فور انتهاء الانتخابات الرئاسية وإعلان فوز الرئيس عبدالفتاح السيسي بولاية ثانية في حكم مصر تستمر لمدة 4سنوات قادمة، تعالت الأصوات للمطالبة باندماج الأحزاب في مصر، وهي الدعوة التي قوبلت بالقبول والترحيب في بعض الأحزاب والرفض من أحزاب أخرى، خاصة تلك التي تتمتع بتمثيل نيابي قوي داخل البرلمان. وكان الرئيسي عبدالفتاح السيسي دعا مؤخرًا أجهزة الإعلام إلى لتبني حملة لدعوة الأحزاب للاندماج في 10 أحزاب بدلاً من عددها الحالي الذي يتخطى المائة حزب. ورحب الدكتور مجدى مرشد، الأمين العام لحزب المؤتمر، وعضو مجلس النواب بخطوة الاندماج بين الأحزاب قائلاً: "لا يوجد حل لحياة حزبية سليمة في مصر إلا من خلال اندماج ال 104 أحزاب مع بعض وفق توافق الأفكار والأهداف". وأضاف أن "الكوادر الحزبية موزعة على ما يقرب من 104 أحزاب، بالإضافة إلى أن مصادر التمويل موزعة على نفس العدد، وبالتالي أصبحت تلك الأحزاب تتنافس في الضعف، لذا الأفضل لو تم جمعها في عدد 5 أو 6 أحزاب حتى تكون قوية وتستطيع العمل داخل الشارع المصري". وأشار مرشد إلى أن "حزب المؤتمر هو أول حزب اندماجي لأن تكوينه عبارة عن مجموعة أحزاب تحالفت فيما بينها على تشكيل حزب واحد، وفكرة اندماج حزب "المؤتمر" مع أحزاب أخرى مطروحة". في السياق، قال المهندس تيسير مطر، رئيس الحزب "الدستوري"، عضو المجلس الرئاسي ل "التحالف السياسي المصري"، وهو ائتلاف من عدد من الأحزاب، إنه "على الدولة المصرية تمهيد الأجواء لحياة حزبية قائمة على التعددية وتبادل الرؤى". وأضاف مطر أنه "على الأحزاب أن تعقد اجتماعات مشتركة، وتشكيل تحالفات طبقًا للأيدلوجية الخاصة بها، لكننا في نفس الوقت نرفض محاولات بعض الأحزاب السطو على حق أحزاب أخرى أو حتى تعتبر نفسها واصية عليها، وبالتحديد الأحزاب الكبيرة". وأشار إلى أن "على كل حزب أن يراجع نفسه، وتطلعاته نحو المستقبل، هل يريد أن يكون موجودًا على الساحة السياسية، أم أن يكون حزبًا خارج السباق السياسي يقتصر عمله على مقره"، داعيًا إلى ضرورة العمل على تعظيم دور الأحزاب في الشارع المصري. علي جانب آخر، نفى رجل الأعمال نجيب ساويرس، مؤسس حزب "المصريين الأحرار"، وقوع انقسام داخل جبهته بالحزب بشأن التحالف مع حزب "الغد"، وبحث سبل الاندماج في حزب واحد. وعلق ساويرس على تقارير صحفية بهذا الخصوص، عبر حسابه على موقع التغريدات القصيرة تويتر، قائلاً: "لا صحة على الإطلاق لهذا الكلام، خاصة مع حزب لم يحصل حتى على كرسي واحد في الانتخابات الأخيرة". وقال الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن "اندماج الأحزاب في مصر هو خطوة هامة جدًا لإعادة الروح للحياة السياسية في مصر". وأضاف ل "المصريون": "اعتراض بعض الأحزاب السياسية الكبيرة في مصر على خطوة الاندماج يعود إلى عدم وجود قانون يلزم الأحزاب السياسية في مصر بالاندماج في كيان حزبي واحد". وأوضح غباشي أن "هناك ما يقارب 104 حزب في مصر ومعظمها معطلة وهي منقسمة إلي أربعة أقسام: أحزاب شللية وأحزاب نخبوية وأحزاب عائلية وأحزاب معطلة سياسيًا، كأحزاب تيار الإسلام السياسي في مصر، مثل "النور" و"الوسط" و"الراية"، على الرغم من أن حزب "النور" له تواجد برلماني إلا انه معطل من الناحية الفعلية". وأشار إلى أن "بعض الأحزاب السياسية الرافضة للاندماج تبحث عن مناصب داخل التكتلات التي سيتم تشكيلها بخطوة الاندماج داخل الأحزاب ومن ثم على الأحزاب الكبيرة تحقيق نوع من "الترضية" للأحزاب الصغيرة حتى توافق على الاندماج في كيانات سياسية كبيرة".