشارت إلى أن "السيسي أشرك عباس كامل رئيس المخابرات المصرية في اللقاء الذي أجرى الأسبوع الماضي مع الإنجيليين، وهو المسؤول عن اتصالات التهدئة في غزة، وقد أبلغ الأخير قيادات التيار الإنجيلي بجهود القاهرة فيما يتعلق بهذا الأمر، بينما أكد السيسي أن مصر تريد اتفاق سلام على أساس حل الدولتين". ونقلت الصحيفة عن مصادر: "السيسي عرض أمام قيادات الإنجيليين مواقف وآراء تتعلق بالملف الفلسطيني الإسرائيلي، وخلال زيارة وفد هذا التيار الديني في القاهرة نظم السيسي لأعضائه لقاءً مع جيهان السادات أرملة الرئيس الأسبق أنور السادات، والتي أكدت للوفد الإنجيلي أهمية الدور المصري في إنهاء الصراع".