على الرغم من المجهود الذى بذله المستشار محمد عبد القادر، محافظ الغربية، فى الفترة القصيرة التى قضاها فى منصبه إلا أنه لم يستطع إيجاد حل للعديد من المشاكل التى تقسم ظهر المواطنين مع كل طلعة شمس. وقبل دخول شهر رمضان بأيام قليلة، وجد المواطنون خاصة بمدينة طنطا أنفسهم محاصرين بأكوام القمامة التى تحولت فى بعض المناطق إلى جبال، بعد أن توقفت الشركة الخاصة عن جمع القمامة عن العمل وقررت إنهاء عقدها مع المحافظة وتسريح العمال مخلفة آلاف الأطنان من القمامة وعشرات العمال الذين كانوا يعملون بالشركة ووجدوا أنفسهم فجأة فى الشارع، وعجز المحافظ عن حل مشكلتهم وإيجاد مكان مناسب لهم بجهاز تجميل ونظافة المدينة، لتبدأ أسئلة المواطنين عن مصير الأموال التى جمعت بالإجبار على إيصال الكهرباء وأين ولمن ذهبت إذا كانت المدينة قد تحولت إلى مدينة القمامة الأولى على مستوى الجمهورية؟ وواصلت الشركات الخاصة تحديها للمحافظ بعد أن انهارت عدة منازل فى الفترة الأخيرة؛ بسبب المياه الجوفية وعدم الانتهاء من مشروعات المياه والصرف الصحى خاصة بالقرى، وهو ما جعل المحافظ يرفع صوته بالصراخ أكثر من مرة مؤكدًا أن البنية التحتية فى المحلة تنهار ولم تتطور منذ أكثر من 40عامًا، وقريبًَا منها مدينة طنطا مطالبا بدعم مالى لإكمال المشروعات المتوقفة، وأن المحافظة فى حاجة إلى 500 مليون جنيه لإنجاز وإنقاذ تلك المشروعات التى كلفت الدولة المليارات. ولا تقل شركة الغاز فى إثارة المشكلات للمحافظ عن سابقيها بعد أن تركت الشوارع وقد تحولت إلى خنادق من جرّاء عمليات إدخال الغاز الطبيعى، وأصيبت الشوارع بحالة من الفوضى الشديدة ليبقى المواطن هو المضار الوحيد من هذا الخلاف، وتظل الشوارع خنادق مفتوحة تلتهم السيارات وتصيب المواطنين وتتسبب فى مشاكل يومية بين المواطنين. كما تأتى مشكلة مرفق النقل الداخلى النازف بالخسائر يومًا بعد يوم وتعطل عشرات السيارات؛ ليصبح المرفق عبئًا ثقيلا على المحافظة رغم دعمه دائمًا من الدولة، وفى ظل منافسة شرسة من الميكروباصات والسيارات الملاكى التى تنقل المواطنين، هذا بالإضافة إلى اتساع رقعة الأراضى الزراعية المعتدى عليها رغم حالات الإزالة التى تتم يوميًا لبعض المخالفين. وتأتى مشكلة الحصول على رغيف الخبز على رأس المشاكل، حيث زادت بشكل ملحوظ حدة الزحام على المخابز للحصول على الخبز، وربما يستمر المواطن لأكثر من ساعتين للحصول على العيش السيئ للغاية ويتحجج أصحاب المخابز بالزحام والسرعة لخبز العيش قبل أن تنتهى مرحلة تخميره مع وجود سماسرة جدد للخبز يتفقون على شراء كميات كبيرة من المخبز ويقومون بعد ذلك بعرض هذا الخبز بسعر مضاعف للمواطنين وهو ما يصل بسعر الرغيف المدعم إلى 15قرشًا بدلا من 5قروش!، واستخدام الخبز كبديل للعلف الحيوانى وكطعام للدواجن فى القرى وهو ما يضاعف حجم المشكلة. كما تأتى مشكلة أنابيب البوتاجاز رغم انفراجها بعض الشىء لتؤرق المواطنين مع دخول شهر رمضان، مع توقع بوصول سعر أنبوبة البوتاجاز إلى 40جنيهًا بعد أن كانت قد وصلت فى الأزمة الأخيرة إلى 25جنيهًا، وتكاد تتشابه مشاهد الزحام على المخابز مع مشاهد الزحام على مستودعات البوتاجاز ومحاصرتها بداية من الفجر خشية تسريب الأنابيب لأصحاب المطاعم والمزارع وكمائن الطوب بأسعار مضاعفة. كما لا تزال أزمة البنزين والسولار قائمة بشدة بالغربية، وتؤدى بين الحين والآخر لإغلاق الطرق ونشوب مشاجرات بين المواطنين، وهل سيستطيع المواطنون مواصلة هذا الصراع والوقوف لساعات للحصول على البنزين أو السولار؟ وتأتى مشكلة انقطاع الكهرباء، وبلغة الشركة "تخفيف الأحمال"، والتى تستمر طوال العام وتزداد حدتها فى شهر رمضان، وإذا كان المواطنون يجدون أحيانًا حلاً لانقطاع الكهرباء وندرتها بتخزينها ليلاً إلا أنهم لا يستطيعون فعل مثل هذا الشىء مع انقطاع الكهرباء، ومازال سوء حالة المياه وندرتها من المشكلات المزمنة للمواطنين وتزداد حدة فى شهر رمضان، بالإضافة إلى سوء حالة الكبارى والمزلقانات، والتى تتسبب فى مشاجرات يومية، كما تشهد الأسواق ارتفاعًا غير مبرر لكثير من السلع والخضروات والفاكهة.