لن أتحدث لقنوات الفلول.. هكذا جاء رد نجم الأهلى محمد أبو تريكة قاطعا وهو يرفض الإدلاء بتصريحات لمراسل قناة مودرن سبورت الضاربة بجذورها فى أعماق الفلولية وذلك عقب انتهاء مباراة الزمالك الإفريقية التى انتهت بفوز الأحمر. يكفى أن تعلم اسم صاحبها السابق أمين دعبس الرئيس الحالى لحزب مصر القومى الوريث الرسمى للحزب الوطنى، ثم من بعده محمد الأمين الواجهة الرسمية لأشرف الشريف نجل صفوت الشريف. يكفى أيضا أن تشاهد السواد الذى ارتسم على وجه مدحت شلبى وضيفيه فى الاستوديو فتحى سند وأيمن يونس الذى عاير أبو تريكة بتقبيله رأس حسنى مبارك يوما ما، لو علمت وشاهدت كل هذا لأدركت كم كانت طعنة أبو تريكة نافذة وكم كان نصله حادا قاتلا. أيمن يونس فيلسوف (الطبيخ) الكروى، نسيب وحسيب عائلات دعبس لم يعجبه موقف أبو تريكة المحترم، ولأنه أى يونس يشعر بالبطحة العريضة التى تزين رأسه من أدنى اليمين لأقصى اليسار لم يجد سوى السخرية من لاعب اجتمعت الملايين على حبه وأخلاقه، بينما لم يجتمع مثلا اثنان على ماهية لاعب الزمالك السابق وفى أى صفحة من كتاب كرة القدم موقعه!! عن نفسى لا أعلم السر الذى يجمع بين الثنائى يونس وقناة موردن سبورت، سواء مصطفى يونس الأسبوع الماضى أو أيمن يونس هذا الأسبوع!! أبو تريكة فعل ما لم يفعله إلى الآن الدكتور مرسى، بل فعل ما لم يفعله الكثير من الشعب المصرى، الذين يستمعون إلى القول فيتبعون أسوأ ما فيه، بدأ بنفسه عملية إقصاء الفاسدين رسميا وبصورة لا تأويل فيها، لم يتردد ولم يهادن وهو يعلم جيدا مدى وضاعة الفئة الباغية من الإعلام المصرى التى قد تفتح نيرانها المسمومة عليه فتحيل نجوميته إلى هشيم تذروه الرياح. كلنا نعرف حقيقة تلك النوعية من القنوات ونواياها الخبيثة ومواقفها المخزية منذ بدء الثورة ورغم ذلك نتمسك بمتابعتها تمسك البخيل بالحياة.. وهو ما يمنح هؤلاء شرعية البقاء فضائيا.. وهو ما يحتاج إلى ألف تفسير وتفسير!! الغالبية منا أيضا يأتون بتصرفات لا تكييف علمى لها فى كل كتب ونظريات علم النفس والاجتماع والمنطق، فهم يعلمون جيدا بوقوع ثورة هائلة فى بلادهم وأن الثورة لها أعداؤها وتحتاج إلى من يشد أزرها ويتوقعون ألف حرب وحرب، ثم يفعلون العكس تماما، يمجدون أعداء الثورة، وينصتون إليهم باهتمام مبالغ فيه، ويتخذون من الأفعال والمتناقضات ما يجعلهم هم أنفسهم يلعنون ثورتهم!! .. وأراه شخصيا نوعا مختلفا من الفساد، فساد السلبية، فساد الجهل، فساد القبول بالأمر الواقع. أعود لأبو تريكة الذى اختلفت معه كثيرا جدا وربما لم نتفق قبلا، لكنى أجد نفسى اليوم مدفوعا للوقوف معه فى نفس الخندق بل وأثمن ما فعله على الهواء دون خوف أو حسابات تدور فى مخيلته لأن القضية اليوم مختلفة تماما، بل وأطالب الدكتور مرسى بأن يحذو حذوه ويتخذ من سياسة (النصل الحاد) وسيلة حاسمة لقطع رقاب أعداء الثورة دون أن تأخذه فى أحدهم شفقة أو رحمة فهؤلاء لا تفلح معهم الحسنى ولو جئت لهم بجبال السكرى الذهبية بَدلاً.. ولو لم يفعل الدكتور مرسى ل(تغدوا) به وبنا وبالثورة وبالشرفاء قبل أن (يتعشى) بهم، حقيقة لا مراء فيها لا ينفيها صمت الرئيس الذى يحاول البعض الآن أن يشبهه بصمت الراحل السادات قبل ما اصطلح عليه بثورة التصحيح، ففارق كبير بين الرجلين وفارق أكبر بين العصرين.