:- قالها نبي الله يعقوب مرتين ولم يشكوا احد ولكن رفع شكواه الى الله فقال(إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ (86)يوسف.ذاك هو الصبر الجميل صبر لا يتبعه سخط ولا شكوى لأحد إلا الله. والله يحب أن يهرع العبد اليه في ساعة الشده يقول ابن عباس( أفضل العُده الصبر عند الشده ). فصبر جميل : -هو هدية العبد يرفعها لخالقه ومولاه، لم ولن انسى ابدا مشهد رايته بعيني رجل مُسن من أهل سوريا الصابرين وهو يحمل طفله من بين الركام والتراب يغبره والجراح تثخنه ، يقول وهو رافع عينيه الى السماء يخاطب ربه بلسان الحال(هات ما عندك هات ما عندك أنا راض طالما أنت راض ويقول يريدون ان أيأس من رحمتك لا والله لن يكون ابدا ، ثم يقبل أطراف أصابعه الخمسه ويشير بها الى السماء يرسلها الى الله ويردد انا راض أنا راض طالما إيماني في قلبي لم أصب فيه) نعم والله عجبا لأمر هذا المؤمن.يرسل هدية الصبر الى الله ليكون الجزاء من جنس العمل قال تعالى(قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (10) الزمر، هذا يوم القيامه ، يوم يقوم الناس لرب العالمين ،يوم يبعث من في القبور، تخرج طائفه من الناس متجهين الى الجنه مباشرة فيقول لهم رضوان خازن الجنه من أنتم والى أين ، لم ينشر لكم ديوان ولم ينصب لكم ديوان فكيف تتدخلون الجنان قالوا يا رضوان ألم تقرأ القرآن قال بلى فقالوا ألم تقرأ قول الله (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) يقول رضوان فكيف كان صبركم قالوا نحن كنا إذا أسيء إلينا حلمنا، وإذا جُهل علينا غفرنا، وإذا أذنبنا استغفرنا، وإذا ابتلينا صبرنا، وإذا أعطينا شكرنا فيبادرهم رضوان بقوله ( ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون) . فصبرٌ جميل:- فالمؤمن كل أمره خير لأن له خالق فعجبا له ،عجبا لأمر أيوب فقد كل شيء الولد والمال والأرض والصحه وبقى أيمانه مدحه الله فقال عنه (إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا ? نِّعْمَ الْعَبْدُ ? إِنَّهُ أَوَّابٌ ) في الحديث (عَجَبًا لأمرِ المؤمنِ إِنَّ أمْرَه كُلَّهُ لهُ خَيرٌ وليسَ ذلكَ لأحَدٍ إلا للمُؤْمنِ إِنْ أصَابتهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فكانتْ خَيرًا لهُ وإنْ أصَابتهُ ضَرَّاءُ صَبرَ فكانتْ خَيرًا لهُ " يا ترى من المتعجِب ومن المتعجَب منه المتعجِب هو رسول الله والمتعجب منه هو المؤمن ونِعِّمَ له وذلك فحاله كما قال ابن القيم بين شكر وصبر واستغفار شكر على النعمه وصبرعلى البليه واستغفار من المعصيه ، فصبرٌ جميل :- به تكون معية الله لنا وما عليك إلا أن تكون من الصابرين قال تعالى ( إن الله مع الصابرين ) وقال ( ولئن صبرتم لهو خير للصابرين) ففيه انتصار على النفس وشهواتها وغضبها ذاك رجل جاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول له ( أوصنى) فقال له صلى الله عليه وسلم ( لا تغضب ) فيقول أوصنى فيقول له لا تغضب ثم يكررها الثالثة فيكرر رسولنا الكريم له ( لا تغضب ) فصبرٌ جميل :- إنه العطاء الذي ليس بعده عطاء روى البخارى فى صحيحه عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "( من يتصبر يصبره الله، وما أعطى أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر) فهو نصف الأيمان هذا يوسف آتاه الله الملك بعد صبر جميل يقول لإخوته وقد عفى واصفح (قالُوا أَئِنَّكَ لأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) 90يوسف فصبرٌ جميل:- هو نداء الملائكة لاهل الصبر حين يدخلون عليهم من كل باب (يقولون سلام عليكم بنا صبرتم فنعم عقبى الدار).فيدخلون جنة ربهم بزينة الحرير وذلك جزاء الصبر الجميل قال تعالى( وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا (12)الزمر. فصبرٌ جميل:- وصية الله عز وجل الى نبيه صلى الله عليه وسلم قال له ( فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلا إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا وَنَرَاهُ قَرِيبًا ) فالدنيا دار ابتلاء وكبد وتحتاج الى صبروجلد والآخرة دار جزاء لمن صبر،جنة يُخلد فيها الى الأبد، جُبلت على كدر وأنت تريدها صفوا من الآلام والأكدار ومكلف الأيام ضد طباعها متطلب في الماء جذوة نار فصبرٌ جميل :- والحياة كالماكينة لابد أن ندخلها ونمرعلى تروسها حتى نخرج منها كمنتج صالح للجنة والمؤمن في هذه الحياة كربان سفينة تتلاطمها الأمواج من هنا وهناك حتى يصل بها إلى بر الأمان إلى"الجنان" إن الزيتون إذا عُصر أخرج منه الزيت الصافي وإن الفواكه إذا عُصرت أُخرج منها أطيب ما فيها فإذا ما اشتدت بنا الآلام وعظم البلاء واعتصر القلب فاعلم أن الله يريد أن يُخرج منا أطيب ما فينا وهو الصبر، فصبر جميل جميل لأنه صبرالرجال صبرالرضي والعزة والثبات، ليسلك بك طريق أصفياءه وأولياءه فصبرٌ جميل:- به يستعين العبد على مشاق الحياة وتقلباتها وعلى طريق الحق وتبعاته وتضحياته قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله اموات بل احياء ولكن لا تشعرون.وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ*الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ) البقرة: 153-156 ] به ينال اهل الصبر البشرى من الله (*أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ?157 البقرة فصبرٌ جميل:- إنه طريق الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا إنه ضياء للمؤمن السائر في طريق الحق في الحديث (والصبر ضياء) حيث لابد له من الصبر وتلك وصية الله للمؤمنين ووصيتهم فيما بينهم (وَالْعَصْرِ* إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ?.فاصبر إن العاقية للمتقين . فصبر جميل.