استنكر الدكتور محمد المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر، الدعوات التي تنطلق بين الحين والآخر للمطالبة بفصل الكليات النظرية عن العملية بالأزهر. وقال خلال لقاء مع طلاب كليات فرع طنطا، إن "الأزهر هو الحصن الذي تعتصم به الأمة عندما يتفشى الجهل، وهو كعبة العلم، يأتيه طلاب العلم من كل أنحاء الدنيا، لأنه يعنى الوسطية والاعتدال والحب والتسامح". وأضاف المحرصاوي: "الجامعة ناجحة في الكليات النظرية والعملية أيضًا، وهذا ما أقره وفد التصنيف الأفريقي الذي زار الجامعة خلال العام الماضي. وتابع: "أقول لمن يردد تلك الشائعات المغرضة: ألا تعلم أن عمر جامعة الأزهر الآن ألف وثمانية وأربعين عامًا، وأنها تشتمل على 359 برنامجًا أكاديميًا في مختلف العلوم والمعارف الدينية، والإنسانية، والعلمية والطبية، ولها ثلاثة أفرع رئيسية؛ الأول في القاهرة، والثاني والثالث في جنوب وشمال مصر، وأنها تشتمل على 87 كلية، و23 مدينة جامعية، بها 17 ألف عضو هيئة تدريس، و14 ألف موظف، إضافة لخمس مستشفيات جامعية موجودة في مختلف محافظات الجمهورية، ويدرس بها من طلاب العلم في العام الدراسي الحالي نحو 650 ألف طالبٍ، وأكثر من 33 ألف طالبٍ من دول العالم المختلفة، يمثلون 107 دول". وأوضح المحرصاوي أن جامعة الأزهر لديها 8 كليات حاصلة على الاعتماد من الهيئة القومية لضمان الجودة والاعتماد، من بينها كلية القرآن الكريم بطنطا، وهناك عشر كليات أخرى ستلحق بالكليات التي تم اعتمادها قريبا، متابعًا: "ونحن في جامعة الأزهر ماضون نحو التمييز العلمي، انطلاقًا من أن ديننا الحنيف يدعونا للجودة وتوثيق الأعمال الجيدة، والحديث الشريف يقول: "إن الله يجب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه". واعتبر رئيس جامعة الأزهر أن "حدة الشائعات تزداد لأهداف مغرضة خبيثة لأن جامعتنا العريقة تتقدم وتتوسع بمختلف المحافظات، ولذلك يتوجه ضعاف النفوس من أصحاب الأجندات الخاصة من أجل محاولة النيل منها". وطالب المحرصاوي، منتسبي الجامعة بالانتباه وعدم الانسياق وراء الشائعات، مذكرًا بقول الله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا"، مشددًا على أن الشائعات سبب لهدم أي أمة أو كيان. وتوجه للحضور قائلاً: يحق لكم ولكل أزهري أن يفتخر بأزهريته، ويقول بملء فيه "لو لم أكن أزهريًا لوددت أن أكون أزهريًا". وأشاد رئيس الجامعة بمستوى كليات فرع طنطا والتي تشمل كليات القرآن الكريم وأصول الدين والشريعة والقانون والاقتصاد المنزلي للبنات، ومستوى أداء القائمين عليها والانجازات الهائلة التي يتم رصدها من خلال التقارير الدورية التي تعدها اللجان المختصة، مثمنا الخطوات الملموسة التي تخطوها الكليات للحصول على الجودة الاعتماد، مؤكدًا دعم إدارة الجامعة الكامل لهذا الاتجاه بجميع الكليات. من جهة أخرى، حث المحرصاوي، أعضاء هيئة التدريس والموظفين والطلاب على المشاركة بالانتخابات الرئاسية، مشيدا بمستوى المشاركة الإيجابية للشعب المصري العظيم في الانتخابات الرئاسية، خلال اليوم الثاني للتصويت، والتي تعكس ما يتمتع به من وعي ومسؤولية وطنية، وحرص على استكمال الطريق الصحيح للاستقرار والتنمية. حضر اللقاء الدكتور محمد أبو هاشم، نائب رئيس الجامعة لفرع طنطا، والدكتور طارق سلمان، نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث، وعمداء كليات فرع طنطا، الدكتور أحمد عجيبة، عميد كلية أصول الدين، والدكتور سامي هلال، عميد كلية القرآن الكريم، والدكتور عبد الحكيم الشرقاوي، عميد كلية الشريعة والقانون، وأعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة والموظفين والطلاب بفرع طنطا.