أشارت هيلارى كلينتون فى حديثها للصحافة العالمية والعربية إلى أنها بصدد ترتيب لقاء بين العدو الإسرائيلى ويمثله نتنياهو وبين مصر العربية ويمثلها الدكتور مرسى.. وقد تحدثت هيلارى كلينتون بصورة قلبت الموازين فى مصر.. فخرجت المظاهرات فى مصر تهاجمها وتسبها وتلعنها.. وتحذر أمريكا من التدخل فى شئون مصر.. بينما خلت هذه المظاهرات من التيار الإسلامى الذى يعتبر أمريكا ظل الشيطان فى الأرض أو أنها الشيطان نفسه أو بالأحرى هى "الخامة" التى يخرج منها الشياطين.. ومن هنا يبدأ المقلب الذى أحذر الدكتور مرسى منه كما أحذر التيار الإسلامى أيضًا... فنحن يا سادة لا نحمل أى تقدير لأمريكا... ونحن أيضًا كنا نتهم الرئيس مبارك بأنه حليف الصهيونية وصديق إسرائيل رقم واحد.. وكنا نثور كلما جمع مبارك لقاء ولو بصحفى إسرائيلى... وكنا نرفض تدخل أمريكا فى الشأن الداخلى لمصر... فعلينا الآن أيضاً أن نرفض كل تصريحات هيلارى كلينتون حتى لو رأيناها لصالح الدكتور مرسى... فالشيطان يا سادة هو الشيطان الذى لا يأمر إلا بالسوء و الفحشاء... وهكذا كنا نتعلم وسنظل نردد.. وفى طفولتنا كنا نتعلم قصيدة الثعلب والديك... والتى كانت مقررة علينا فى المرحلة الابتدائية.. وفحواها أن الثعلب أراد أن يخدع المؤمنين.. فارتدى زيًا إسلاميًا وأظهر علامات التقوى والورع وطلب من الناس أن يحضروا الديك لكى يؤذن.. وطبعًا كانت رغبته ظاهرة فى أنه يريد أن يحضر الديك لا ليصلى خلفه وإنما ليأكله.. ولكنه خدع الناس الطيبين فذهب الناس الطيبون إلى الديك وهم يحملون رغبة الثعلب وأرسلوا رسولاً لكى يقتنع الديك بالحضور للأذان إلا أن الديك قد ردد أمام الرسول هذه الأبيات التى نصها: "فأتى الديك رسولٌ من إمام المتقين عرض الأمر عليه وهو يرجو أن يلين مخطئ من ظن يوماً أن للثعلب دينًا وهكذا يعلمنا الديك أن الشياطين لا دين لها.. فلماذا نسعد اليوم بتدخل أمريكا فى شئون مصر مع أن الحركة الإسلامية هى أم استقلال الإرادة الوطنية.. وهى التى تعلم أن أمريكا قتلت المسلمين فى كل بقاع العالم.. واغتصبت النساء وأبادت الشعوب واستولت على ثرواتها... أفلا تستحق أمريكا ولو هتافًا واحدًا يصدر من حناجر الحركة الإسلامية ليطالبها بأن توقف الاستيلاء على أراضى المسلمين فى فلسطين أو أن تكف عن قتل الآمنين والمدنين فى أفغانستان أو أن تكف عن الاستيلاء على ثروة الشعب العراقى بعد أن أزهقت أرواحهم.. والآن تعد أمريكا المقلب الجديد للدكتور مرسى بترتيب لقاء مع العدو الصهيونى.. بعد أن انتزعت من التيار الإسلامى موافقة على "كامب ديفيد" اللعينة.. والتى باع السادات بموجبها أمن مصر.. ومنع جيوشها من أن تقف فى سيناء ولو بدون سلاح.. فتبارى الإسلاميون مع الأسف فى التأكيد على احترامهم لجميع الاتفاقيات مع العدو الصهيونى.. وها هى الثورة قد قامت.. ثم جاء الرئيس مرسى.. ومازالت اتفاقية "الكويز" التى أجبرنا فيها العدو الصهيونى والعدو الأمريكى والعدو الغربى على شراء ما يقرب من ربع مكونات أى منتج مصرى من إسرائيل ومازالت اتفاقية كامب ديفيد التى تحدد لنا عدد أفراد القوات المسلحة المصرية وأماكن تواجدها.. ومنع التعرض لإسرائيل ولو قتلت كل المسلمين والعرب فى العالم. ونصيحتى للدكتور مرسى وأنا فى غاية الصبر عليه مع منحه الفرصة كاملة.. فصحيح أن أمامنا وقتًا لنرى منك الخير.. لكنى أرجوك ألا تتسرع فى خطوات سلبية أخرى.. وكفانا خطأ مواجهة المحكمة الدستورية.. وخطأ إعادة مجلس الشعب المقضى بحله.. وخطأ التصريحات العنترية التى لا تحترم دورة الزمان و ناموس الكون وأرجوك مكرراً أن تتخلص من كل مستشارى السوء ومن ينصحك طامعًا فى وزارة أو برلمان.. واسمع نصيحة أمى فعلى رأى الست دى أمى: "صاحبك إللى يحبك.... تعوم وهو جنبك" "أما إللى يكرهك .. يقولك روح وهاحصلك" وعجبى [email protected]