عندما تتملك مشاعر الانتقام من قلب المرأة فإنها قد تحولها لشيطان حقيقي ..بعض الزوجات ظلمن من قبل أهل زوجها ..بعضهن تم تجاهل مشاعرهن ..بعضهن تم التعامل معهن كعضو غريب عن العائلة ..بعضهن تم استغلالهن ..هناك دافع ما ظاهر أو خفي ..كبير أو صغير يكمن وراء مشاعر الانتقام التي تتملك قلوب بعض الزوجات ..الاستسلام لمشاعر الانتقام كفيل بوأد الضمير الخلقي والوازع الديني ..بل إنه كفيل بتزيين الباطل وجعله حقا لأن الإنسان المنتقم لا يفكر إلا في نفسه وفي الأذى الذي أصابه الذي يتضخم ويبتلع في طريقه كل مشاعر طيبة صادقة التقاها في يوم ما . تعمد المرأة المنتقمة التي تتملكها مشاعر الثأر للتفريق بين زوجها وأمه وأبيه وإخوته الذكور والإناث ..تراها تتصيد أي خطأ ولا يوجد إنسان لا يخطئ فتضخم الخطأ وتبرزه وتكثر من الحديث عنه كأنه لا حديث غيره بل قد يضفن إليه بعض البهارات السامة ..بعضهن لا تجد الخطأ الذي تبحث فتفتعله افتعالا مشككة في النوايا والقلوب ..بعض الزوجات المنتقمات يلجأن لأسلوب أكثر شيطانية فهي تلمح ولا تصرح ..تكتفي بنبرات صوتها ونظرات عينيها وكلمات لا تتم ولكنها تترك أكبر الأثر . هدف المرأة المنتقمة أن تقتلع زوجها من جميع جذوره حتى يخلو لها وجهه ..تبث حقدها وحسدها وغيرتها إلى قلبه وإلى قلب أولادها الأبرياء حتى يشبوا على الكراهية والغيرة والحقد ..لا تعرف من تسلك طريق الشيطان هذا أن النار ستطالها في يوم ما قرب أو بعد فمن لا خير له في أهله لن يكون فيه خير لها وحتى أولادها سينالها عقوقهم يوما ما لأنه كما تدين تدان أقول لكل زوجة مظلومة تراودها مشاعر الانتقام ..يا عزيزتي فليكن الله حسبك ووكيلك ..اكظمي غيظك ..حاولي أن تنتقلي لمرتبة أعلى هي العفو وإن استطعت فكوني من المحسنين ..حقك طالبي به ..طالبي زوجك بكل أدب واحترام بحقوقك كاملة وأنا لا أدعوك أن تتخلي عن حقوقك التي كفلها لك دينك ولكن لا تشتطي ولا تطلبي العنت واعلمي أنه ليس من حقك أن تطالبيه أن يقاطع أهله ولا يبرهم خاصة والديه فإن ذلك من أكبر الكبائر وإن كانوا ظالمين ..إذا لم ترغبي في زيارتهم فلا تمنعيه من الزيارة ولا تستخدمي حيل شيطانية لمنعه كأن تقولي له اذهب على الرغم من كذا وكذا فتقسمين صادقة بنصحه ويعلم الله ما في قلبك وما تريدين فعله حقيقة ..من حقك أن تطالبيه بنفقتك ونفقة أولادك لكن ليس من حقك أن تحاسبيه على ما ينفق على أهله حتى لو كانوا أغنياء وغير محتاجين فزوجك ليس ملكية خاصة بك وليس من حقك أن توغري صدره على إخوته لأنهم لا ينفقون ولا يبذلون مثله لا تمنعيه درجات يريد بها أن يرتفع ويرتقي فلا تكوني عونا للشيطان عليه . استعيني بالله وطهري قلبك قبل أن يحترق بنيران الحقد ..ونصيحتي لكل زوج منحه الله القوامة أن يزن الأمور بالعدل والقسط ولا يظلم زوجته استجابة لأهله فإنه لا يحق لهم حتى لا تسلم قلب زوجتك للشيطان وستكون أنت عزيزي الزوج أول من يسقط في شرك الشيطان الذي سيحتل قلبها . عزيزي الزوج كما أنه لا يحل لك أن تظلم زوجتك بحجة بر والديك فلا تسمح لزوجتك أن تجعلك ألعوبة بين يديها فتقطع أهلك وتخسر الدنيا والآخرة