أكد السفير "معتز أحمدين خليل" مندوب مصر الدائم لدى الأممالمتحدة في نيويورك بأن تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة الجمعة وبأغلبية ساحقة (133 دولة) لصالح القرار العربي الذى طرحت مشروعه السعودية للمطالبة بعملية انتقالية في سوريا, هو رسالة واضحة من المجتمع الدولي بعدم إمكانية قبول استمرار معاناة الشعب السوري المأساوية منذ أكثر من عام ونصف. وقال السفير خليل إن مصر بحكم عضويتها في الرئاسة الثلاثية الحالية للمجموعة العربية في نيويورك قامت خلال الأيام الماضية بالتنسيق مع وفود الجامعة العربية والدول العربية الأعضاء في الأممالمتحدة بعقد جلسات تشاور مكثفة مع جميع المجموعات الجغرافية في الأممالمتحدة لضمان حصول مشروع القرار العربي على نسبة تأييد مرتفعة, وهو ما تحقق بالفعل وعكسته نتيجة التصويت اليوم. وأضاف خليل أن التحرك المصري يأتي في إطار دور مصر ومسئوليتها التاريخية تجاه الأشقاء العرب, وأوضح أن القرار الذي تم اعتماده اليوم يشير بوضوح إلى الترحيب بقرار مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري يوم 22 يوليو 2012 وهو ما يعني تأييد المجتمع الدولي لكافة المطالب الواردة بقرار الجامعة المذكور. وذكر خليل أن قرار اليوم يعتبر نقلة نوعية على صعيد التحرك في الأممالمتحدة لوضوح صياغاته بشكل لا يحتمل اللبس. وأوضح مندوب مصر الدائم أن القرار العربي يأتي في توقيت دقيق, وأعرب عن الأسف لاستقالة كوفي أنان مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية المشترك لسوريا الخميس, وأكد أن تلك الاستقالة وما ذكره أنان بالأمس في مؤتمره الصحفي يوضح بجلاء خطورة الموقف الذي يتطلب تحركا سريعا وحاسما من المجتمع الدولي, مشيرا إلى أن الاتصالات والتنسيق مستمر حاليا بين سكرتير عام الأممالمتحدة بان كي مون, والدكتور نبيل العربي أمين عام جامعة الدول العربية لبحث أفضل السبل للتعامل مع الوضع الخطير الحالي. يذكر أن التصويت على القرار غير ملزم, ولكنه يأتي لزيادة الضغط على سوريا من أجل تحقيق عملية انتقالية تحمي الشعب السوري. وقال السفير معتز أحمدين خليل مندوب مصر الدائم لدى الأممالمتحدة في نيويورك إن المجموعة العربية في نيويورك تدرك فداحة ما يتعرض له الشعب السوري في الوقت الحالي, في ظل وجود تقارير تتحدث عن احتمال ارتفاع وتيرة العنف في عدد من المناطق وبصفة خاصة "حلب" خلال الفترة القادمة, الأمر الذي رأت معه مصر والمجموعة العربية ضرورة التحرك بشكل سريع لتوجيه رسالة من المجتمع الدولي تؤكد على عدم إمكانية السكوت على ذلك. وأكد مندوب مصر الدائم في الأممالمتحدة أن وفد مصر حرص خلال الأيام الماضية على تضمين القرار عددا من العناصر الرئيسية التي تتأسس على قرارات الجامعة العربية السابقة ذات الصلة وبصفة خاصة قرار مجلس الجامعة الأخير يوم 22 يوليو 2012. وأوضح أنه يأتي على رأس هذه العناصر إدانة القتل وأعمال العنف الممنهجة التي تقوم بها السلطات السورية والشبيحة في حق الشعب السوري الشقيق, ومطالبة السلطات السورية بالوقف الكامل للعنف, وتنفيذ تعهداتها السابقة بشأن وقف استخدام الأسلحة الثقيلة وسحب قواتها بشكل كامل من الأماكن المدنية وعودتها إلى ثكناتها, ودعم جهود مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية المشترك "كوفي أنان", ودعوة مجلس الأمن لتحمل المسئولية وإتخاذ الإجراءات المناسبة لحماية الشعب السوري, وتأكيد ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى الشعب السوري الشقيق, والمطالبة ببدء عملية الانتقال السياسي في سوريا وتحولها إلى نظام تعددي ديمقراطي, وطلب قيام سكرتير عام الأممالمتحدة بان كي مون بتقديم تقرير حول تنفيذ القرار خلال خمسة عشر يوما من اعتماده, وكل ذلك مع الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وسلامتها الإقليمية. من جانبها رحبت الولاياتالمتحدةالأمريكية اليوم بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن الوضع في سوريا,واعتبرته بمثابة رسالة قوية للنظام السوري والشعب السوري علي حد سواء. وقالت مندوبة واشنطن الدائمة لدي الأممالمتحدة السفيرة سوزان رايس إن القرار الذي دعمته الأغلبية الساحقة من الدول الأعضاء في الأممالمتحدة, يدين بشدة استخدام السلطات السورية المتزايد للأسلحة الثقيلة والمستمرة و انتهاكات حقوق الإنسان من قبل السلطات السورية. وأضافت المندوبة الأمريكية قائلة "طالبت الجمعية العامة مرة أخرى بأن تأتي الخطوة الأولى في وقف أعمال العنف من جانب نظام الأسد, والأهم من ذلك, يدعو القرار أيضا الأسد للتنحي و تشكيل حكومة انتقالية. وأكدت رايس أهمية أن تكون الأسلحة الكيماوية في سوريا آمنة , مشيرة الي أن أعضاء النظام السوري سيتعرضون للمساءلة في حال استخدام مثل هذه الأسلحة. وأوضحت مندوبة واشنطن الدائمة بالأممالمتحدة أنه علي الرغم من أن المعارضة ما زالت أقلية معزولة على نحو متزايد,فإن الغالبية العظمى من أعضاء الاممالمتحدة تقف بحزم واضح مع الشعب السوري خاصة وأن هذه المعارضة تسعي إلى تحقيق آمالهم وطموحاتهم المشروعة. وشددت رايس علي أن الولاياتالمتحدة سوف تواصل العمل مع شركائها على حد سواء في الأممالمتحدة وأماكن أخرى, بما في ذلك أكثر من 130 بلدا الذين أيدوا قرار اليوم, لدفع عجلة التحول في سوريا, وتقديم الدعم الإنساني للمحتاجين, وتوحيد وتعزيز السياسية المعارضة. من جانبه ... اعتبر رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عبد الباسط سيدا ان القرار الذي اقرته الجمعية العامة للامم المتحدة حول سوريا الجمعة يؤكد ان النظام السوري "فقد شرعيته". وقال سيدا في مؤتمر صحافي في اربيل عاصمة اقليم كردستان العراق ان القرار الذي يدين استخدام الحكومة السورية الاسلحة الثقيلة وينتقد عجز مجلس الامن "يؤكد ان هذا النظام قد فقد شرعيته ولم يعد المجتمع الدولي يؤمن بشرعيته".