أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم الثلاثاء، استعداده لإستئناف المفاوضات مع إسرائيل، وأنه مستعد لأن تشمل المفاوضات تبادلاً طفيفاً للأراضي، من دون التنازل عن القدسالشرقية أو أي من قرارات الشرعية الدولية. وطالب "عباس" في كلمة له خلال جلسة لمجلس الأمن، عقدت لمناقشة القضية الفلسطينية، المجتمع الدولي بالإعتراف بدولة فلسطين التي أصبحت عضواً كاملاً في أكثر من 100 منظمة دولية، قائلا: إن "جميع الدول العربية والإسلامية مستعدة للاعتراف بإسرائيل بعد قيام الدولة الفلسطينية"، على حد قوله. ودعا عباس إلى عقد مؤتمر دولي للسلام منتصف العام الحالي، تشارك فيه كل "الأطراف الفاعلة"؛ على أساس تحقيق حل الدولتين وفق حدود عام 1967. وأكد على ضرورة إيجاد آلية سلام دولية متعددة الأطراف، وتطبيق مبادرة السلام العربية، وتجميد القرار الأميركي باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، وهو ما أعلنت مندوبة الولاياتالمتحدة الدائمة لدى مجلس الأمن نيكي هايلي رفضه. وشدّد على ضرورة التوقف عن اتخاذ خطوات أحادية خلال فترة المفاوضات، وأن مخرجاتها ستعرض لاستفتاء شعبي، "إعمالاً للديموقراطية وتحقيقًا للشرعية". وطالب عباس بتوفير حماية دولية لشعبه، وقال "أصبحنا سلطة من دون سلطة، والإحتلال أصبح من دون كلفة"، مشدداً أنه على إسرائيل أن تتحمل مسؤوليتها كقوة إحتلال، في الضفة الغربية وقطاع غزة. وأبدى عباس إستغرابه من استمرار وجود "منظمة التحرير" الفلسطينية على قوائم الإرهاب في الولاياتالمتحدة، بذريعة قرار للكونغرس صدر عام 1987، وفرض قيود مؤخراً على عمل بعثة المنظمة لدى واشنطن. وفور انهائه كلمته، غادر عباس قاعة مجلس الأمن، من دون الاستماع لكلمة المندوب الإسرائيلي داني دانون، وبقية المتحدثين. بينما انتقدت مندوبة واشنطن مغادرة الرئيس الفلسطيني، جلسة مجلس الأمن الدولي دون الاستماع لإفادتها. وقالت لأعضاء المجلس "أشعر بالأسف أن يغادر الرئيس عباس قاعة مجلس الأمن دون الاستماع إلينا، ونرحب به قائداً للشعب الفلسطيني". واستدركت "هايلي" بالقول "ولكنني لن أقبل نصيحة واحد من كبار المفاوضين لديك، وهو صائب عريقات عندما طلب مني أن أخرس.. لا سوف أتحدث بأعلى صوتي عن الحقائق الصعبة". وتابعت متوجهةً إلى عباس "نحن مستعدون لكي نتحدث معك لكننا لن نجري وراءك.. ليس عليك أن تمدح قرارنا (بنقل السفارة)، ولا حتى أن تقبل به، ولكن عليك أن تعرف التالي: هذا القرار لن يتغير، سواء أحببته أو كرهته". وأردفت "أود أن أقول للسيد عباس أن أمامه طريقين؛ الطريق الأول وهو إظهار الغضب تجاه الأميركيين وتحريض الفلسطينيين على الإسرائيليين، والطريق الآخر هو طريق المفاوضات.. وبالنسبة للطريق الأول فأنا أود أن أؤكد لك أنه لن يؤدي بالفلسطينيين إلى أي شيء". في حين توجه مندوب إسرائيل داني دانون في كلمته إلى عباس، قائلاً "لقد أوضحت بكلماتك وأفعالك أنك لم تعد جزءاً من الحل، بل جزءاً من المشكلة".