لدى المصريين أسباب وجيهة تجعلهم فخورين ببلدهم؛ كونه صاحب تاريخ يمتد إلى 7 آلاف سنة، وصاحب أقدم حضارة في العالم، وهم فخورون ببلادهم بالفعل، إلا أن البلاد في العصر الحالي قد أرقها مشاكل جسيمة، إذ يعد كل من النمو السكاني الحاد، والذي يرتبط بمعدل البطالة المرتفع، وندرة المياه، وخطر الإرهاب تشكل مجرد نقاط في المشاكل التي تواجه بلاد النيل. هكذا لخص موقع "كرونه" النمساوي، الوضع في مصر، إلا أنه يرى أن مصر تحاول السيطرة على تلك التحديات الكبيرة من خلال اكتشاف نفسها من جديد، إن صح قول هذا، ولكن انتخاب الرئيس السيسي لفترة رئاسية أخرى في نهاية الشهر الحالي؛ يعد جزءًا لا يتجزأ من خطة هذا البلد، التي تهدف إلي اكتشاف إمكاناتها من جديد من خلال مشاريع قومية عديدة. وتعتبر مصر أكبر بلاد أفريقيا من عدد السكان بعد نيجيريا على مساحة تتخطي مليون متر مربع بقليل، أي إنها لا تعد الأكبر في أفريقيا من حيث المساحة، فضلًا عن أن أغلب تلك المساحة أرض صحراوية، ولا يستغل منها سوى 7% فقط من إجمالي مساحة البلاد، بينما تزداد النسبة السكانية لمصر بمعدل 2 مليون نسمة سنويًا. وفي القاهرة وحدها يعيش أكثر من 20 مليون نسمة، في حين أن السعة الاستيعابية للقاهرة تقدر 12 مليون نسمة فقط، وقد يصل عدد المتواجدين بالقاهرة إلي 30 مليونًا، إضافة إلى النازحين للعمل بها، ولهذا تعد ظروف المعيشة فيها أمرًا لا يطاق. وفي السياق علّق على ذلك، رئيس لجنة الشئون الخارجية في البرلمان المصري، طارق رضوان، قائلًا: "هذا كابوس، ولهذا فإن خطة الحكومة متوسطة المدى تهدف إلى سحب حوالي 8 ملايين شخص من القاهرة". ومن أجل الوصول لهذا الهدف فإن الرئيس السيسي أمر ببناء العاصمة الإدارية في قلب الأرض الصحراوية الواقعة بين قناة السويس الجديدة والقاهرة، معتمدًا في ذلك على إمكانات الدولة ومستثمري القطاع الخاص وعدة مليارات من حليفة مصر المملكة العربية السعودية، ومن المفترض أن يتم نقل كل الحكومة إلي هناك، وكل الوزارات بكل موظفيها والسفارات، كما من المقرر أن يتم إنشاء أوبرا هناك، وأكبر مسجد وكنيسة في البلاد. وأشار الموقع، إلى أنه من المفترض أن يتم إنشاء مدينة تحتوي على جامعة في منطقة العلمين في وقت قصير تتسع ل50 ألف طالب، إذ أعطى الرئيس السيسي إشارة البداية إلى أعمال البناء هذا الأسبوع، ولا يعد توقيت ذلك قبل الانتخابات ليس من باب الصدفة، إلا أن "راضون" قال للموقع ذاته "أنا فخورًا جدًا بما يحدث في بلادي". وأخيرًا وليس بآخر فإن الاقتصاد المصري يزدهر من جديد، بحسب ما أكدته الغرفة الاقتصادية النمساوية؛ وصل معدل النمو إلى 5%، فضلًا عن أن أرقام السياح عادت لترتفع من جديد، وقد تم اكتشاف أكبر غاز في البحر المتوسط أمام الساحل المصري. وألمح الموقع الحكومة إلى أن الحملة العسكرية في شمال سيناء ضمت عشرات الآلاف من الجنود، ووفقًا للبيانات الرسمية فإنه تم تدمير 180 مخزنًا للأسلحة، وقتل أكثر من 70 إرهابيًا وألقى القبض على ألفين آخرين. وعن خوف السياح من زيارة مصر بسبب الإرهاب صرح وزير الخارجية، سامح شكري للموقع ذاته، بأنه "عندما يقع هجوم إرهابي في باريس أو لندن أو بروكسل، يشاع في أوروبا تلك الجملة "يجب علينا السفر إلي هناك، لأننا لا يجب أن نخضع للإرهاب"، ولكن إذا ما حدث ذلك عندنا يتم منع الرحلات إلي مصر.