هل يقدم نيمار كرة قدم أم عرضًا ترفيهيًا مع سان جيرمان؟

علقت صحيفة "الجارديان" البريطانية، على مستوى البرازيلي نيمار دا سيلفا، مع باريس سان جيرمان، في موسمه الأول مع نادي العاصمة، بعد انتقاله إليه قادمًأ من برشلونة بمبلغ تجاوز 220 مليون يورو، خلال الميركاتو الصيفي الماضي.
وقالت الصحيفة، في تقرير له، إن المباراة التي جمعت باريس سان جيرمان وديجون ضمن فعاليات الدوري الفرنسي، شهدت تسجيل ثمانية أهداف كاملة، وقد تألق الثلاثي الهجومي المتكون من نيمار، وأنخيل دي ماريا، وإدينسون كافاني، بدرجة كبيرة وتنافسوا للتسجيل في مرمى فريق ديجون طيلة المباراة.
وتطرقت الصحيفة إلى أغرب الأحداث التي شهدتها المباراة، حيث تحصل إدينسون كافاني على ركلة جزاء، لكن نيمار هو من تقدم لتنفيذها.
ولكن، أثار ذلك سخط الجماهير الباريسية التي كانت تمني نفسها بتسجيل كافاني لركلة الجزاء، التي كانت لتجعل منه الهداف التاريخي لباريس سان جيرمان.
والجدير بالذكر أن نيمار نجح في تسجيل هدفه الرابع، لكن ذلك لم يمنع جماهير فريقه من إطلاق صافرات الاستهجان ضده في نهاية المباراة.
وأشارت الصحيفة إلى أن صافرات الاستهجان لا تقدر على محو إنجازات نيمار، الذي ساهم بشكل كبير في اعتلاء فريقه لصدارة الدوري الفرنسي بفارق مريح عن أقرب المنافسين.
وخلال قيادته لمباريات فريقه، تمكن نيمار من تجاوز مفهوم الرياضة ليكون أداؤه شبيها بالعروض الترفيهية. وعموما، كانت مباراة ديجون بمثابة عرض للمشاهير يهدف إلى إظهار نزعة الانتصار.
وأشادت الصحيفة بأداء النجم البرازيلي صاحب الرقم 10، الذي تمكن بمفرده من التهديف في أربع مناسبات، فضلا عن قيامه بصنع هدفين لزملائه. وإن لم يكن ذلك كافيا، فإن لاعب برشلونة السابق قدم عرضا متكاملا من المراوغات والفواصل التي تبرز مهاراته الكروية.
وذكرت الصحيفة أبرز لحظات المباراة المثيرة للجدل، حيث قام نيمار بمفرده بتسلم الكرة ليتوغل داخل منطقة جزاء الخصم ويراوغ خمسة لاعبين دفعة واحدة ثم يسدد الكرة في المرمى ليسجل هدفه الثالث آنذاك. ويبدو أن نيمار يشق طريقه ليصبح أفضل لاعب في العالم، ناهيك عن كونه أيقونة كرة القدم حاليا، وسعيه الدؤوب إلى إبهار المتفرجين حول العالم.
وأوردت الصحيفة أن هناك سببا يدفع نيمار لمزيد التألق وتقديم العروض الفرجوية المبهرة، وهو السبب ذاته الذي دفع باريس سان جيرمان إلى التعاقد معه في المقام الأول. ففي الواقع، يمثل نيمار منتجا مبهرا يقدمه النادي الباريسي للجماهير من أجل زيادة قيمته. ويبدو هذا الأمر منطقيا نظرا لتغذي باريس سان جيرمان على نجومية لاعبيه في السابق.
وأضافت الصحيفة أن نادي باريس سان جيرمان ومعجبيه أصيبوا بحمى "نيماريليا"، حيث يمتلئ المتجر الرسمي للنادي في شارع الشانزلزيه في فرنسا بالمنتجات التي تحمل اسم اللاعب، على غرار التماثيل والقمصان والأكواب التي تحمل صورة نيمار واسمه. وبإمكان الأنصار أن يقتنوا دمية نيمار، التي تتوفر بثلاثة خيارات مختلفة.
وأوضحت الصحيفة أن نادي باريس سان جيرمان يسعى لتحقيق الفائدة الاقتصادية من وراء تعاقده مع النجم البرازيلي، ولا يريد في المقابل أن يظل معتمدا على دعم الدولة القطرية. ويبدو أن النادي الفرنسي وجد ضالته في نيمار من أجل خدمة هدفه الأسمى، الذي يتمثل في بلوغ مصافي الأندية الكبرى وجعل باريس شبيهة بالمدن العالمية التي تتعلق بأنديتها الرئيسية بصفة كبيرة، مثل ميونخ ومانشستر.
وذكرت الصحيفة أن مباراة ديجون في الدوري المحلي لم تشهد إقبالا كبيرا، إذ أن حوالي ثلث المقاعد في الملعب كانت شاغرة.
كما كانت الأهازيج والهتافات التي تم ترديدها غريبة بعض الشيء، وشبيهة بالموسيقى التصويرية للأفلام.
وتعتبر الأجواء في ملعب حديقة الأمراء بباريس أقرب إلى الحفلات منها إلى مباريات كرة القدم المشحونة بالغضب والمعاناة.
ونقلت الصحيفة تصريح مانولو، أحد مشجعي نادي باريس سان جيرمان، الذي قال: "إن لم يفز باريس سان جيرمان بدوري الأبطال، سيتم الاستغناء عن نيمار. لديه مهلة موسم واحد فقط، إن هذا الأمر مجرد تجارة، فلا وجود لبطولة مرموقة في فرنسا. ما الذي دفعه ليأتي إلى هنا حقا؟ إن المستوى مختلف في أي مكان آخر، أشعر أنه نائم". ويعكس هذا التصريح نظرة الأنصار إلى صفقة نيمار واعتبارها تجارية بحتة.
وأفادت الصحيفة بأن العديد من المحللين يرون أن نيمار يتخذ من نادي باريس سان جيرمان محطة عبور من كتالونيا إلى مدريد.
وفي هذا الصدد، تحدث أسطورة البرازيل رونالدو عن صفقة نيمار ووصفها بأنها خطوة للوراء. ويعتبر سبب بقاء نيمار داخل أسوار حديقة الأمراء ماديا بحتا نظرا لتمسك النادي الفرنسي بعدم بيعه، على غرار زميله الإيطالي ماركو فيراتي.
على ضوء هذه المعطيات، يدرك العديد من عشاق باريس سان جيرمان داخل الأوساط الباريسية أن مباراة الفريق القادمة ضد ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا ستحدد ملامح موسم باريس سان جيرمان، وربما قد تحدد مصير نيمار نفسه.