أثار وفاة الطالبة المصرية، مريم مصطفى، عقب الاعتداء عليها في بريطانيا، موجة من الغضب بمصر وإيطاليا على حد سواء، إذ اعتبرت إيطاليا أن إهمال بريطانيا على المستوى الطبى والأمنى فى تعاملها مع قضية "مريم" خطأ لا يمكن السكوت عليه، لافتة إلى أن حادثة "مريم" التى كبرت فى إيطاليا وتحمل جنسيتها وموتها بهذه الطريقة الوحشية، تكرار لحادثة مقتل الشاب الايطالي، جوليو ريجيني، الذ توفى فى مصر. وفى السياق ذاته أشارت صحيفة "ذا ناشيونال" الصادر بالإنجليزية، إلى أن وزارة الخارجية الإيطالية دعت إلى تحرك سريع بشأن الهجوم "الشنيع" على الطالبة المصرية الإيطالية فى بريطانيا، مريم مصطفي، حيث توفيت متأثرة بجراحها، الأسبوع الماضى. وقالت وزارة الخارجية فى بيان لها: "فيما يتعلق بالحالة المأساوية لمواطنة مريم مصطفى التى قتلت بوحشية فى نوتنجهام، نعرب عن تعازينا العميقة وتعاطفها مع أسرتها، ونتمنى كذلك تقديم المسئولين عن هذه الجريمة الشريرة إلى العدالة". وأفادت وزارة الخارجية أن سفير إيطاليا لدى المملكة المتحدة، رافاييل ترومبيتا تحدث إلى نظيره المصري، يوم الأحد، وشدد على "استعداده لدعم كل عمل تود السفارة المصرية القيام به للوصول إلى الحقيقة فى أسرع وقت ممكن." . بينما قالت وسائل إعلام ايطالية إن مدعين فى روما فتحوا ملف قضية "مريم" ومن المتوقع أن تطلب الشرطة تفاصيل التحقيق من السلطات البريطانية. وقد دخلت طالبة الهندسة، مريم مصطفى، البالغة من العمر 18 عاما، فى غيبوبة بعد تعرضها لهجوم من قبل عصابة نسائية فى مدينة نوتنجهام بوسط إنجلترا فى 20 فبراير الماضي. وقالت الشرطة إنها تعرضت لضرب مبرح فى الشارع من قبل مجموعة من النساء اللواتى تبعنها فى حافلة. وقد تم نشر لقطات جزئية من الهجوم على مريم، على وسائل الإعلام الاجتماعية، كان قد تم تصويره فى الجزء الخلفى من الحافلة. وتوفيت "مريم" متأثرة بجراحها، يوم الأربعاء، ما أثار موجة من الغضب فى مصر وإيطاليا حيث ولدت وترعرعت هناك، وفقًا لتقارير وسائل الإعلام الإيطالية. وبدورها، أكدت شرطة نوتنجهام أنها تتعامل مع الهجوم "بجدية بالغة" وأنها "تعمل جاهدة لإثبات الظروف التى توفت على أثرها الطالبة المصرية ". وفى ردها على الفيديو المنتشر على وسائل الإعلام الاجتماعية، قالت إنه لا توجد فى الوقت الراهن "معلومات تشير إلى أن الهجوم كان بدافع الكراهية، لكننا ما زلنا نحتفظ بعقل منفتح". فى حين، ألقى القبض على فتاة تبلغ من العمر 17 عاماً للاشتباه فى اعتدائها على "مريم"، ولكن أفرج عنها بكفالة فيما بعد. وأوضحت الصحيفة أن موت "مريم" تسبب فى غضب الشعب مصري، لا سيما على وسائل التواصل الاجتماعي، وقالت سفارة القاهرة فى لندن إن "الغضب العميق للجمهور المصرى واضح" ودعت إلى "تقديم المسئولين إلى العدالة بسرعة". فى المقابل، قال وزير الخارجية البريطانى، بوريس جونسون، الجمعة الماضية، إنه "حزين بشدة لوفاة مريم"، مضيفًا: "تعازى لأحباء مريم. لقد أكدت لوزير الخارجية المصري، سامح شكري، أن شرطة نوتنجهام تحقق فى القضية بكل جهد". ومن جهته، قال والد مريم مصطفى، 50 عاما: "أريد العدالة لابنتى - ليس فقط لابنتى ولكن لكى لا يحدث مثل هذا الأمر لفتاة أخرى أو صبى آخر"، متابعًا\: "كانت ابنتى مثل الملاك. لم تفعل أى شيء لأحد، لقد كانت تعنى لى العالم بأسره".