ضجَّ الفضاء بما يفعله الإعلام المثير للجدل واللغط وهو موقف مستهجن لأناس كان من الأجدر بهم أن يكونوا صوت الشعب الذي اختار بإرادة حرة رئيسه، وأن يكون سندًا له لتحقيق برنامجه ولعل الكثير من الأوهام تسيطر على الكثيرين منهم بعودة النظام القديم وإن لم يقولوها صراحة، وأتعجب من أقزام لم نسمع يومًا لهم صوتًا لنقد مبارك وهم يتطاولون على الرئيس ويتجنبون النقد البناء وهذا يدعونا إلى حملة واسعة لتطهير الإعلام قبل أى مؤسسة فى الدولة لأن تطهير الإعلام يعنى مضى الدولة فى طريق البناء القويم، إذا كنا لُمْنا على النظام السابق تضييق الفضاء فإن ننادى بتطهير الإعلام فى هذه المرحلة الحرجة من تاريخ مصر لأنه أمر حتمى وواجب بالضرورة لأنهم يقفون حجر عثرة أمام نهضة الوطن، وأتساءل كغيرى من أبناء هذا الوطن عن سر تربص الإعلام بالرئيس وبالشرعية، وعلام يراهن من يملأون الفضاء ضجيجًا ونعيقًا؟ ألم يكفهم أن الرياح قد أتت فى كل معاركهم بما لا يشتهون؟ ألا يريدون أن يمنحوا أنفسهم قسطًا من الراحة؟ أليست مصر عزيزة عليهم كما هى فى قلب كل مصرى غيور على وطنه؟ أتمنى أن يأتى اليوم الذى نرى فيه إعلامًا بلون مختلف، ينحاز إلى الشعب وإلى قضاياه، ألم تثبت لهم الأيام أن المليارات لا تغنى عنهم من الله شيئًا، ماذا فعلت المليارات بمن امتلكوا مصر عبر عقود، غيبتهم السجون فلم تغن عنهم سلطة، ولم يمنعهم المال من أن يناموا خلف الأسوار ليذوقوا من نفس الكأس الذى طالما شرب منه المخلصون فى هذا الوطن، إن تطهير الإعلام هو واجب الوقت، وهو الخطوة الأولى نحو البناء، إننى مع دعوتى لتطهير الإعلام أدعو إلى وقفة حازمة ننحاز فيها للقانون ونفعله وإلى محاسبة كل من يزعزع أمن الوطن واستقراره فى هذه المرحلة الحرجة ومنح الشرفاء من الإعلاميين فرصة قيادة زمام الإعلام من أجل مصر. إن الفرصة سانحة ليصوم الإعلام كما يصوم كل الناس عن الترهات، وعن سفاسف البرامج، وأن يبدأوا حملة البناء لتنهض دولتنا الفتية بعد عقود من المرض، فإذا كان الكون قد صام فهل نطمح أن يصوم الإعلام؟