شاهد، أعمال تركيب القضبان والفلنكات بمشروع الخط الأول من شبكة القطار الكهربائي السريع    الصين تُبقي أسعار الفائدة دون تغيير للشهر السادس رغم مؤشرات التباطؤ    ترامب يوقع قانونًا لنشر ملفات جيفري إبستين.. ويعلن لقاءً مع رئيس بلدية نيويورك المنتخب    حجبت الرؤية بشكل تام، تحذير عاجل من محافظة الجيزة للمواطنين بشأن الشبورة الكثيفة    سيد إسماعيل ضيف الله: «شغف» تعيد قراءة العلاقة بين الشرق والغرب    ترامب يرغب في تعيين وزير الخزانة سكوت بيسنت رئيسا للاحتياطي الاتحادي رغم رفضه للمنصب    أخبار فاتتك وأنت نائم| حادث انقلاب أتوبيس.. حريق مصنع إطارات.. المرحلة الثانية لانتخابات النواب    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخيرًا بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الخميس 20 نوفمبر 2025    انتهاء الدعاية واستعدادات مكثفة بالمحافظات.. معركة نارية في المرحلة الثانية لانتخابات النواب    تحريات لكشف ملابسات سقوط سيدة من عقار فى الهرم    زكريا أبوحرام يكتب: هل يمكن التطوير بلجنة؟    زوار يعبثون والشارع يغضب.. المتحف الكبير يواجه فوضى «الترندات»    دعاء الفجر| اللهم إن كان رزقي في السماء فأنزله    بيان سعودي حول زيارة محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة    مستشار ترامب للشئون الأفريقية: أمريكا ملتزمة بإنهاء الصراع في السودان    سفير فلسطين: الموقف الجزائري من القضية الفلسطينية ثابت ولا يتغير    أدعية الرزق وأفضل الطرق لطلب البركة والتوفيق من الله    كيفية تدريب الطفل على الاستيقاظ لصلاة الفجر بسهولة ودون معاناة    فلسطين.. تعزيزات إسرائيلية إلى قباطية جنوب جنين بعد تسلل وحدة خاصة    مكايدة في صلاح أم محبة لزميله، تعليق مثير من مبابي عن "ملك إفريقيا" بعد فوز أشرف حكيمي    مصادر تكشف الأسباب الحقيقية لاستقالة محمد سليم من حزب الجبهة الوطنية    طريقة عمل البصل البودر في المنزل بخطوات بسيطة    يحيى أبو الفتوح: منافسة بين المؤسسات للاستفادة من الذكاء الاصطناعي    إصابة 15 شخصًا.. قرارات جديدة في حادث انقلاب أتوبيس بأكتوبر    طريقة عمل الكشك المصري في المنزل    أفضل طريقة لعمل العدس الساخن في فصل الشتاء    مأساة في عزبة المصاص.. وفاة طفلة نتيجة دخان حريق داخل شقة    أسعار الدواجن في الأسواق المصرية.. اليوم الخميس 20 نوفمبر 2025    خبيرة اقتصاد: تركيب «وعاء الضغط» يُترجم الحلم النووي على أرض الواقع    وردة «داليا».. همسة صامتة في يوم ميلادي    بنات الباشا.. مرثية سينمائية لنساء لا ينقذهن أحد    مروة شتلة تحذر: حرمان الأطفال لاتخاذ قرارات مبكرة يضر شخصيتهم    مهرجان القاهرة السينمائي.. المخرج مهدي هميلي: «اغتراب» حاول التعبير عن أزمة وجودية بين الإنسان والآلة    خالد أبو بكر: محطة الضبعة النووية إنجاز تاريخي لمصر.. فيديو    ضبط صانعة محتوى بتهمة نشر مقاطع فيديو خادشة للحياء ببولاق الدكرور    إطلاق برامج تدريبية متخصصة لقضاة المحكمة الكنسية اللوثرية بالتعاون مع المعهد القضائي الفلسطيني    إعلام سوري: اشتباكات الرقة إثر هجوم لقوات سوريا الديمقراطية على مواقع الجيش    موسكو تبدي استعدادًا لاستئناف مفاوضات خفض الأسلحة النووي    بوتين: يجب أن نعتمد على التقنيات التكنولوجية الخاصة بنا في مجالات حوكمة الدولة    تأجيل محاكمة المطربة بوسي في اتهامها بالتهرب الضريبي ل3 ديسمبر    خالد الغندور: أفشة ينتظر تحديد مستقبله مع الأهلي    دوري أبطال أفريقيا.. بعثة ريفرز النيجيري تصل القاهرة لمواجهة بيراميدز| صور    تقرير: بسبب مدربه الجديد.. برشلونة يفكر في قطع إعارة فاتي    ديلي ميل: أرسنال يراقب "مايكل إيسيان" الجديد    بالأسماء| إصابة 5 أشخاص في حادث تصادم ميكروباص وملاكي بأسيوط    فتح باب حجز تذاكر مباراة الأهلي وشبيبة القبائل بدورى أبطال أفريقيا    أرسنال يكبد ريال مدريد أول خسارة في دوري أبطال أوروبا للسيدات    "مفتاح" لا يقدر بثمن، مفاجآت بشأن هدية ترامب لكريستيانو رونالدو (صور)    ضمن مبادرة"صَحِّح مفاهيمك".. أوقاف الفيوم تنظم قوافل دعوية حول حُسن الجوار    لربات البيوت.. يجب ارتداء جوانتى أثناء غسل الصحون لتجنب الفطريات    عصام صاصا عن طليقته: مشوفتش منها غير كل خير    تصل إلى 100 ألف جنيه، عقوبة خرق الصمت الانتخابي في انتخابات مجلس النواب    أمريكا: المدعون الفيدراليون يتهمون رجلا بإشعال النار في امرأة بقطار    ماييلي: جائزة أفضل لاعب فخر لى ورسالة للشباب لمواصلة العمل الدؤوب    قليوب والقناطر تنتفض وسط حشد غير مسبوق في المؤتمر الانتخابي للمهندس محمود مرسي.. فيديو    خالد الجندي: الكفر 3 أنواع.. وصاحب الجنتين وقع في الشرك رغم عناده    أهم أحكام الصلاة على الكرسي في المسجد    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 19نوفمبر 2025 فى المنيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أئمة المساجد: أجبرونا على الدعاء للرئيس فى عهد عبد الناصر والسادات
نشر في المصريون يوم 20 - 07 - 2012

تعود ظاهرة الدعاء للحاكم على المنابر بشكل واضح فى خطبة الجمعة والعيدين للتأييد وإعلان الخضوع للحاكم إلى زمن الخلاف بين على ومعاوية، حيث ورد فى بعض كتب الأثر أن أول من دُعى له على المنابر لإعلان التأييد والنصرة له هو الإمام على بن أبى طالب- كرم الله وجهه- ودعا له عبد الله بن عباس حيث قال: "اللهم أيد عليًّا عليَّ الحق". وقد تواتر بعدها الدعاء على المنابر للخليفة أو الحاكم أو السلطان، خاصة فى الأمصار التى تم فتحها، ودخلها الإسلام بهدف إظهار التبعية والخضوع للحاكم على طول فترات تاريخ الدول الإسلامية بدءًا بدولة بنى أمية، ومرورًا بالدولة العباسية ثم العصر المملوكى، واندثرت فى العصر الحديث، وربما يرجع ذلك إلى شيوع وكثرة وسائل الاتصال الحديثة من إذاعة وتليفزيون وفضائيات وغيرها من وسائل الاتصال الحديثة.
هذا وقد برزت ظاهرة الدعاء للرئيس بشكل لافت فى الأيام القليلة الماضية منذ فوز الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسى، وذلك على الرغم من عدم إلزام وزارة الأوقاف خطباء المساجد بمثل هذا الأمر، وقد اتخذ الدعاء للرئيس المنتخب منحًى آخر- رغم اعتراض بعض أطياف النخبة عليه- بعيدًا عن السياسة، فلم يكن لإظهار الخضوع والتذلل والتأكيد على التبعية للرئيس، وإنما خرج من رحم فكرة الدعاء نفسها من قبيل الحب فى الله، واللجوء له خوفًا على الرئيس من بعض القوى المغرضة، التى تحاول جاهدة وضع العراقيل أمامه، وإفشاله لأنه جاء على خلفية إسلامية، ومن هنا انبرى خطباء المساجد فى الدعاء للرئيس الجديد بالتوفيق فى مهمته التى فيها الصالح العام لكل أبناء الوطن، والصلاح لكل ما أفسده فسدة النظام البائد، والهداية إلى طريق الخير والفلاح.
والحق أن الدعاء للحاكم أو الرئيس بالصلاح والاستقامة والهداية من طريقة السلف الصالح، وقد ورد فى الأثر عن الإمام الفضيل بن عياض أنه قال:"لو كان لى دعوة، ما جعلتها إلا فى السلطان، فأُمرنا أن ندعو لهم بالصلاح، ولم نؤمر أن ندعو عليهم، وإن جاروا وظلموا؛ لأن ظلمهم وجورهم على أنفسهم، وصلاحهم لأنفسهم وللمسلمين"، قال الإمام أحمد- إمام أهل السنة والجماعة- لو كانت لى دعوة مستجابة لادخرتها لولى الأمر"، ولأن فى صلاح الحكام صلاح للأمة فقد قال الحسن البصرى: "اعلم- عافاك الله- أن جور الملوك نقمة من نقم الله تعالى، ونقم الله لا تلاقى بالسيوف، وإنما تُتقى وتُستدفع بالدعاء والتوبة والإنابة والإقلاع عن الذنوب، إن نقم الله متى لقيت بالسيف، كانت هى أقطع"، وقال الإمام النووى: "وأما النصيحة لأئمة المسلمين، فمعاونتهم على الحق، وطاعتهم فيه وأمرهم به، وتنبيههم وتذكيرهم برفق ولطف، وإعلامهم بما غفلوا عنهم".
* د. محمود مزروعة: عادة قديمة وارتبطت بالخلاف بين عليّ ومعاوية، وعلى الخطيب أن يدعو لمن يعتقد فى صلاحه
الدكتور محمود مزروعة -عميد كلية أصول الدين السابق- قال: الدعاء على المنابر عادة قديمة، ليست من صنع العصور الحديثة، ولا هى مما أثر عن المحدثين فيما يتصل بأولياء الأمور، لكن هذه العادة بدأت منذ وقع الخلاف بين على ومعاوية، فقد كان قديمًا الخليفة أو ولى الأمر هو الذى يتولى الخطبة على المنبر، ويدعو لنفسه وللمسلمين، منذ تولى أبو بكر الصديق، وكان الحال كذلك أيام عمر، ثم عثمان رضى الله عنهم جميعًا، كما ارتبط الأمر بتبعية الأمصار التى فتحت فى عصر الخلفاء الراشين، فكان الخلفاء يدعون فى هذه الأمصار للخليفة فى المدينة، وكان ذلك إعلانًا للولاء للخليفة، والتبعية للدولة الإسلامية، لما وقع الخلاف بين على ومعاوية بدأ هناك، ومن بعد ذلكم الحسن ومعاوية، الدعاء على المنابر لولى الأمر كإعلان عن الموالاة لخليفة معين، فكان الذى يخطب على المنبر لابد أن يدعو لولى الأمر باسمه وصفته دليل على ولائه لهذا الشخص الذى يدعو له، قد يكون هذا الولاء من باب الإخلاص له، وقد يكون نفاقًا، إذا كان من باب قولهم: "كان يأكل على مائدة علىّ، ويضرب بسيف معاوية"، مضيفًا أن الدعاء على المنابر يبين ولاء ذلك الذى يخطب لولى أمر المسلمين، وظل الأمر كذلك حتى جاء معاوية ومن بعده، فكانوا يدعون على أعدائهم، فقد كان الدعاء على المنابر ولاء لمعاوية، وسبًا لعلى وأتباعه، ثم كان على عهد يزيد، ثم كان على عهد من بعدهم، حتى جاء عمر بن عبد العزيز فاستبدل ذلك كله بالآية الكريمة العاشرة من سورة الحشر:"والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل فى قلوبنا غلاً للذين آمنوا، ربنا إنك غفور رحيم" بسب على وأتباعه، وظل الأمر كذلك، ويظل حتى زماننا هذا؛ إعلانًا لولاء الخطيب للحاكم أو ولى الأمر، وكان فى العصر الحديث، ربما منذ عشرات الأعوام، كان هنالك أيضًا رسم من رسوم الخطابة على المنبر، كان لابد أن يصعد الخطيب المنبر، وفى يده سيف من خشب، يستند إليه، هذا نص عليه علماء السلف، على أن البلاد إذا كانت دخلت الإسلام بقوة السيف، فكان لابد للخطيب أن يصعد المنبر وفى يده سيف، إعلانًا وتخويفًا لأعداء الإسلام، من أن يقوموا بشىء ضد الإسلام، الدعاء الآن لولى الأمر ليس نفاقًا، وإنما دعوة صادقة أن يولى الله تعالى من يصلح، وأن يصلح من يولى، كان هذا الدعاء ملزمًا به الأئمة قديمًا، أما الآن وزارة الأوقاف لا تلزم الأئمة بالدعاء لولى الأمر، وإنما كان فى عهد الرئيس عبد الناصر أو فى عهد السادات كانا يجبرانا، وأحيانًا كان تركنا لهذا الدعاء يؤخذ علينا عند أمن الدولة، فالدعاء الآن لا يلزمك به أحد لا وزير الأوقاف ولا مديرية الأوقاف تلزم الخطباء على المنابر للدعاء لشخص بعينه، وإنما على الخطيب أن يدعو لمن يعتقد أنه صالح، وأن يكون دعاؤه خالصًا ومبينًا لولائه، وإذا لم يكن كذلك فلا داعى مطلقًا للدعاء؛ حتى لا يكون منافقًا.
* د. طه أبو كريشة: أمر مشروع ولا غبار عليه وكان من أساسيات الخطب السابقة
الدكتور طه أو كريشة - نائب رئيس جامعة الأزهر السابق- قال: الدعاء على المنابر للحاكم أو الرئيس أمر مشروع، ولا غبار عليه أبدًا؛ موضحًا أن كونه خالصًا، وصادرًا من قلب بعيد عن الرياء والنفاق، فهذا أمر آخر يختلف عن مشروعية الدعاء، لافتًا إلى أنها كانت من أساسيات الخطب السابقة؛ لأنها تتعلق بأمور البلاد والعباد، مؤكدًا أنه من الأولويات الدعاء لجميع المسلمين وفى مقدمتهم مَن وُلِى أمرهم؛ لأن صلاحه وتوفيق الله له، سوف ينعكس أثره عليهم، وبالتالى فكأن الشخص يدعو لنفسه بأن يحقق الله له مطالبه فى هذه الحياة الدنيا، والتى يكون جزءًا منها عن طريق ولى الأمر.
*د. العجمي الدمنهورى: من الأمور المشهورة فى الخطب القديمة، ولا مكان له فى العصر الحديث
كشف الدكتور العجمى الدمنهورى - رئيس قسم الحديث وعلومه بجامعة الأزهر الشريف السابق- عن أنه من الأمور المشهورة والمعروفة فى الخطب القديمة، حيث كان الخطيب يدعو للحاكم على المنبر بصلاح حاله، وأن يرزقه الله تعالى البطانة الصالحة، وأن يعينه على أمر دينه، ويجعله خادمًا لكتابه وشريعته وسنة نبيه- صلى الله عليه وسلم- منبهًا إلى أن ذلك يكون بالقدر المحدود الذى لا تزيد فيه، ولا رياء، ولا نفاق، مضيفًا أن هذا الأمر انتهى منذ زمن بعيد، ولا مكان له فى العصر الحديث.
* د. محمد المختار المهدى: ليس من طقوس الخطبة، والأمر يتوقف على عدل الحاكم واستقامته
أوضح الدكتور محمد المختار المهدى - الرئيس العام للجمعية الشرعية- أنه ينبغى أن يكون بين الراعى والرعية علاقة حب وتواد كما يقول المصطفى- صلى الله عليه وسلم-:"يحبونكم وتحبونهم، ويدعون لكم وتدعون لهم"، موضحًا أن هذا كله يتوقف على عدل الحاكم، وعلى استقامته فى تنفيذ أوامر الله- عز وجل؛ لأن مهمة الحاكم أن يسوس الدنيا بالدين، فإذا تحقق ذلك، كان من خُلق الإسلام أن يدعو الناس لحاكمهم؛ لأنه بهدايته يهتدى عموم الناس؛ لأنه قدوة، ولأنه فى الإسلام أول من يظلل تحت عرش الرحمن يوم القيامة إمام عادل، بل أكثر من هذا أن هناك منابر من نور تنصب يوم القيامة لمن يعدل بين الناس، فمكانته إذا كان عادلاً تقتضى أن نتكاتف معه، وأن ندعو له بالتوفيق، لافتًا إلى أن الدعاء على المنابر ليس من طقوس الخطبة، وليست إلزامًا، وإنما هى من باب الحب والمودة والتناصح فى الدين والدنيا.
* د. محمد كمال إمام: أمر محمود، وتأتى ضرورتها بسبب القوى المغرضة التى تحاول إفشال الرئيس المنتخب ومشروعه الإسلامى
أشار الدكتور محمد كمال إمام - رئيس قسم الشريعة بجامعة الإسكندرية- إلى أن الدعاء للحاكم ولعامة المسلمين فى خطب الجمعة، والعيدين وهى مناسبات دينية واجتماعية طيبة أمر محمود؛ لافتًا إلى أن ذلك ليس بهدف التذلل والتزلف وإظهار الخنوع والخضوع للحاكم كما يدعى البعض؛ لكن من باب اللجوء إلى الله- تعالى- بالدعاء الخالص لولى الأمر بأن يعينه على قضاء جوائج الناس، والتغلب على ما تمر به البلاد من ضائقات وأزمات، وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين يدعون لبعضهم البعض، فكان الحاكم يدعو للرعية، والرعية تدعو للحاكم بالتوفيق والصلاح، وألمح رئيس قسم الشريعة بجامعة الإسكندرية إلى أن هذه الظاهرة التى اختفت فى العصر الحديث، شاعت مؤخرًا بعد مجيء رئيس منتخب على خلفية إسلامية من قبيل اللجوء إلى الله- تعالى- بأن يوفقه ويسدد خطاه، بعد أن تأكد للجميع أن هناك قوى سياسية معينة تحاول زرع الألغام حوله، قاصدة بذلك إفشال الرئيس ومشروعه الإسلامى؛ لأنه جاء على هذه الخلفية، ومن هنا تأتى ضرورة الدعاء لولى الأمر من باب النصرة والنصيحة وطلب العون له من الله، لأنه بتوفيقه يعم التوفيق والصلاح على كل الرعية.
* د. محمد يسرى: أمر قديم ليس محدثًا ولا مبتدعًا والأصل أن يُدعى لولى الأمر بالصلاح والفلاح
من جانبه استنكر الدكتور محمد يسرى إبراهيم - الأمين العام للجمعية الشرعية للحقوق والإصلاح- انتقاد بعض النخبة للدعاء على المنابر للرئيس الدكتور محمد مرسى، مؤكدًا أنه لم تخل خطبة فى العهد البائد فى المساجد التابعة لوزارة الأوقاف، والأزهر الشريف من الدعاء لولى الأمر، لافتًا إلى أن الذين يعتبرونه الآن نفاقًا سياسيًا، فعليهم أن يعتبروا ما كان سابقًا أكثر من النفاق؛ لأنه إذا كان الظالم الذى كان على رأس البلاد فى الفترة الماضية كان الأئمة يدعون له على المنابر بطول العمر والصحة والبقاء، فإن الدعاء الآن لرئيس ينتمى إلى المشروع الإسلامى والثورى ومقاومة الطغيان، فالدعاء له من باب أولى لا يعتبر نفاقًا سياسيًا، واصفًا ذلك بالتضليل والكيل بمكيالين.
أكد الأمين العام للجمعية الشرعية للحقوق والإصلاح أنه الأصل أن يدعى لإمام المسلمين أو لولى الأمر بالصلاح والفلاح والنجاة، ولا يعتبر ذلك أمرًا محدثًا ولا مبتدعًا، لكنه أمر قديم، مضيفًا أن هذا الأمر بدأ مع ولاية أبى بكر الصديق- رضى الله عنه- على هذا جرى المسلمون جيلاً فجيل أنه يدعون لإمامهم، مستدركًا أنه إذا انقطع الدعاء للإمام دل هذا على أنه ارتكب منكرًا، أو خلعت بيعته، موضحًا أنه كان ينقطع الدعاء إذا خرج الإمام عن مقتضى الشرع المطهر، أو إذا استباح المنكرات المعلومة من ديننا بالضرورة، أو كفر أو ارتد أو بدل الشّرع المحكم ونحو ذلك من الأعمال التى تخرجه عن وصفه حاكمًا شرعيًا، فإذا لم يكن حاكمًا شرعيًا فإنه لا يصلح أن يدعى له على المنابر بوصفه وليًا؛ لأنه بذلك لا يكون ولى أمر، وإنما يكون حاكمًا، وهذا الحاكم إذا خرج عن الشريعة فإنه لا يكون شرعيًا، أما إذا كان الحاكم شرعيًا لا يحكم بغير الشريعة، وكان معروفًا بالصلاح والتقوى، فإن الدعوة له تجمع القلوب عليه، وتؤدى إلى استقرار الأوضاع الداخلية، فضلاً عن كونها تعطى صورة للمجتمع أنه مجتمع على إيمانه، وولى أمره والقائم بشئونه، وهذا شأن معاشر المسلمين فى كل جيل وزمان، أنهم يجتمعون مع أئمتهم ولا يأخذون عليهم لا بالقول ولا بالفعل إذا كانوا من العادلين والقائمين بأمر الدين، فهذا المعنى صحيح ومستقر، مع مراعاة ألا يخرج بالدعاء عن حد الاعتدال، وألا يبالغ فى هذا الدعاء مبالغة ممقوتة، وألا يوصف هذا الرجل بأنه إمام المسلمين بشكل عام؛ لأن إمامته قاصرة على بلده الذى يرأسه، فهو ولى أمر لأهل هذا البلد فقط، الذين ارتضوه وقبلوا به ونصبوه بناءً على مقتضى مشروعه الإسلامى الذى يتضمن الحكم بالشريعة، ومثل هذا لا يعد نفاقًا سياسيًا.
* د. محمد عباس: من العادات التى ينبغى الأخذ بها، وبعض أطياف النخبة يريدون أن يمنعوا كل ما هو إسلامى
أكد الدكتور محمد عباس -المفكر الإسلامى- أن الدعاء للحاكم من العادات المحمودة، والتى ينبغى الأخذ بها، واصفًا الذين ينتقدون هذا الأمر، ويعتبرونه من النفاق السياسى، بأنهم يريدون أن يحرموا كل ما هو إسلامى، بل وبكل ما شبهة صلة بالإسلام، معتبرًا إياهم أنهم جزءٌ من منظومة واحدة، وحلقة فى سلسلة واحدة متواصلة تريد نفى الإسلام، وجعل الإسلاميين"بدون" وليس لهم حقوق، ولا يسمع لهم صوت، ذاكرًا أن الدعاء للرئيس كان موجودًا قبل ذلك فى عهد الرؤساء السابقين، وكان يتم بتعليمات من وزارة الأوقاف لخطباء المساجد، ولم نسمع أنهم اعترضوا على شىء من ذلك، متسائلاً فلماذا يتم الاعتراض الآن، واصفًا ذلك بالخسة والكذب والنذالة من قبل بعض أطياف النخبة التى تعترض على كل ما هو إسلامى لمجرد الاعتراض.
* جمال الغيطانى: موجودة منذ فجر الإسلام، وارتبطت بالدعاء لمن بيده الأمر
أوضح الكاتب والروائى جمال الغيطانى - رئيس تحرير أخبار الأدب- أن فكرة الدعاء على المنابر موجودة منذ فجر الإسلام أيام النبى- صلى الله عليه وسلم- لكن الدعاء لمن بيده الأمر ارتبطت بعصر الحلفاء الراشدين، جرت العادة أنه الخطيب يوعظ، ويخبر الناس عما جرى، وفى ختام الخطبة يتوجه بالدعاء لله تعالى لولى الأمر، وهذا الدعاء يعنى من فى يده السلطة، فمن الممكن تغيير الدعاء، مثلما حدث مثلاً وقت انتهاء الحكم الفاطمى، فصعد المنبر خطيب مع نهاية العصر الفاطمى، ودعا للخليفة العباسى فى بغداد، وهو ما كان إيذانًا بتحول مصر من دولة شيعية إلى دولة سنية، إنما فى العصر الحديث لم يعد مطلوبًا، بسبب وجود الإذاعة والتليفزيون، ووسائل الإعلام الحديثة، فهو نوع من إظهار التأييد ليس مرغوبًا، وهى متصلة ببداية عصر صدر الإسلام، منذ فجر الإسلام حيث كان الدعاء للخليفة صاحب الأمر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.