أكد ليف رام الخبير العسكري الإسرائيلي أن الرئيس السوري سيسقط في زمن قصير، لافتا إلى أن بقائه في رئاسة البلاد يخدم مصلحة إسرائيل رغم ما ارتكبه من جرائم بشعة بحق مواطنيه. لكنه سيكون الخاسر الأكبر لو منح الإيرانيين فرصة البقاء في بلاده. وأضاف لصحفية "معاريف": أن الصمت الإسرائيلي في التصريحات العلنية حول ما يجري في سوريا كان مرده إلى أن التقديرات الأمنية المختلفة تشير أن الأسد سيسقط خلال زمن قصير، لكن التقديرات الاستخبارية التي تقدم على طاولة النقاشات السرية اليوم في إسرائيل تفيد بأن الأسد باق في منصبه عقب انتهاء المعارك بمختلف أنحاء سوريا، وهي تقديرات مختلفة تماما عما تم تقديمها في سنوات سابقة حين تحدثت عما أسمته "سوريا الجديدة" المكونة من كانتونات صغيرة. وأوضح ليف رام، وهو ضابط إسرائيلي سابق في صفوف الاحتياط، أنه ويمكن النظر لنجاح الأسد في معركته الحالية بناء على ثلاثة معايير: أولها بقاء الأسد رئيسا للدولة، وثانيها نتائج الحرب على تنظيم الدولة، وثالثها الحفاظ على سوريا وحدودها كما هي في اليوم التالي لانتهاء الحرب. الكاتب أشار إلى أن الحلف القائم بين سورياوإيران وحزب الله ليس قدرا محتوما وأبديا، في ظل ظهور بعض التصدعات داخله، موضحاً أن الأسد مدين للإيرانيين، لكن لديه الكثير مما سيخسره لو بقوا في بلاده عقب انتهاء الحرب، وهنا تكمن المصلحة الإسرائيلية الواضحة. وأكد أن سوريا تضم اليوم عشرات الآلاف من المقاتلين الشيعة المنتشرين في أنحاء مختلفة منها، دون أن تتوفر لدى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية معلومات مؤكدة تفيد بوجود قاعدة عسكرية إيرانية واحدة في سوريا، ولا مصنع أسلحة خاص بهم، لأن التواجد الإيراني اليوم مقتصر على عدة آلاف موزعين، معظمهم ضباط ومستشارين عسكريين، ورغم وجود عدة مخططات عسكرية لهم، لكن الأسد لديه خطط خاصة به، ويدرك جيدا معنى التواجد الدائم للإيرانيين في سوريا. وأشار إلى أن الأسد وفقا للتقدير الاستخباري الإسرائيلي رجل علماني، ولا يريد لسوريا أن تذهب باتجاه التطرف الديني، والعديد في إسرائيل يعتقدون أنه مستعد للتنازل عن الإيرانيين لو توفرت لديه بدائل أخرى لإعادة إعمار سوريا. وأوضح أن الخارطة الجديدة لسوريا فيها العديد من البصمات، وإسرائيل لا ترى في جميعها نقاطا سوداء، فإسرائيل، ورغم أنها ليست لاعبا مركزيا في تحديد الهوية المتوقعة لسوريا الغد بعد انتهاء الحرب، لكن الأسد من الناحية العسكرية السياسية، فإن لإسرائيل مصلحة واضحة بأن يبقى رئيسا لسوريا مجددا، في حال دخلت على خط إعمارها أطراف دولية وإقليمية لإبعاد التأثير الإيراني الشيعي الذي تمثله إيران وحزب الله.