تبخر العام ودخلنا العام الجديد ولم يظهر جديد في أرض العرب فهي محل اهتمام العالم لوجود البترول والغاز الطبيعي وهي محل إهتمام وكالات الأنباء لأنها الساحة الخلفية لتجارب السلاح بحكم النزاعات المسلحة .. نعود للعالم الأول والكتيب محل البحث وهو " فائدة العلم عديم الفائدة " صدر في امريكا للعالم " روبرت جراف " وقد وقفت على ترجمته فإذا به مقال يرد به على مقال تم كتابته عام 1939 بقلم العالم الطبيب " إبراهام فلكسنر " وفكرة مقال هذا العالم كانت حول فائدة العلم الغير تطبيقي الآن ومدى إستفادة البشرية أو الدول منه مثل الآن أبحاث الفضاء أو مدارات النجوم فهو علم مكلف وليس له عائد معلوم يعوض نفقات البحوث .. المهم أن هذا العالم طرح فكرة عمل معمل بحثي يجمع فيه العلماء من العالم كله ويكونون نواه لمشروع بحثي غرضه الوحيد هو البحث العلمي بدون التقيد بفكرة مربحة أو مطلوبة .. وكل العلماء غير موظفين وليس لهم مواعيد حضور ولا جدول زمني للأبحاث ولا إالتزام بأي شيئ حتى الحضور نفسه .. المهم وفق الدكتور " فلكسنر" لهذا المعمل بفضل تبرع سخي من زوجين أمريكيين أعجبتهم الفكرة ليبدأ المعمل في إستقطاب علماء الكرة الأرضية من "آينشتين " حتى الأباء المؤسسين لمعظم العلوم الحديثة ..وكانت هذة الفكرة الصغيرة هي الرافعة التي غيرت ميزان القوى وإستقطبت العلماء لأمريكا وانفتح باب العلم البحثي الذي كان من ثمراته عالم اليوم بمخترعاته .. والآن بعد ثمانين عاماً من هذا المشروع يخرج هذا الكتاب ليؤكد أن البحث العلمي هو مشروع استثماري في حد ذاته وإن تأخرت نتائجه فهو شجرة ستؤتي أكلها يوما ما بعد هذا اليوم أو قرب . ولو رجعنا للوراء مئه عام ربما تجد تجربة " معملية" غيرت مسار العالم السياسي وهي تجربة إنتاج الأسيتون من خلال التخمر البكتيري حيث تم تطويره وإنتاجه بواسطة "حاييم وايزمان" للمساعدة في المجهود الحربي البريطاني مما ساعد الإنجليز في الحرب العالمية الأولى ليتم إستقطاب " بلفور" رئيس وزراء بريطانيا آنذاك ليصدر وعده المشئوم للصهاينة بتسهيل نقلهم لأرض فلسطين ويقول كلمته القاتله " لقد صهينني الأسيتون " .. وجدير بالذكر أن " حاييم وايزمان " صار أول رئيس لدولة الكيان الصهيوني . لعلك تسأل ما الرابط بين القصتين أقول لك الملخص فنحن أمة "ما قل ودل" ..أقول إن العالم سار على مستوى البحث التطبيقي الذي يحقق فائدة وله هدف معين مثل إنتاج سلاح معين أو طائرة لها مواصفات خاصة فتجاوزنا بكثير وسار العالم على المستوى البحثي بنظرية البحث العلمي لمجرد البحث العلمي أو البحث في العلوم الغير تطبيقية وليس لها مردود إستثماري في القريب فدرس الفضاء والنجوم وميكانيكا الكم فعادت عليه هذه الأبحاث بعد نصف قرن بالمليارات .. أما نحن فنستثمر في الخلاعة والإسفاف فضلاً عن التناحر أو الإنتحار السياسي والديني والطائفي ولم نصل حتى لوعد " بتطبيق قرارات الأممالمتحدة " برغم كل ما قدمناه من مشتريات وإستثمارات وتحالفات . ولم نكن جميعاً – وللأسف- على مستوى عقليه مخترع الأستون الذي نال بها وعد " بلفور" .. فمتى ننال ببترولنا وغازنا وإستثماراتنا كعرب وكمسلمين وعد " بتطبيق قرارات الأممالمتحدة الخاصة بدولة الكيان ". [email protected]