أعلنت الحكومة أمس السبت عن تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي المسال، وأنها أصبحت تنتج 6.6 مليار قدم مكعب يوميًا من الغاز، وهو ما يعادل الاحتياجات الاستهلاكية لأغراض توليد الكهرباء، وتشغيل المصانع التي تعمل بالغاز، وتوفير احتياجات الاستهلاك المنزلي. وقال وزير البترول، المهندس طارق الملا إن مصر أوقفت استيراد الغاز الطبيعي المسال من الخارج بعد أن تسلمت آخر شحناتها المستوردة منه الأسبوع الماضي. وبلغ إنتاج مصر اليومي من الغاز الطبيعي 6.6 مليار قدم مكعبة يوميًا هذا الشهر، مقارنة مع ستة مليارات قدم مكعبة يوميا في يوليو الماضي, وأن الإنتاج المصري ينمو باطراد منذ بدء تشغيل الحقل ظُهر في ديسمبر الماضي. وقال الوزير إنه "بوصول آخر شحنات الغاز المسال لمصر الأسبوع الماضي نعلن وقف استيراد الغاز من الخارج"، دون أن يذكر تفاصيل أو عدد الشحنات التي تسلمتها مصر هذا العام. وقالت مصادر بصناعة البترول في مصر في مايو الماضي، إن من المخطط له أن تبدأ شركة مصرية خاصة استيراد الغاز الطبيعي الإسرائيلي من أجل إعادة تصديره خلال الربع الأول من 2019. وكانت شركة دولفينوس المصرية الخاصة وقعت في فبراير اتفاقا لاستيراد الغاز من إسرائيل في صفقة وصفها الرئيس عبدالفتاح السيسي آنذاك بأنها "هدف" أحرزته بلاده التي تستهدف أن تصبح مركزًا إقليميًا لتداول الطاقة في منطقة شرق المتوسط. وأثار الاتفاق وقتها جدلاً في الأوساط المصرية بشأن جدوى استيراد الغاز من إسرائيل في الوقت الذي بدأت فيه مصر الإنتاج بالفعل من حقلها البحري ظُهر الذي يعد أكبر حقل غاز في البحر المتوسط وأحد أكبر اكتشافات الغاز العالمية في السنوات الأخيرة. وقال الدكتور إبراهيم زهران، الخبير البترولي ل "المصريون"، إن "استيراد مصر للغاز من إسرائيل لن يتوقف حتى بعد الإعلان عن تحقيق الاكتفاء الذاتي". وأوضح أن "مصر معها شريك في إنتاج الغاز, وهما يتقاسمانه، "لو لم يكن لديها شريك لتمكنت من الاكتفاء الذاتي". وتابع زهران: "الوزير أعلن عن أن مصر أصبح لديها اكتفاء ذاتي من الغاز الطبيعي، لكنه لم يوضح معنى الاكتفاء، وما إذا كان سيدفع للشركاء في الحقول لكي يحقق ذلك الاكتفاء أم لا". وأشار إلى أن "الاكتفاء الذاتي يتحقق عندما تتوقف مصر عن دفع الأموال نظير الاستيراد من الخارج، أو شراء جزء من حصة الشريك، أو عند وجود فائض حقيقي من الغاز، وهل هذا سيغطي السوق المحلي أم لا, أم غير ذلك، فلا يمكن أن نطلق عليه اكتفاءً ذاتيًا". من جانبه، قال أيمن زكي، رئيس أفروع النقابات السواحيلية بالتعاونية للبترول، إن "استيراد الغاز من إسرائيل سيتوقف بعد الإعلان عن الاكتفاء الذاتي من الغاز". وفي تصريح إلى "المصريون"، أضاف زكي، أن "وزير البترول المهندس طارق الملا أعلن عن عدم استيراد الغاز وأن آخر مركب هي الذي قامت بتفريغ الحمولة ولا نحتاج إلى استيراد للغاز مجددًا". وأشار إلي أنه "سوف تلغي الاتفاقية الموقعة بين مصر وإسرائيل التي تنص علي استيراد مصر الغاز من إسرائيل لمدة 10 سنوات بقيمة 1,5 مليار جنيه بعد هذا الإعلان", حسب قوله. وأوضح أن مصر لم تدفع مقابل الصفقة قبل الاستيراد وإنما تقوم بدفع ثمن الشحنة التي تستوردها أولاً بأول. وبموجب الاتفاق الذي وقعه الشركاء في حقلي تمار ولوثيان البحريين الإسرائيليين للغاز مع دولفينوس سيجري تصدير ما قيمته 15 مليار دولار من الغاز الطبيعي الإسرائيلي على مدى 10 سنوات. وينص الاتفاق على توريد كمية إجمالية قدرها 64 مليار متر مكعب من الغاز على مدى العشر سنوات. وتقود مجموعة ديليك الإسرائيلية ونوبل إنرجي، التي مقرها تكساس، مشروعي الغاز الإسرائيليين. ورحبت إسرائيل بالاتفاقات التي وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو توقيعها بأنه "يوم عيد"، مضيفًا أنها ستعزز الاقتصاد الإسرائيلي وتقوي العلاقات الإقليمية.