المسحراتى بطبلته الشهيرة.. والكنفانى بفرن الطوب.. الحاج محمد المسحراتى: "أحب المهنة وفى العيد ب"لم العيدية" على الكنفانى: بنيت الفرن قبل رمضان ب 5أيام.. والكنافة أشهر الحلويات عم أحمد بائع الفول: بشتغل 24 ساعة.. ومفيش نوم يأتى شهر رمضان كل عام بطقوسه الخاصة، حيث تكون هناك مهن خاصة مرتبطة بهذا الشهر المبارك، أصحابها كل عام مع بدء الشهر على مزاولتها لعهل أشهرها مهنة المسحراتى التى أصبحت تقليدا خاصا لا يرتبط سوى بهذا الشهر بعيدا عن غيره من الشهور ونرصد فى السطور التالية أشهر هذه المهن. المسحراتى بملابسة المشهورة، التى تتمثل بالجلباب والعمة، وبطبلته الشهيرة التى تطلق "طبول" السحور، التى يحملها وسط نداء تعودت أذان المصريين على سماعها قبل أذان الفجر لينبه النائمين كى يستيقظوا من اجل السحور وسط صيحات: "اصحى يا نايم وحد الدايم" "والسحور يا عباد الله". وقد تواصلت "المصريون" مع الحاج "محمد"، وهو يعمل "مسحراتى" بأحد الأماكن بمنطقة دار السلام الذى بدأ حديثة بعد التهنئة بشهر رمضان قائلا: "أعمل فى مهنة المسحراتى منذ 45 عامًا، وكأن عمرى فى ذالك الوقت 21 عامًا، وكنت أسير مع جار لى كبيرًا فى السن يعمل هذه المهنة وقد توفى، وقد تسلمت بدلًا منة تلك المهنة الممتعة". وأضاف فى تصريحاته: "أحببت تلك المهنة حبًا كبيرًا، فتجعلنا أتواكب مع المواطنين وخاصة الأطفال الذين يتغنون معى بعد استيقاظهم للسحور، متابعًا، فرحتى الوحيدة وهم يطلبى منى ان اهتف بأسمائهم فى كل مساء على صوت الطبلة". وتابع: "رمضان بالنسبة لى هو شهرى المفضل فأنا كنت أعمل فى مهن متعددة ولكن ظلت مهنة المسحراتى هى الثابتة والمحببة بالنسبة لى حتى وإن كنت أعملها شهر فى العام، ودعنى أقول لك بكل بصراحة، بعد انتهاء الشهر الكريم وتحديدًا فى يوم وقفة العيد، أعود فى ظهر اليوم الأول للعيد، لكى "ألم" العيدية من جميع البيوت التى كنت أمر عليها فى أيام رمضان". وعن معرفته بأصل مهنة المسحراتى رد مازحًا: "أكيد المصريين هم "أم الاختراع" فى أى حاجة، وتابع أنه يعلم أن مصر هى من بدأت مهنة المسحراتى منذ قرون، وانتشرت فى عهد الدولة الفاطمية هى والفوانيس. الكنفانى تعد الكنافة، أحد معالم شهر رمضان الكريم، وتظل صورة "صانع الكنافة" الذى يقف على فرن الطوب لكى يصنع الكنافة من خلال لفها على قرص نارى، هى الأشهر منذ عقود طويلة حيث دخل عليها الكثير من الآلات الجديدة ولكن ظل عامل الكنافة هو العامل الأصلى الذى يظهر فى بداية الشهر الكريم. واقتربت "المصريون" من عامل الكنافة "على الشيمى"، فى حى حدائق المعادى، وبدأ فى حديثة قائلًا: "أنا قررت منذ سنوات أننى أعمل بمجال الحلوى وخاصة الكنافة الرمضانية، فأنا أقوم فى كل عام ببناء الفرن مبكراً قبل رمضان حتى يعلم العملاء أننا متواجد فى الشهر الرمضانى خاصة وأن الكثير يشترى الكنافة قبل بداية الشهر الكريم". وتابع خلال تصريحاته ل"المصريون": "بنيت الفرن الذى يرتفع عن الأرض بحوالى متر ونصف، ويكون به ميل واضح، حتى أستطيع صب خليط "عجين الكنافة"، لمكون من الدقيق والسمن والماء عليه. وأردف: "بنيت الفرن قبل رمضان بخمسة أيام حتى يجف تمامًا من أى ماء نتيجة بنائه بالطوب، والكنافة هى الحلوى الأساسية فى رمضان ولا ينقطع الناس عنها طوال الشهر الكريم، لوجود طعم خاص لها"، وعن معرفة بأصل صناعة الكنافة وانتشارها بمصر، قال: "كل ما أعرفه أنها تعود إلى العصر الفاطمى، بالطبع بعد دخولها بلاد الشام وخاصة سوريا". بائع الفول "كلما نتذكر السحور نذكر الفول".. بتلك الجملة بدأ عم احمد على حديثه ل"المصريون"، عن عادات المصريين فى سحور شهر رمضان الكريم، قائلًا: "أنتظر هذا الشهر بفارغ الصبر، حيث يكون شهر الرزق والمكسب الوفير فى بيع الفول". وتابع، على والذى يمتلك عربة للفول فى أحد شوارع منطقة حدائق المعادى، قائلًا: "أبدأ فى تحضير الفول منذ الظهيرة حيث أقوم بإشعال شعلة النار فى ما يسمى ب"قدرة الفول"، مضيفًا، ثم أبدا فى تجهيز العربة قبل الإفطار بساعة علمًا بان بعض الزبائن يفطرون بالفول والمخللان نظرًا لضيق الحال المالى". وأشار: "أعمل فى اليوم حوالى 15 ساعة، ولكن قبل رمضان بيومين لا أنام إطلاقًا لأكون مستعدًا لموسم السحور وخاصة الأيام الأولى منة وده بالنسبة لى الشهر الوحيد فى السنة اللى بيبقى 24 ساعة عمل متواصل ومفيش نوم". وعن مقدار البيع فى هذا الشهر الكريم قال: "العملية فى الأول والآخر أرزاق بتاعت ربنا، فمثلًا، أنا أستخدم قدرة فول تحمل بداخلها على 40 كيلو فول، ومن الممكن أن تنتهى فى وجبة السحور الكاملة والحمد لله، ولازم نكون فى أول أيام رمضان جاهزين لأنه لا يصح أن تقول للزبون خلصت أو مفيش وقت السحور خاصة وأن أول يوم سحور له مذاق خاص واشتياق للكثير". وعن طقوس الفول فى رمضان قال:"بالطبع مع كل هذا العمل الذى شرحته لك توجد أشياء تدل على رمضان فبالاقتراب من عربة الفول تجد زينة محاطة بالعربة. بالإضافة إلى فانوس معلق بمنتصف العربة حتى يتم تشيغله عند قدوم الليل، مما يعطى البهجة لدى الجميع بأجواء رمضان". بائع القطائف رجل عجوز يجلس على كرسى يحنى ظهره على قرص نارى، يصب العرق منه من كل جانب، بسبب ارتفاع درجة حرارة الفرن النارى، ترى فيه الصلابة وقوة التحمل وخبرة تراكم الزمن، وبالاقتراب منة قال فى لهجة مضحكه "صحافة تأنى عاوزين نشوف شغلنا". وتجاوب مع المصريين حيث قال الحاج "محمود": " أبلغ من العمر 62 عامًا، واعمل فى مهنة القطائف منذ 30 عامًا وفى نفس المكان لم أغيره ولم أرحل عنه إطلاقًا، فأنا أمارس العمل بها بحب وإخلاص خاصة مع قدوم شهر رمضان الكريم". وتابع: "أنا اعتبر هذه المهنة من المهن الشاقة نظرًا للوقوف لساعات طويلة أمام النيران خاصة فى فصل الصيف فهذا شىء متعب للغاية، حتى نخرج القطائف فى أزهى شكل وطعم، نظرًا لأن المنافسين كثر فى هذا المجال وأنا أحب أن أكون "البريمو" فى مهنى كما تعودت طيلة عمرى". وعن استعداده لشهر رمضان قال: "أبدأ العمل قبل شهر رمضان بيوم أو اثنين، منذ الساعة السابعة صباحًا حتى ميعاد أذان المغرب، ثم أعود بعد العشاء للعمل لمده ساعتين قبل السحور". وعن كيفية صناعة القطائف وأنواعها، تابع الحاج "محمود": "القطائف لها طرق كثيرة وأنواعًا أكثر، ومن أهمها القطائف العصافيرى وأيضًا القطائف الصغيرة وهى المتداولة التى يوضع بها المكسرات، بالإضافة الى قطائف اللحمة والجبن".