توفيق الحكيم، أحد أبرز الأدباء العرب فى العصر الحديث، ولد بالإسكندرية فى 9 أكتوبر عام 1897 لأب مصرى يعمل فى سلك القضاء وكان يعد من أثرياء قرية الدلنجات بمحافظة البحيرة، ولأم تركية أرستقراطية كانت ابنة لأحد الضباط الأتراك المتقاعدين لكنَ هناك من يقدم تاريخًا آخر لولادته وذلك حسب ما أورده الدكتور إسماعيل أدهم والدكتور إبراهيم ناجى فى دراستهما عن الحكيم حيث أرَّخا تاريخ مولده عام 1903 بضاحية الرمل فى الإسكندرية. فى عام 1919 شارك مع أعمامه فى مظاهرات الثورة وقبض عليهم واعتقلوا بسجن القلعة، إلا أن والده استطاع نقله إلى المستشفى العسكرى إلى أن أفرج عنه، حيث عاد عام 1920 إلى الدراسة وحصل على شهادة الباكالوريا عام 1921، ثم التحق بكلية الحقوق بسبب رغبة أبيه، وتخرج فيها عام 1925، ثم التحق الحكيم بعد ذلك بمكتب أحد المحامين المشهورين، فعمل محاميًا متدربًا فترة زمنية قصيرة، ونتيجة لاتصالات عائلته بأشخاص ذوى نفوذ تمكن والده من الحصول على دعم أحد المسئولين فى إيفاده فى بعثة دراسية إلى باريس لمتابعة دراساته العليا فى جامعاتها بقصد الحصول على شهادة الدكتوراة فى القانون، وفى باريس كان يزور المسارح والدور السينما، واكتسب من خلال ذلك ثقافة أدبية وفنية واسعة إذ اطلع على الأدب العالمى، وانصرف عن دراسة القانون، واتجه إلى الأدب المسرحى والقصص، وتردد على المسارح الفرنسية ودار الأوبرا، فاستدعاه والداه فى سنة 1927 وعاد الحكيم صفر اليدين من الشهادة التى أوفد من أجل الحصول عليها. عمل وكيلاً للنائب العام سنة 1930، فى المحاكم المختلطة بالإسكندرية، ثم فى المحاكم الأهلية، وفى سنة 1934 انتقل إلى وزارة المعارف ليعمل مفتشاً للتحقيقات، ثم نقل مديراً لإدارة الموسيقى والمسرح بالوزارة عام 1937، ثم إلى وزارة الشئون الاجتماعية ليعمل مديرًا لمصلحة الإرشاد الاجتماعي، ثم مديرًا لدار الكتب المصرية سنة 1954، وفى نفس السنة انتخب عضواً عاملاً بمجمع اللغة العربية، وفى عام 1956 عيّن عضوًا متفرغًا فى المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب بدرجة وكيل وزارة. وفى سنة 1959 عيّن مندوبًا بمنظمة اليونسكو بباريس، ثم عاد إلى القاهرة عام 1960 إلى موقعه فى المجلس الأعلى للفنون والآداب، ثم عمل بعدها مستشاراً بجريدة الأهرام ثم عضواً بمجلس إدارتها. ترك توفيق الحكيم تراثًا أدبيًا كثيرًا خاصة فى مجال المسرح، وأشهر مسرحياته: أهل الكهف، السلطان الحائر، أما أشهر رواياته على الإطلاق فهى "يوميات نائب فى الأرياف"، وعودة الروح، وقد رحل عن دنيانا فى مثل هذا اليوم عام 1987.