مع الاحتفال غداً ب«أحد السعف» أو «الشعانين» فما هو وكيف يحتفل به المصريين منذ القدم؟    حزب الاتحاد يوجّه جميع أعضاءه بالاستعداد لجلسات الحوار الوطني    البنوك تفتح الاعتمادات لتمويل مكونات إنتاج السيارات بالمصانع المحلية    إزالة 43 حالة تعد على الأراضي الزراعية وأملاك الدولة بالدقهلية    52 مليار جنيه حجم أرصدة التمويل متناهية الصغر بنهاية يناير 2024    خبراء: ضباط وجنود الاحتلال يسرقون الأسلحة من مخازن الجيش ويبيعونها للمقاومة    مفاجأة.. الكشف عن السبب وراء أزمة كلوب ومحمد صلاح المدوية    8 توجيهات من «تعليم البحيرة» عن امتحانات الفصل الدراسي الثاني.. تبدأ 8 مايو    بعد تصدر نجوى فؤاد التريند.. كم عدد زيجاتها؟    تعرف على أفضل 10 مطربين عرب بالقرن ال 21 .. أبرزهم الهضبة ونانسي والفلسطيني محمد عساف (صور وتفاصيل)    توقعات عبير فؤاد لمباراة الزمالك ودريمز.. مفاجأة ل«زيزو» وتحذير ل«فتوح»    المصريون يسيطرون على جوائز بطولة الجونة الدولية للاسكواش البلاتينية للرجال والسيدات 2024 PSA    الرئيس الفلسطيني يصل إلى الرياض للمشاركة في الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي    الرضيعة الضحية .. تفاصيل جديدة في جريمة مدينة نصر    بعد جريمة طفل شبرا الخيمة.. خبير بأمن معلومات يحذر من ال"دارك ويب"    استهداف إسرائيلي لمحيط مستشفى ميس الجبل بجنوب لبنان    سؤال برلماني عن أسباب عدم إنهاء الحكومة خطة تخفيف الأحمال    طارق يحيى مازحا: سيد عبد الحفيظ كان بيخبي الكور    حكم الاحتفال بعيد شم النسيم.. الدكتور أحمد كريمة يوضح (فيديو)    بالفيديو .. بسبب حلقة العرافة.. انهيار ميار البيبلاوي بسبب داعية إسلامي شهير اتهمها بالزنا "تفاصيل"    هيئة كبار العلماء بالسعودية: لا يجوز أداء الحج دون الحصول على تصريح    رمضان عبد المعز: على المسلم الانشغال بأمر الآخرة وليس بالدنيا فقط    رئيس الوزراء الفرنسي: أقلية نشطة وراء حصار معهد العلوم السياسية في باريس    مصر ترفع رصيدها إلى 6 ميداليات بالبطولة الإفريقية للجودو بنهاية اليوم الثالث    إنجازات الصحة| 402 مشروع قومي بالصعيد.. و8 مشروعات بشمال سيناء    "اكسترا نيوز" تعرض نصائح للأسرة حول استخدام ابنائهم للانترنت    بالتعاون مع فرقة مشروع ميم.. جسور يعرض مسرحية ارتجالية بعنوان "نُص نَص"    خطة لحوكمة منظومة التصالح على مخالفات البناء لمنع التلاعب    فوز أحمد فاضل بمقعد نقيب أطباء الأسنان بكفر الشيخ    وزير الرياضة يشهد مراسم قرعة نهائيات دوري مراكز الشباب النسخة العاشرة    بيريرا ينفي رفع قضية ضد محمود عاشور في المحكمة الرياضية    أصالة تحيي حفلا غنائيًا في أبو ظبي.. الليلة    «صباح الخير يا مصر» يعرض تقريرا عن مشروعات الإسكان في سيناء.. فيديو    الإمارات تستقبل دفعة جديدة من الأطفال الفلسطينيين الجرحى ومرضى السرطان.. صور    "بيت الزكاة والصدقات" يستقبل تبرعات أردنية ب 12 شاحنة عملاقة ل "أغيثوا غزة"    الشرطة الأمريكية تفض اعتصام للطلاب وتعتقل أكثر من 100 بجامعة «نورث إيسترن»    الكشف على 1670 حالة ضمن قافلة طبية لجامعة الزقازيق بقرية نبتيت    النقض: إعدام شخصين والمؤبد ل4 آخرين بقضية «اللجان النوعية في المنوفية»    مدير «تحلية مياه العريش»: المحطة ستنتج 300 ألف متر مكعب يوميا    بالصور| "خليه يعفن".. غلق سوق أسماك بورفؤاد ببورسعيد بنسبة 100%    أهمية وفضل حسن الخلق في الإسلام: تعاليم وأنواع    علي الطيب يكشف تفاصيل دوره في مسلسل «مليحة»| فيديو    قائمة باريس سان جيرمان لمباراة لوهافر بالدوري الفرنسي    الصحة: فرق الحوكمة نفذت 346 مرور على مراكز الرعاية الأولية لمتابعة صرف الألبان وتفعيل الملف العائلي    السيسي يتفقد الأكاديمية العسكرية بالعاصمة الإدارية ويجري حوارًا مع الطلبة (صور)    سياحة أسوان: استقرار الملاحة النيلية وبرامج الزيارات بعد العاصفة الحمراء | خاص    وزيرة التضامن توجه تحية لمهرجان الإسكندرية للفيلم القصير بسبب برنامج المكفوفين    استمرار حبس عاطلين وسيدة لحيازتهم 6 كيلو من مخدر البودر في بولاق الدكرور    حصيلة تجارة أثار وعُملة.. إحباط محاولة غسل 35 مليون جنيه    الدلتا للسكر تناشد المزارعين بعدم حصاد البنجر دون إخطارها    «السياحة»: زيادة رحلات الطيران الوافدة ومد برنامج التحفيز حتى 29 أكتوبر    أبو الغيط: الإبادة في غزة ألقت عبئًا ثقيلًا على أوضاع العمال هناك    مستشار الرئيس الفلسطيني: عواقب اجتياح رفح الفلسطينية ستكون كارثية    بدء أعمال المؤتمر السادس لرؤساء البرلمانات والمجالس النيابية العربية    أفضل دعاء تبدأ وتختم به يومك.. واظب عليه    وزير الخارجية يتوجه إلى الرياض للمشاركة في أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي    خبير أوبئة: مصر خالية من «شلل الأطفال» ببرامج تطعيمات مستمرة    إشادة دولية بتجربة مصر في مجال التغطية الصحية الشاملة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ليلة بكت فيها «الشرقية».. روايات وشهادات تنشر لأول مرة
نشر في المصريون يوم 22 - 09 - 2018

الأهالي: الضحايا ظلوا يصرخون حتى سقطوا على الأرض.. والناجون من الموت" يروون تفاصل اللحظات الأخيرة
"ممرضة": "خليها تموت ولا تروح في داهية".. والأطباء: إحنا مش فاضين"
نجل"سلام": وجدت والدي ملقى بطرقة المستشفى.. وزوجة "صبحى عبد الحى": "تسلمناه جثة هامدة".. شقيقة أحد الناجين: كسرنا الغرفة لاستخراج أسطونات الأكسجين لإنقاذ المرضى
حالة من الحزن خيمت على أهالي أهالي محافظة الشرقية؛ إثر حادث صادم أسفر عن وفاة 3 مرضى وإصابة 33 آخرين، أثناء جلسة غسيل كلوى فى مستشفى ديرب نجم، التابع لمحافظة الشرقية، فيما تحرك النائب العام مع ممثلى الحكومة لتقصى الأمر، كما توجهت وزيرة الصحة هالة زايد، بشكل سريع إلى موقع الحدث للمتابعة الميدانية، ولا يزال الحادث المأساوى يلقى بظلاله على أهالى الضحايا، الذين يعانون من هول الصدمة حتى كتابة هذه السطور.
"المصريون"، انتقلت إلى موقع الحادث بمحافظة الشرقية، والتقت أهالى الضحايا، وبعض المرضى الناجين من هذه الكارثة لمعرفة تفاصيل ما حدث.
ابنة الحاجة فردوس: جربوا الأجهزة العطلانة على المرضى
فى البداية كشفت شيرين عبد المولى العزب، ابنة الحاجة فردوس عبد الله أحمد، إحدى ضحايا الغسيل الكلوى بمستشفى ديرب نجم بمحافظة الشرقية، والمقيمة بمنشأة صهبرة، عن سبب وفاة والدتها بتسمم نتيجة وجود تلوث بفلاتر المياه الخاصة بأجهزة الغسيل الكلوي، واختلاط غاز النيتروجين بغاز الأكسجين أيضًا؛ ما أدى لوفاتها فى الحال على حد قول إحدى المشرفات العاملات داخل وحدة الغسيل.
وتستكمل "شيرين حديثها ل"المصريون"، راوية تفاصيل اللحظات الأخيرة فى حياة والدتها أثناء تواجدها معها داخل الغرفة الخاصة بمرضى الغسيل الكلوى، موضحة أنه بعد مرور دقائق معدودة على الجهاز، ظلت تصرخ بشدة، ودخلت فى حالة إغماء لمدة خمس دقائق ثم توفيت فى الحال.
وتابعت: "أمى أول لما قعدت على الجهاز فضلت تتنفض وترتعش جامد ومرة واحدة صرحت ودخلت فى غيبوبة ولما طلبت من الدكاترة بالمستشفى إنقاذها، وإيقاف الجهاز رفضوا وقالولنا إحنا مش فاضين معانا حالات كتير غيركم".
واستطردت قائلة: "مكناش نعرف سبب الوفاة.. مدير المستشفى وطاقم التمريض أمرنا بأخذها إلى المنزل، وبعد وصولنا البيت طالبونا بالحضور للمستشفى مرة أخرى لأخذ عينة من المتوفية لمعرفة سبب الوفاة: "كنا نغسلها عشان ندفنها قالو لنا لازم تيجوا بيها تانى المستشفى عشان نعرف ماتت إزاى"، منوهة كانوا عاوزين ياخدوها مننا ويحطوها على الأجهزة زيها زى الناس اللى ماتت عشان الموضوع ميكبرش ويتم حسبهم بسبب إهمالهم، متهمة إحدى رؤساء قسم الغسيل الكلوى بوفاة والدتها قائلة: "الدكتورة عزة رئيس القسم هى السبب فى وفاة أمى وجميع الحالات لأنها رفضت إنقاذها وفصل الجهاز"، وتساءلت: "إزاى الجهاز يكون بيتعمله صيانة بالليل ومحدش يشغله ولا يجربة، هو المريض بقى رخيص لدرجة دى بتجربوا عليه الأجهزة البايظة؟".
وتابعت: "أمى صلت الفجر وماشية على رجليها زى الحصان عشان تغسل الكلى خمس دقايق وأخدها ميتة.. يرضى مين كدة، حسبنا الله ونعم الوكيل فى كل ظالم لا يراعى ربنا فى الناس الغلابة ".
واختتمت حديثها بحزن شديد على فراق والدتها بسبب الإهمال داخل المستشفى قائلة: "فى إهمال كبير جدًا من الدكاترة والممرضين.. مفيش علاج متوفر للمرضى لما بنحتاج علاج بنشترى من بره على حسابنا".
وناشدت"شيرين" الرئيس عبد الفتاح السيسى، لوضع حل وحد للإهمال الجسيم المتواجد داخل جميع مستشفيات محافظة الشرقية بأكملها، وليس مستشفى ديرب نجم فقط، ورجوع حق المرضى ومحاسبة جميع المسئولين بوزارة الصحة على المتسببين فى حدوث هذه الواقعة المؤلمة قائلة: "ياريت ياريس ترجع حق كل الناس اللى ماتت وبتموت بسبب الإهمال داخل المستشفيات الحكومية وتحاسب كل اللى كان السبب فى موتهم .. جميع المستشفيات فيها إهمال وتقصير والغلبان هو اللى بيدفع التمن ".
"ودن من طين.. والأخرى من عجين"
"خليها تموت ولا تروح فى داهية".. هكذا كان رد إحدى الممرضات العاملين بوحدة الغسيل الكلوى بمستشفى ديرب نجم، على الطفلة "مريم" التى لم تتخط العشر سنوات عندما شاهدت جدتها وهى تلفظ أنفاسها الأخيرة على جهاز الغسيل الكلوى، وسارعت بالذهاب إلى الممرضة لإنقاذها، ويروى "رضا عبد المولى" الابن الأصغر للحاجة "فردوس" تفاصيل ما حدث بين نجلته وإحدى المشرفات: "فى إهمال وتقصير كبير جدًا داخل المستشفى، وأكبر نسبة إهمال من الدكاترة والممرضين وجميع العاملين، بنتى بتطلب مساعدة الممرضة وبتقول لها "جدتى أغمى عليها وبتموت تعالى ألحقيها"، رفضت وقالت خليها تموت ولا تروح فى داهية إحنا مش فاضين لها "، مضيفًا: "لما بنشتكى من التقصير داخل المستشفى الدكاترة بتقولنا اعملوا اللى أنتو عاوزينه".
وتابع: "حق أمى وكل الناس اللى ماتت بسبب الإهمال فى رقبة مين؟ .. هى اللى كانت بتصرف علينا بعد ما أبونا مات وسابنا أطفال صغيرة .. حسبنا الله ونعم الوكيل فى كل اللى كان سبب فى وفاة أمى".
وروى السيد عبده محمد صديق، أحد أصدقاء ضحايا الغسيل الكلوى بمستشفى ديرب نجم، تفاصيل معرفته بالواقعة قائلاً: "كنت متواجدًا مع صديقى وعندما دخلت على المريض أثناء تواجده على الجهاز صرخ بصوت عالٍ ثم توفى فى الحال"، مضيفًا: "يوجد إهمال كبير داخل المستشفى ولا يوجد به دكاترة ولا علاج.. نشترى العلاج وكل حاجة محتاجنها من خارج المستشفى على حاسبنا
"الداخل مفقود.. والخارج مولود"
وانتقلت "المصريون" بعد ذلك إلى منزل "سلام محمد إبراهيم" الضحية الثانية من مرضى الغسيل الكلوى فى مستشفى "ديرب نجم " والمقيم فى قرية الحاج حسن التابعة لمحافظة الشرقية.
فى البداية تقول أمل فتحى، زوجة المتوفى، إنها كانت ترافق زوجها وأنه أثناء جلوسه على الكرسى الخاص بجهاز الغسيل الكلوى وبدء الجلسة، صرخ وهو والمرضى المتواجدين معه، مرددين: "عنينا.. عنينا بتوجعنا إحنا مش شايفين ألحقونا"، ثم دخلوا فى غيبوبة ، وبدأت جميع الحالات تسقط على الأرض".
واستطردت الزوجة المكلومة: "بعد ذلك علمنا أنه لقى مصرعه، نتيجة إصابته بحالة تسمم فى الدم، مشيرة إلى أنه اعتاد الذهاب لجلسات الغسل الكلوى أسبوعيًا، بعد تعطل كامل فى وظائف الكلي.
وتابعت: "سلام كان يعانى من مرض خطير ولكنه كان دائمًا راضى بقضاء ربنا ومبتسم، ولا يقنط من مرضه أبدًا، ولكنة توفى نتيجة التقصير والإهمال الكبير المتواجد داخل المستشفيات الحكومية".
وتستكمل الزوجة حديثها ل"المصريون" واصفة ما شاهدته داخل المستشفى عقب وفاة بعض الحالات من مرضى الغسيل الكلوى قائلة: "حالة فوضى كبيرة سيطرت على المكان وجميع أنحاء المستشفى داخل القسم وخارجه.. قعدنا نسأل عن سبب الفوضى محدش أفادنا"، وتتابع "كان هناك فوضى بين جميع الممرضات وتم استدعاء أطباء داخل قسم الكلى، ووصل عدد كبير من سيارات الإسعاف، لنفاجأ بجثث تنقل وآخرين فاقدين للوعى إلى مستشفيات بديلة، ومنها مستشفى التيسير، و الأحرار التعليمي، والزقازيق".
وأضافت: "تجمع العشرات من أسر المرضى مطالبين بتفسير ما حدث للمرضى، مؤكدين أن مرضاهم كانت حالتهم مستقرة ولا يعانون من أى مرض أو حالة تستدعى نقلهم إلى مستشفيات جامعية، ولكن الشرطة سيطرت على الحالة وتم عمل كردون أمنى على المستشفى لحماية الأطباء وتطبيق القانون".
وأكدت "أمل"، أنها كانت ترافق زوجها بصفة مستمرة للغسيل وفى مرة من المرات أخبرت مدير المستشفى بوجود إهمال وتقصى وأن الطبيبة أيضًا أخبرت مدير المستشفى بوجود إهمال وتقصير داخل وحدة الغسيل الكلوى بالمستشفى وأن الفلاتر بحاجة لصيانة لتهالكها، ولكن لم يستجب أحد" .
ورددت الزوجة المكلومة "حسبنا الله ونعم الوكيل المستشفى فيه إهمال كبير.. والناس الغلابة تدخل عشان تتعالج بتموت مين هيجيب حق جوزى وباقى الناس اللى ماتت دول ؟".
ويلتقط أحمد سلام الابن الأكبر للضحية طرف الحديث، وهو فى حالة بكاء شديدة على فراق والده قائلاً: "والدى عامل زراعى ويتردد على المستشفى منذ 3 سنوات لإجراء الغسيل الكلوى ولديه من الأبناء 4 بمراحل التعليم وكان بحالة صحية جيدة إلا أن الإهمال والفساد تسببا فى وفاته".
ويستكمل الشاب العشرينى حديثه قائلاً: "والدى توجه إلى المستشفى فى الساعة الخامسة والنص صباحًا لإجراء جلسة غسيل كلوى كالمعتاد ولكنه لم يعد مثل كل مرة إلى البيت وعاد إلى القبر".
واستطرد: "رايح على رجله عشان يموت هناك بسبب الإهمال لافتًا إلى أنهم وجدوا والده فى طرقة المستشفى ويختم الابن حديثة : "وزيرة الصحة ومحافظ الشرقية حضرا إلى المستشفى، قعدوا دقيقة، أخدوا اللقطة ومشيوا.. إحنا عايزين حق أبويا اللى هما موتوه ".
وعلى بعد مسافة طويلة تستغرق حوالى أكثر من 45دقيقة من قرية الحاج حسن مثلما يطلق عليها الأهالى توجد قرية "الصوينى" والتى يقطنها صبحى محمد عبد الحى "الضحية الثالثة لوحدة الغسيل الكلوى بمستشفى ديرب نجم التابع لمحافظة الشرقية، فبمجرد وصولك إلى منزل المتوفى تجد المكان يتشح بالسواد، الحزن يخيم على الشارع بأكمله الكبير والصغير يبكى حزنًا على فراقه.
"لا طب ولا تمريض"
وفى البداية التقت "المصريون"، بالحاجة4 ليلى عبد الشافى زوجة الضحية، والتى أكدت أنه أصيب بتسمم دموي، وأثناء تلقيه جلسة علاجية للفشل الكلوى مياه الغسيل كانت ملوثة وأنهم بعدما أخذوا الحالة للبيت حضرت الشرطة وأخذت الجثة وتم التحفظ عليها تحت تصرف النيابة العامة.
وأضافت: "فوجئنا باتصال تليفونى من المستشفى يخبرنا بوفاته، فحضرنا على الفور لتسلم الجثمان وأخذناه للمنزل ثم حضرت الشرطة وتحفظت على الجثة، ودخلت الزوجة المكلومة، فى بكاء هستيرى حزناً على وفاة زوجها مرددة: "حسبى الله ونعم الوكيل، مريض داخل المستشفى يتعالج خرج جثة هامدة".
وتستكمل الزوجة المصابة بالفشل الكلوى أيضًا حديثها، شاكية من معاناتها داخل المستشفى، أثناء إجرائها جلسة غسيل كلوى قائلة: "يوجد نقص كبير فى بعض الأدوية وبعض المستلزمات الطبية اللازمة لنا، وعلى رأس الأدوية غير المتواجدة "كلكسان" الخاص بالسيولة ومنع التجلط واستبداله بعقار"الهيبارين".
وتتابع، كنا نحصل على "الكلكسان" لمنع التجلط أثناء جلسة الغسيل وهو يستمر مفعوله 24 ساعة وفوجئنا باستبداله بعقار "الهيبارين"، الذى يستمر 4 ساعات فقط، وهذا يسبب أزمة للمرضى إذا تأخروا فى الجلسة ويعرضهم لمشاكل صحية.
وتختم الزوجة حديثها قائلة: "نعانى أيضًا من نقص حقن الدم، التى تتسبب فى إصابتنا بالأنيميا بسبب جلسات الغسيل الكلوى، ويجب أن نحصل عليها بانتظام حتى لا تتدهور صحتنا"، واشتكت بعض مراكز الغسيل من نقص التمريض والأطباء بسبب انخفاض أعداد المكلفين خلال السنوات الماضية.
"شوفنا الموت بعنينا"
ذهبت "المصريون"، إلى مستشفى "جامعة الزقازيق" وتحدثت مع أحد المرضى الناجين من كارثة وحدة الغسيل الكلوى داخل مستشفى "ديرب نجم " بسبب تلوث مياه الفلاتر الخاصة بالغسيل.
تقول الحاجة حمدية إسماعيل 60سنة من قرية كفر الحاج حسن، "كنت أغسل منذ سنوات لم أشاهد أى حادث مثل ذلك، شوفت الموت بعينى وقلت خلاص، دى نهاية عمرى، اليوم بدأ عادى زى كل غسلة، الجميع يأتى كل واحد منا على سريره كالمعتاد، وبدأت بزغللة ثم صراخ وهرج ومرج بين القسم، وجرى علينا التمريض والأطباء، وبعدها دخلت فى غيبوبة لم أسترد وعى إلا فى العناية المركزة فى مستشفى الجامعة ومحسيتش بالدنيا غير فى العناية المركزة والأطباء بتجرى فوقى".
وبالتواصل مع مصاب آخر يدعى "جمال أحمد مطاوع"، 61 سنة، من قرية شوبك أكراش والذى تم نقله إلى العناية المركزة بمستشفى التيسير الخاص يقول: "10 سنوات أعانى من الفشل الكلوى بسبب خطأ طبى فى علاج البروستتا، ومنذ إصابتى وأنا بغسل فى هذا المستشفي، ولم أرصد أى إهمال، رغم وجود قصور فى بعض الأشياء، إلا أننا لم نشاهد حوادث مثل هذه حتى ولو فردية، كلها أمور عادية زى أى وحدة غسيل".
وأضاف مطاوع، ل"المصريون" "نمت على السرير وبجوارى أحد الشباب وعلى السرير الثانى عم صبحى، وبعده سلام، وهو أول من توفى من الحادث، صبحنا على بعضنا كعادة المرضى كل جلسة وكأنه السلام الأخير بينا، فنحن نقضى ساعات سويًا فى الجلسات، وبعد ما يقرب من ربع الساعة بدأت أشعر بزغللة وظننت أن ذلك بسبب عدم الإفطار، ثم بدأت الرؤية تنعدم فصرخت "ياميس" الحقينى أنا مش شايف وقفى المكنة، هرعت الممرضة إلىّ، بدأت أصوات الصراخ تتعالى فى القسم، ونُقلت إلى قسم العناية وهنا فقدت الوعى لمدة يوم كامل، حيث استشهدت ودخلت الغيبوبة".
مطالبًا فى آخر حديثة، بضرورة وضع حل للأزمة بتوزيع المرضى على وحدات الغسيل الكلوى، لافتًا إلى أن ذلك مرهق على المريض صحيًا وماديًا، وأنهم يضطرون لاستئجار سيارة ب200 جينه لنقله من القرية إلى الزقازيق لتلقى الجلسة.
ومن جانبها قالت منال مجدى ابنة إحدى الناجيات، "إنها ترافقها فى جلسة الغسيل، لمعاناتها من مضاعفات جلطة قديمة، وصرخت وقتها وقالت مش شايفة، ثم دخلت فى غيبوبة، بدأت تصرخ طلبا للنجاة وإنقاذها، وهرع الأطباء والتمريض لنقلها إلى العناية المركزة، ومنها إلى مستشفى التيسير الخاص" .
أما شقيقة الناجية هبة طنطاوى البالغة من العمر 38 عامًا قالت: "إنها فاقدة للوعى تمامًا منذ الحادث، وهما منتظرين من يروى ظمأهم بخبر استردادها للوعى وعودتها لأبنائها الثلاثة، مؤكدة أنها تتلقى الجلسات منذ 15 عامًا، وسبق وأن أجرت عملية زرع كلى استغنت عن الغسيل ل"5 سنوات"، ثم عادت قبل 9 سنوات.
لافتة، أنه بعد أقل من 10 دقائق من الحادث انتقلت للمستشفى القريب لمنزلها، وشهدت حالة هرج ومرج بين الأطباء والتمريض ومنع المدير الإدارى عن تقديم أى عون، بحسب كلامها، لا يوجد صيادلة أو صيدلية مفتوحة بالمستشفى لصرف العلاج وغرفة خزان الأكسجين مغلقة، مضيفة: "قمنا بكسر قفل الغرفة لاستخراج أسطونات الأكسجين منه، وبوصول الدكتور بدأ فى استدعاء أطباء من الخارج للمعاونة فى إنقاذ المرضى منهم الدكتور محمد ماهر والدكتور خالد".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.