"ممتنع ومتوقف عن الإدلاء بأية تصريحات إعلامية خلال تلك الفترة"، أصبح هذا هو الشعار الذي يرفعه المعارضون في مصر حاليًا، ما عزاه مراقبون إلى خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي حمل تهديدات واضحة إلى معارضيه، في ظل دعوات بمقاطعة انتخابات الرئاسة المقبلة. وقال السيسي: "اللي حصل من سبع وتمن سنين مش هيحصل تاني"، مضيفًا: "أنا مش سياسي، وواضح إن الناس مش واخده بالها، البلد علشان ترجع تاني ربنا وحده اللي يعلم، وأي حد يفكر يقرب منها، لأ.. هقول للمصريين انزلوا تاني إدوني تفويض قدام الأشرار.. أي أشرار". وتابع: "لو الأمر استمر كده وحد فكر يلعب في مصر وأمنها هطلب منكم تفويض تاني، وستكون هناك إجراءات أخرى ضد أي حد يعتقد أنه يعبث بأمن مصر، وبمخافش غير من ربنا وعلى مصر بس". اللهجة العنيفة التي استخدمها الرئيس اعتبره محللون بمثابة رسالة موجهة للأحزاب والحركات والشخصيات، التي أطلقت دعوات لمقاطعة الانتخابات الرئاسية، وخاصة في أعقاب شكاوى معارضين من تلقيهم تهديدات مباشرة؛ للتوقف عن توجيه انتقادات للسلطة. وقال المهندس يحيى حسين عبد الهادي، المتحدث باسم الحركة "المدنية الديمقراطية"، إنه تلقى رسالة تهديد مباشرة من ضابط بالأمن الوطني، قال له خلاله "لا داعي لأي تصعيد.. كل واحد يتحمل مسؤوليته الشخصية، قلتُ له، هل هذا تهديد؟، فأجابني بأدبٍ جَم، حضرتك ممكن تفهمها على أنها رسالة إن كل واحد يتحمل مسؤوليته الشخصية عن نفسه.. الفترة القادمة صعبة.. والبلد مش مستحملة". وهو ذات مضمون الرسالة التي تلقاها الكاتب الصحفي، سليمان الحكيم، إذ كتب عبر حسابه على موقع "فيس بوك"، قائلًا: "وصلني الليلة التهديد العاشر، لم الفرشة أحسن لك البلد مش مستحملة". ورفض أكثر من شخصية معارضة، التعليق أو الإدلاء بأية تصريحات ل"المصريون"، إذ أجمعوا في ردهم: "حاليًا قررت التوقف عن الإدلاء بأية تصريحات إعلامية، وأرفض التعليق على أي حدث، الأجواء الآن لا تحتمل، والكل رأى ما تم مع شخصيات لها ثقلها، فماذا سيحدث معنا".