اتهمت قيادات قبطية الولاياتالمتحدة بالانحياز للإسلاميين، مبررة بذلك موقف عدد من القيادات القبطية مثل نجيب ساويرس ومايكل منير المعروفين بعلاقتهم الوطيدة بالولاياتالمتحدة الذين قاطعوا لقاء وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون، وهو ما أثار استغراب إسلاميين، قالوا إن واشنطن لا يهمها إلا مصالحها. وقال رومانى جاد الرب، ممثل التيار القبطى الموحد، والناشط الحقوقى، إن 90% من الأقباط الآن ضد أمريكا، مبررًا ذلك بأنها تدخلت للضغط على المجلس العسكرى لتسليم السلطة للدكتور محمد مرسى. وأوضح أن الكنيسة المصرية رفضت مقابلة أى مسئول أمريكى، لذلك كلينتون لجأت للأقباط الذين لا يمثلون نسبة 1% من الأقباط من البروتستانت والكاثوليك، ومنهم صفوت البياضى رئيس الطائفة الإنجيلية فى مصر، رغم أن الأرثوذكس أغلبية عظمى فى مصر. وقال إن الولاياتالمتحدة حاولت أن تصنع توافق بين الإخوان المسلمين والأقباط لكنها فشلت؛ لانحيازها لصالح "الإخوان"، وهو ما ستتضرر منه مصر وليس أمريكا أو غيرها. وقال جمال أسعد، المفكر القبطى، والنائب السابق بمجلس الشعب، إنه قاتل منذ أكثر من ثلاثة عقود لترسيخ فكرة أن مشاكل الأقباط لن تحل إلا على الأرض المصرية، وأن المخطط الأمريكى والأوروبى يسعى لاستغلال بعض النشطاء منهم؛ للتدخل فى الشئون المصرية من أجل تقسيم مصر، كما صرح رئيس المخابرات الإسرائيلية فى وقت سابق. وأوضح أسعد أن بعض الأقباط تغير موقفهم الآن وتحولوا لمواجهة أمريكا خاصة بعد التقارب الأمريكى الإخوانى، وهذا طبيعى لأن أمريكا تسعى لحماية مصالحها، ويهمها التنسيق مع من يحكم مصر مهما كان هو، بغض النظر عن مصلحة الأقباط، وهو ما جعل المسيحيين يشعرون بالذعر، مؤكدًا أن الكثير من المواقف الأمريكية جعلتهم يشعرون بأن أمريكا "باعتهم" وأنهم ليسوا حماة الأقباط، بل يتم استغلالهم فقط، وإلا لكانوا أنقذوا مسيحيى العراق الذين تضاءل عددهم بشكل كبير. فى المقابل، أبدى الدكتور طارق وفيق، عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة، استغرابه من موقف بعض الأقباط من اتهام أمريكا بانحيازها للإسلاميين، مشيرًا إلى أن هذا الأمر لا يستحق التعليق عليه؛ لأن موقفها من التيار الإسلامى ومن الإخوان معروف بالمعاداة الدائمة، وأشار إلى أن موقف بعض الأقباط من عدم حضور لقاء كلينتون غير معروف سببه، ولكن يجب أن يحترم على أى أساس. بينما قال الدكتور نصر عبد السلام، رئيس حزب البناء والتنمية، إن مقاطعة بعض الأقباط للقاء كلينتون ومهاجمتهم لها لا يعد انقلابًا منهم على أمريكا وإنما تبادل للأدوار فقط، مشيرًا إلى أن أقباط المهجر ما زالوا فى تناغمهم معها وبعضهم يلعبون الدور المرسوم لهم، فأحيانًا يعارضونها ويهاجمونها ويضعوا السياسة الأمريكية فى حرج مع مصر، وأحيانًا يهرولون عليها لحمايتهم من الإسلاميين كما يدعون. وأشار عبد السلام إلى أن الاتهام بمساندة الأمريكان للإسلاميين يعتبر "كلامًا أجوف" لا يستند إلى أى دليل، مضيفًا أن أمريكا كانت تقود حملة ضد الإسلاميين والإخوان خاصة، حيث جمدت أموالهم وعرقلت أمورهم وتشويه صورتهم، وأكد عبد السلام أن كلام الأقباط الذين قاطعوا لقاء كلينتون حول أن لقاءها بالإسلاميين والأقباط على حدا يعمل على تعزيز الطائفية، هو كلام لا علاقة له بطائفية أو بغيرها، مؤكدًا أن أمريكا تبحث عن مصالحها فقط وهى تجتمع مع كل القوى لتعرف سياستهم وآرائهم، لاحتمالية أن يتصدر أحد القوى المشهد السياسى فى المستقبل، مشيرًا إلى أن الولاياتالمتحدة دائمًا ما كانت متوافقة مع الأقباط فى مصر وتنادى بحقوقهم. من جانبه، انتقد الدكتور ياسر عبد التواب، الأمين الإعلامى لحزب النور، اعتراض الأقباط على زيارة كلينتون ورفضهم لقائها، مشيرًا إلى أنه من المستغرب جدًا أنهم كانوا يستنجدون بالغرب ضد بعض الرؤساء وضد الإسلاميين دائمًا، ويأتون حاليًا ويمتنعون عن لقاء مسئولة أمريكية، موضحًا أن نجيب ساويرس الذى رفض هو الآخر المقابلة له معاملات كبيرة جدًا مع الأمريكان معلنة وغير معلنة، واستفاد منهم كثيرًا لصالحه الشخصى، مؤكدًا أن الموضوع فيه نوع من التشويش على أداء الرئاسة، وأكد أنه من المعروف أن التيار الإسلامى يقف دائمًا ضد الأجندات الأجنبية واتهامهم بوقوف الأمريكان إلى جانبهم أمر باطل وعار عن الصحة، مشيرًا إلى أنه لابد أن تتعامل الإدارة الأمريكية مع إرادة الشعب فليس هنا تهمة لأنها نظرت للأمر بواقعية، ويجب أن نرى ما هو حق وما هو باطل.