سادت حالة من الارتياح فى أوساط الصحفيين العاملين بالمؤسسات الصحفية القومية، بعد قرارات التعيين الأخيرة لرؤساء تحرير الصحف، والتي استبعدت 80% من رؤساء التحرير، بينما أعرب البعض عن رفضه بزعم أن القرارات الصادرة عن اللجنة التي شكلها مجلس الشورى تأتى فى إطار "أخونة الصحف القومية". ووصفت خيرية شعلان مدير تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط، الخطوة بأنها "جيدة جدًا" خاصة وأن اختيار رؤساء التحرير جاء عن طريق لجنة تم شكلها من قبل مجلس الشورى لاختيار رؤساء تحرير الصحف طبقاً لمعايير مهنية، وهذا الأمر لم يكن يحدث من قبل، فنحن الآن أصبحنا أكثر ثقة في رؤساء التحرير، لأنه تم اختيارهم وفقًا لمهنيتهم وخبرتهم ولم يتم اختيارهم على أساس الواسطة والتبعية، وأيضًا أصبح لدينا ثقة في أن يكون هناك من يتابعهم خطوة بخطوة ويحاسبهم على أدائهم وان يختفي نظام العزب"، بحسب تعبيرها. وطالبت شعلان رؤساء التحرير الجدد بأن يعملوا بروح الفريق الواحد وأن يختفي رئيس التحرير الديكتاتور وأن يكون هناك نوع من المشاركة في اتخاذ القرار وذلك للنهوض بالمؤسسة. وأشارت إلى أن رؤساء التحرير السابقون كان لديهم مشاكل كثيرة لابد وأن يهتم رؤساء التحرير الجدد بمعرفة هذه المشاكل ومحاولة حلها، ولابد وأن يتم التعاون لإصلاح المؤسسات، وتحقيق الأداء المهني المنضبط والشفافية في اتخاذ القرارات والتعاون مع الجمعيات العمومية. وأبدى إلهامي المليجي الكاتب الصحفي ب "الأهرام" ترحيبه بالأسماء المعلنة لرئاسة تحرير الصحف القومية، مشيرا إلى أن هناك وجوه شابة يجب أن تترك الفرصة لهم لإثبات مدى قدرتهم على إدارة هذه المؤسسات الصحفية الكبيرة. وقال المليجي: "إنه بالرغم مع اختلافه الشديد مع أفكار ورؤى تيار "الإسلام السياسي" إلا أن هناك أسس واعتبارات ومعايير علمية واضحة وصحيحة وضعت في الاعتبار عند هذه الاختيارات، على عكس النظام السابق الذي كانت معاييره حالة الرضا الأمني لرؤساء التحرير أو مجالس الإدارات وأن يكونوا على صلة بالنظام، داعيا إلى التفاؤل بين جميع العاملين في هذه المؤسسات بأن هناك تغيرا ملحوظا قد يحدث في القريب على أيدي هؤلاء. وذكر المليجي أن فكرة "أخونة الصحافة والإعلام"غير مقبولة طالما أن الصندوق أتى بهم كفصيل سياسي اللي سدة الحكم بناء على اختيار الشعب لهم. من جانبه، قال أسامة هيكل وزير الإعلام الأسبق: "ن أخونة مؤسسات الدولة مستحيل؛ لأن هناك أفرادًا كثيرون داخل تلك المؤسسات ضد فكر الإخوان ولن يسمحوا بذلك، لافتا إلى أن هذا الأمر يحتاج وقتا طويلا". وأوضح هيكل أن مشكلة الصحف القومية ليست فى تغيير رؤساء التحرير ولكن مشاكلها أكبر من ذلك بكثير لأنها تكمن فى الديون، التى تصل الملايين، وكذلك فى استقلاليتها عن الدولة. وقال أول وزير للإعلام بعد ثورة 25 يناير: "إن الوضع الحالى يؤكد أننا نمشى على نفس النمط القديم فى التعامل مع الصحف القومية، فبدلا من أن الإعلام الرسمى كان يسير مع الحزب الوطنى أصبح الآن تابعا لحزب الحرية والعدالة، التابع لجماعة الإخوان المسلمين". ويأتى هذا فيما كشف مصدر مطلع، أن مجموعة من رؤساء تحرير الصحف القومية السابقين، وبعض الإعلاميين، وعدداً من أعضاء مجلس نقابة الصحفيين يضعون خطوطا عامة ل"إسقاط الرئيس شعبيًا" و"حرقه" أمام الشعب وإظهاره أمام المواطنين بمظهر "العاجز"، على أن يبدأ التنفيذ فى كافة المؤسسات الإعلامية التى يستطيعون التأثير فيها. وأكد المصدر ل"المصريون" أن هذه المجموعة عقدت اجتماعًا أمس الأول، فى مركز إعداد القادة بحى الزمالك، وأدار الاجتماع جمال فهمى، وكان من الحاضرين الكاتب الصحفى محمد عبد الهادى رئيس تحرير الأهرام السابق، وياسر رزق رئيس تحرير الأخبار السابق وجمال فهمى وكارم محمود وهشام يونس أعضاء مجلس نقابة الصحفيين ويحيى قلاش المرشح السابق على منصب نقيب الصحفيين، وجمال الغيطانى الروائى المعروف. وردا على حملة الرفض والانتقاد لرؤساء التحرير الجدد، قال عبد الناصر سلامة رئيس التحرير الجديد لجريدة "الأهرام": "إنه يطالب الرافضين لقرارات مجلس الشورى أن يخجلوا من أنفسهم ويتذكروا أنهم وغيرهم كانوا يفاجأون عند قراءة الصحف فى الصباح بالأسماء التى عينها جهاز أمن الدولة وصفوت الشريف أو المقربين من مبارك وابنه جمال كرؤساء لتحرير الصحف ورؤساء لمجالس الإدارة". وأكد سلامة أن قرار لجنة التعيينات المشكلة من مجلس الشورى اختارت رؤساء التحرير الجدد بمنتهى الشفافية. وردا على عزم بعض كتاب المقالات والأعمدة ترك المساحات المخصصة لهم بيضاء احتجاجا على التعيينات الجديدة، قال عبد الناصر سلامة: "اللى مش هيكتب مقاله أو عموده فلدينا المئات اللى عايزين يكتبوا ويتمنوا أن يحصلوا على هذه المساحات ليكتبوا فيها". وأضاف: "اللى مش هيكتب مقاله فلن أسمح له بأنه يكتب تانى"، كما رد عبد الناصر على القائلين بأن رؤساء التحرير الجدد هم من المقربين من جماعة الإخوان. وقال سلامة: "الصحف القومية ليس بها كوادر تابعة للإخوان لأنه لم يكن مسموحا من الأساس بتعيين صحفيين منتمين للإخوان فى الصحف القومية". أما محمد خراجة الذى تم اختياره رئيسا لتحرير جريدة "الأهرام المسائى" فقال: "إن التغيير هو سنة الحياة ومن سنن الله فى الكون، والصحف القومية مش بتاع حد، ولكنها ملك للقارئ، والتغيير كان لازم يحصل خاصة أن رؤساء التحرير الموجودين طوال الفترة الماضية كانت قد انتهت فترتهم منذ شهر مارس الماضى".