لا شك أن الضجة الإعلامية الكبيرة التي صاحبت موت عالم الكونيات الشهير "ستيفن هوكنج" تعتبر علامة واضحة على الفجوة العلمية الواسعة بيينا وبين العالم الغربي الذي يحترم العلم و العلماء ويجعلهم يتصدرون مانشيتات صحفهم و نشرات أخبارهم بدرجة لا تقل – وربما تفوق و تتجاوز – احتفاءه بأخبار الساسة و الفنانين في بعض الأحيان .و هذا الدعم المعنوي للعلماء يسهم في مواصلة دفع المسيرة العلمية و التكنولوجية لأنه يعتبر حافزا لكثير من الباحثين لتحقيق الشهرة و المجد وتبؤ مكانة لائقة بين عمالقة العلم في مختلف العصور .. بخلاف ما يحدث هنا في عالمنا العربي من تهميش متعمد للعلم و البحث العلمي ..حتى أصبح (الأسطورة ) هو النموذج الذي يحتذى لدى كثير من شبابنا و طلابنا .. فأصبح العالم العربي رمزا للتراجع الحضاري و التخلف التكنولوجي في ذلك العالم الذي لا يعرف سوى لغة القوة و التقدم . لكن ثمة شيء لافت للانتباه .. وهو أن الضجة التي صاحبت موت : هوكنج" لم تحدث ضجة مماثلة لها عند موت عالم الفلك الأمريكي الشهير " هالتون آرب" 2013 على الرغم من الإنجازت العلمية الكبيرة التي حققها مقارنة "بهوكنج" الذي لم يفز بجائزة نوبل للفيزياء على الرغم من أبحاثه (أي هوكنج ) المتعددة في الثقوب السوداء .. وذلك لأن افتراضاته و نظرياته لم يتحقق منها شيء حتى الآن. لقد كانت أزمة : "هالتون آرب " أنه اتخذ موقفا رافضا لنظرية الانفجار العظيم أو Big Bang و هي النظرية السائدة في العالم الغربي و التي تتبناها كثير من المؤسسات العلمية و الأكاديمية . لقد استطاع "آرب" أن يقدم أدلة علمية مثيرة و مقنعة على رفض نظرية الانفجار الكبير و اتساع الكون كم قدم تفسيرا جديدا للانحياز الطيفي نحو اللون الأحمر Red shift .. وقدم البديل العلمي المدهش من خلال ما يسمى ب الكوازارات quasars . فهل ثمة علاقة بين (إلحاد) " هوكنج " و ( إيمان ) "آرب" وتلك الضجة الإعلامية التي تشي بانحياز الإعلام الغربي و ربما العربي م ورائه إلى فكرة الإلحاد الجديد ؟ New atheism