قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن العلاقة بين النبوة والمعجزة علاقة اتحاد عضوي، بحيث إن حقيقة النبوة إذا كانت أمرًا خارقًا للعادة؛ لما تشتمل عليه من أمور تصدم القوانين العادية، فلابد أن يأتي النبي بأمر خارق للعادة يثبت به نبوته، ويحمل العقل السوي على تصديقه، وهذا الأمر الخارق هو المعجزة. وأضاف - خلال برنامج "الإمام الطيب" -: أن "منكري النبوة كانوا ينطلقون في تكذيبهم للأنبياء من مبدأ استبعاد أن يتصل الأنبياء بالملأ الأعلى مع احتفاظهم في الوقت نفسه ببشريتهم؛ ولذلك طلبوا من الأنبياء برهانًا قاطعًا على صدق دعواهم لا يترك لديهم مجالاً لشك أو ريبة، وليس هذا السلطان المبين الذي طلبه المنكرون إلا المعجزة". وأشار إلى أن "المعجزة والكرامة كلاهما أمر خارق للعادة، والفرق بينهما أن المعجزة تظهر على يد النبي، ومن شروطها دعوى النبوة، أما الكرامة فتظهر على يد الأولياء من عباد الله الصالحين، وكرامات الأولياء لا تفسر فقط بإظهار الإيمان والعمل الصالح الذي يوفق إليه الولي، بل تفسر أيضًا بالأمر الخارق للعادة الذي يظهره الله على أيدي الأولياء، مثل التأثيرات التي يحدثها الله على أيديهم في الأشياء على خلاف العادة، وكل ما يعرف عنهم في هذا المجال من إشراقات ومكاشفات تتخطى الحجب والحواجز". وأوضح شيخ الأزهر، أن "الهدف من حصول كرامات الأولياء استمرار الدلائل على تمام قدرة الله تعالى، وأنه فعال لما يريد، وأن لله سننًا أخرى تعلو فوق هذه السنن الكونية، وتتدخل فيها وتبطل قوانينها متى شاءت إرادة القادر المختار". ودلل بقول ابن تيمية "ومن أصول أهل السنة التصديق بكرامات الأولياء، وما يجري الله على أيديهم من خوارق العادات في أنواع العلوم والمكاشفات وأنواع القدرة والتأثيرات، والمأثور عن سالف الأمم في سورة الكهف وغيرها، وعن صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين وسائر فرق الأمة، وهي موجودة إلى يوم القيامة". وأشار الطيب إلى أن "السحر ليس من خوارق العادات، وإنما هو تخييل يرجع إلى خفة في اليد، أو يرجع إلى الشعوذة، والساحر إنما يؤثر في أعين الناس فيجعلها ترى أشياء لا حقيقة لها في واقع الأمر". وبين أن "الفرق بين المعجزة والسحر يكمن في أن المعجزة حقيقة تؤثر في ذوات الأشياء، كما أنه تستحيل معارضتها والرد عليها بمعجزة أخرى، بينما السحر تخييل يتعامل مع الأعين لا مع الأشياء، كما أن السحر علم يمكن أن يتعلم ويعارض بمثله". وقال شيخ الأزهر، إن "السحر لا يقلب حقائق الأشياء ولا يغيرها ولا يؤثر فيها، وإنما هو تخييل يحدث للرائي وليس له أي مقابل موضوعي في واقع الأشياء". واستنكر على "الساحر الذي يتعب نفسه ويصنع له حلقة كي يربح من خلالها بعض النقود؛ فلماذا لا يجلس في بيته ويسحر لنفسه ويتربح من خلالها؛ ألا يكون ذلك أفضل له من السير في الشوارع بغية أن يحصل من هذا أو ذاك على مبلغ ليقتات به".