أظهرت دراسة أجرتها كلية الهندسة بجامعة القاهرة أن 20% من الحوادث المميتة فى مصر سببها النعاس خلال القيادة. وأوضحت الدراسة أن واحدا من كل 30 سائقا على الطرق الطويلة يشعر بنعاس شديد أثناء القيادة وهو ما يعتبر سببا لأكثر من 50 ألف حادث سنويا. وأشارت إلى أن حوادث النوم تصل إلى أعلى نسبة لها عند السائقين الشباب ممن تتراوح أعمارهم بين 18-29 وهذه الفئة العمرية عادة ما يكون التزامها بالأنظمة المرورية ضعيفا مما يزيد الأمر سوءا. وأوضحت أن سبب زيادة النعاس لدى هذه الفئة العمرية ناتج عن السهر لساعات متأخرة ليلا والالتزام بمواعيد عمل مبكرة نهارا وهذه الفئة تتضمن طلاب الجامعة الذين قد يسهرون لساعات متأخرة للمذاكرة وسائقى سيارات النقل الثقيل. وأوضحت الدراسة أن نوم السائقين فى أوضاع غير مناسبة مثل النوم داخل السيارة أو خلف مقعد السائق بشكل متكرر حتى لو كان النوم لساعات كافية يؤدى إلى حوادث متكررة. ويعانى البعض من اضطرابات خلال النوم مما يؤدى إلى زيادة النعاس ونقص التركيز والبطء فى رد الفعل للعوارض المفاجئة وهو أمر يدركه أكثر الناس ومن مضاعفات اضطرابات النوم الخطيرة زيادة حوادث السيارات الناتجة عن نوم السائقين حيث أصبح نوم السائقين مشكلة عالمية وذلك بسبب التغيرات التى صاحبت المدنية الحديثة. ومن جانبه، أشار الدكتور عباس هدد أستاذ الطب النفسى إلى أن مرض (الناركوليبسى)هو الذى يؤثر على النوم ويجعل الشخص يدخل فى نوبات من النوم الطبيعى فى أى وقت خلال ممارسته أى نشاط حتى ولو كان هذا النشاط الأكل أو الكلام أو قيادة السيارات حيث يغط الشخص فى نوم عميق دون القدرة على السيطرة على هذا الموقف ويطلق على هذه العوارض اسم (خدار)وهناك أعراض أخرى مصاحبة لهذا المرض مثل فقد القدرة على التوازن أثناء قيامه أو حدوث هلاوس فى فترة مابين النوم والاستيقاظ أو يصاب بشلل النوم وحيث يعتقد الشخص المصاب أنه غير نائم ويريد أن يحرك جسده لكنه لا يستطيع. ويضيف أن هذا المرض لابد أن يشخص عن طريق معامل النوم وفى أماكن بها أجهزة خاصة بتحليل النوم ووظائفه كذلك قياس كهرباء المخ وضغط الدم. وأشار إلى أن أسباب اضطرابات النوم سببها انسداد فى مجرى الهواء العلوى بصورة كاملة أو جزئية بسبب عيوب خلقية أو تضخم فى أنسجة الحلق ويصحبه عادة شخير مما يؤدى إلى تقطع فى النوم وزيادة النعاس أثناء النهار وهذه المشكلة أكثر شيوعا، وللحد من هذه المشكلة فإن أنظمة المرور فى كثير من الدول تمنع السائقين المصابين باضطرابات النوم التى تؤدى لزيادة النعاس من القيادة حتى يتم علاجهم طبيا، كما أن بعض شركات السيارات بدأت فى تطوير بعض الأساليب التى تكتشف نعاس السائقين وتنبيهه عند حدوث النعاس كقياس عدد طرفات العين التى تزيد عند النعاس.