رصدت إحدي كاميرات المراقبة التليفزيونية ببريطانيا مقطع فيديو لامرأة غامضة كانت تعبر بجوار الجاسوس الروسي السابق وابنته قبيل لحظات من تعرضهما لهجوم بغاز الأعصاب، الأحد الماضي، وهو ما يثير أزمة حادة بين لندنوموسكو ويظهر في المقطع سيرجي سكريبال، وابنته يوليا، وهما يسيران بالقرب من مطعم في مدينة ساليسبري البريطانية قبل 7 دقائق فقط من انهيارهما في حالة إغماء خطيرة إثر مهاجمتهما بغاز الأعصاب، أخطر الغازات الكيمياوية. وأغلقت الشرطة البريطانية المطعم الذي تناول فيه الجاسوس وابنته الطعام قبيل الهجوم، خشية أن تكون محاولة التسميم حدثت بداخله، نقلاً عن صحيفة "ديلي ميل" البريطانية وشوهدت في المقطع امرأة مجهولة تمر بجوار الضحيتين، قبيل دقائق من انهيارهما وهي تحمل حقيبة بيضاء. ولا تزال الحالة الصحية للجاسوس السابق وابنته خطيرة للغاية، ويخيم الغموض على مصيرهما كما ظهر قبل أيام مقطع فيديو سابق يظهر أيضاً رجلاً وامرأة يعبران بجوار الضحيتين قبيل الهجوم مباشرة، وكانت المرأة في المقطع السابق تحمل حقيبة حمراء. وعثر على سكريبال (66 عاماً) وابنته يوليا (33 عاماً) في حالة إغماء على مقعد في وسط مدينة ساليسبري الساعة 4.15 بعد ظهر الأحد الماضي. وسرعان ما أثبتت الشرطة تعرضهما للتسمم، ولا تزال عملية واسعة النطاق مستمرة في تحديد من يقف وراء الهجوم على العميل المزدوج السابق. وأرسلت الشرطة البريطانية والجيش قوات طوارئ مزودة بخبراء كيمياويين لفحص مناطق كبيرة من الهجوم خشية وجود آثار من غاز الأعصاب الفتاك في موقع الهجوم أو مناطق أخرى. كذلك وردت تقارير عن قيام السلطات البريطانية بأخذ عينات من جثة زوجة الجاسوس السابق التي توفيت مؤخراً. وهددت لندن بإجراءات ضد موسكو حال ثبت تورطها في الهجوم، فيما تحاول السلطات البريطانية تحديد مصدر غاز الأعصاب. وأثارت محاولة الاغتيال الجديدة قضية جاسوس المخابرات الروسية السابق، ألكسندر ليتفينينكو، الذي كان معارضاً للرئيس فلاديمير بوتين، ومات في لندن في عام 2006 بعد تناوله شاياً أخضر ملوثاً بمادة البولونيوم-210 المشعة. وكشف سكريبال عن عشرات الجواسيس الروس للمخابرات البريطانية، قبل القبض عليه في موسكو في عام 2004. وصدر ضده حكم بالسجن 13 عاماً سنة 2006، ثم حصل على حق اللجوء في بريطانيا عام 2010 بعد مبادلته بجواسيس روس.