الفصل الأول: حقاً.... خيرُ متاع الدنيا الزوجة الصالحة لو نشرتُ هذه العبارة على الفيس بوك وقرأها أصدقائي ستجدهم ينقسمون إلى ثلاثة آراء هو سعيد حقاً مع زوجته ورأي منها ما يسرها في أحد المواقف حديثاً فكتب هذه العبارة. هو يعاني من زوجته التي أساءت إليه مؤخرا فكتب هذه العبارة يندب حظه. هو كتبها لأنها أعجبته وفقط فأراد نشرها على صفحته. لم يعلق/ لم يهتم هي نفس العبارة ونفس الأحرف. كتبها نفس الشخص بخصوص نفس الزوجة، لكن القارئ ليس شخص واحد بل أشخاص كُثُر. كل شخص منهم له طريقه معينه في التحليل والتفكير والاستنتاج.
الفصل الثاني: ذهبتُ لأشتري كتابا يقال عنه أنه من أقيم وأهم الكتب في مجال عملي وعندما بدأت في تصفحه وجدت كل الصفحات متشابهة. الكتاب عبارة عن صفحه واحده تم طباعتها عشرات المرات. أول ما جاء في ذهني أنه خطأٌ مطبعيٌ. بالطبع أصبح الكتاب عديم القيمة لأنه لا يستحق أن نطلق عليه لقب كتاب من الأساس. هو مجرد صفحه متكررة وبالطبع لن تساعدني هذه الصفحة في الصعود الى القمر في حياتي المهنية ولا في غيرها.
الفصل الثالث: كنت في إحدى حفلات تكريم أوائل الثانوية العامة وتقدم والد أحد الطلبة المتفوقين لإلقاء كلمه، فتوقعت ان يتحدث عن التحديات والصعاب التي واجهته مع ابنه حتى يصل لهذا التفوق، لكن كان له رأيٌ آخر. كان أول ما بدأ به هو نصيحة لكل الطلبة، لعلها تساعدهم في حياتهم الجامعية وما بعد الجامعية. قال جملة مكونة من كلمتين وحرفين ولم يزد عليهما. "تقبل الآخر كما هو" الفصل الرابع: جزيرة بورنيو، ثالث أكبر جزيرة في العالم، وأكبر جزيرة في آسيا، تقع شرق المحيط الهندي ويسكنها ما يزيد على 21 مليون نسمه. الغريب في هذه الجزيرة أنها مقسمه بين ثلاث دول: إندونيسيا وماليزيا وبروناي. نفس الأرض ونفس المناخ ونفس الأصل العرقي، ولكنها، لسبب ما، تم تقسيمها بين ثلاث دول، أي حكم سياسي مختلف، عادات وتقاليد مختلفة، لغة مختلفة، أعياد وعطلات مختلفة، نظام تعليم مختلف، نظام رعاية صحية مختلف، الخ.
الفصل الخامس: الأرض تُسقَي بماءٍ واحد، مُنَزَّل من نفس السماء، ولكنها تُخرِج زرعاً مختلفاً ألوانُه وأُكُلُه. ولنا في أمهاتنا العبرة والمثل، فمن منّا يشبه أخاه في خمسة فصول أقول لك: الاختلاف سنة كونية فلو شاء ربك لجعل الناس أمة واحده وضرورة بشرية فتعَلَّم فقه الاختلاف ثم اختلف بأدب.