تجاهل وزير الخارجية الأمريكي الجديد، مايك بومبيو، مصر في أولى جولاته بالمنطقة، التي استغرقت ثلاثة أيام، وشملت ثلاث دول هي: السعودية، الأردن، وإسرائيل. وقال مسؤول في الخارجية الأمريكية، إن زيارة بومبيو، للرياض والقدس والعاصمة الأردنية، بعد يومين فقط من أدائه اليمين لتولي منصبه؛ تهدف أيضًا إلى توطيد العلاقات مع حلفاء مهمين للولايات المتحدة في الشرق الأوسط. وقال الوزير الأمريكي إنه يعتزم أن يناقش خلال جولته، مستقبل الاتفاق النووي مع إيران الذي أبرم في عام 2015، فيما أثار تجاهله مصر خلال جولته تساؤلات حول أسباب ذلك. وقال معصوم مرزوق، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إنه "مؤخرًا صارت زيارات المسؤولين للمنطقة تستهدف العواصم صاحبة الكلمة والقرار في الأحداث الجارية"، موضحًا أنها "ليست المرة الأولى التي يتجاهل فيها المسؤولون القاهرة". وفي تصريح إلى "المصريون"، أضاف مرزوق، أن "هناك عواصم أخرى أصبحت أكثر أهمية، مثل الرياض على سبيل المثال، بما تلعبه من دور مهم حاليًا، وبما تملكه من قوة المال، وكذلك دورها في القيام بإجراءات معينة بالمنطقة". مساعد وزير الخارجية الأسبق أشار إلى أن "السلطة الحالية جعلت سياسات الدولة تابعة لعواصم إقليمية، ما جعلها لا تتمكن من اتخاذ قرار فردي بشأن بعض القضايا إلا بعد الرجوع لها". ورأى أنه "ليس من المدهش أن يتجاهل وزير الخارجية الأمريكي القاهرة، فهو يتحرك حيث المكان الذي يوجد فيه صاحب القرار، لا سيما أنها ليست صاحبة الكلمة الأولى والأخيرة، فضلًا عن فقدانها هيمنتها في المنطقة". وتابع: "الخطاب الرسمي بات يسلم بالأمر الواقع، ويوافق على لعب أدوار ثانوية، بل وصار بلا دور حقيقي في القضايا الإقليمية والدولية". من جهته، قال الدكتور أحمد دراح، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن "الغرب بشكل عام بات لا يعطي لمصر أهمية، بعدما فقدت مصر زعامتها الإقليمية، وأصبحت رهن القرار الذي تتخذه دول أخرى". وأوضح أن "هناك دول مثل السعودية، صارت صاحبة الكلمة؛ نظرًا لامتلاكها قوة اقتصادية كبيرة"، مشيرًا إلى أن "الاهتمام بالأردن في كل زيارة يرجع إلى وجودها بالقرب من إسرائيل". غير أنه ألمح إلى أن "ما يحدث في الدخل، وفقدان السلطة الحالية شعبيتها بصورة كبيرة هو سبب رئيسي لذلك". يُشار إلى أن مجلس الشيوخ الأمريكي صادق الخميس الماضي على تعيين مدير المخابرات المركزية السابق مايك بومبيو، ليكون بذلك وزير الخارجية ال70 في تاريخ الولاياتالمتحدة، خلفًا لريكس تيلرسون، الذي أقاله الرئيس دونالد ترامب، بعد سلسلة من الخلافات العلنية بشأن قضايا، بينها كوريا الشمالية وروسيا.