{قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون}.. الشعب كله كان على موعد مع النصر والفرح بفوز الدكتور محمد مرسى بمنصب الرئاسة.. وهى من قبل ومن بعد نعمةٌ ومِنَّةٌ من رب العالمين على شعب مصر بتولِّى أول رئيس مدنى منتخب إدارة البلاد بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير. فوز مرسى بالرئاسة لم يأتِ من فراغ، بل هو نتاج جهاد طويل للشعب المصرى الذى سطَّر ملحمةً من النضال والبطولة فى مقاومة الظلم والطغيان طوال عقود عديدة قدم فيها طابورًا من الشهداء على رأسهم الشيخ حسن البنا ومحمد فرغلى ويوسف هواش وسيد قطب وخالد الإسلامبولى وعلاء محيى الدين.. كثيرون أولئك الذين ضحوا بدمائهم وحياتهم من أجل أن تحيا مصر عزيزة كريمة، فانتصار مرسى بالرئاسة هو تتويج طبيعى لدماء الشهداء والمصابين الذين ضحَّوا من أجل نصرة ورفعة بلادهم طوال 60 عامًا كاملة. من حقنا اليوم أن نطالب مرسى بأن يكون رئيسًا لكل المصريين، وأن يفى بوعده ويعمل على استرداد حقوق شهداء 25 يناير التى ضيعت وأن يعيد محاكمة نظام مبارك وكل الذين أجرموا فى حق مصر. نعتقد أن على رأس الأولويات التى يجب على الدكتور مرسى أن يفعلها فى بداية حكمه هو إتمام المصالحة الوطنيّة الشاملة مع كافة أبناء مصر، فنحن نبنى دولة جديدة تتطلب تكاتف وتآزر الجميع، لا وقت عندنا نضيعه فى الخلاف ولا فى التناحر، يجب على الجميع الاصطفاف من أجل الوطن ولا وقت للانتقام من المعارضين أو المخالفين، لأن ذلك معناه ضياع مصر وتعطيل مسيرة الديمقراطيَّة التى نرجو من خلالها تحقيق الأمن والاستقرار فى ربوع البلاد، والعمل السريع على تحقيق العدالة الاجتماعيَّة للمُهَمَّشين والمستضعفين فى مصر. نحن نطالب رئيسَ الجمهورية الجديدة بفتح أبواب القصر الجمهورى ومكتبه لكل ناصحٍ أمينٍ واختيار البطانة الصالحة من حوله، فما أضاع حكام مصر السابقين سوى المنافقين وبطانة السوء التى جعلتهم آلهة من دون الناس فلا مكان فى دولة العدل والقانون لأمثال هؤلاء المنافقين الذين يسعون لتدمير البلاد والعباد. الأمر الأهم هو نصرة المظلومين والمستضعفين، الذين عانوا الويلات فى العهد البائد وعلى رأسهم السجناء السياسيين والمحكوم عليهم بالإعدام ظلمًا وعدوانًا والذين لا يزالون فى السجون والمعتقلات رغم قيام الثورة وعلى رأسهم شيخ الحركة الإسلاميَّة رفاعى طه والشيخ مصطفى حمزة وعثمان السمان وغيرهم، نريد عفوًا شاملاً لإنقاذ حياة هؤلاء المجاهدين لقضاء شهر رمضان بين أهلهم وأحبابهم. كما لا ينسى الدكتور مرسى أن هناك عهدًا فى رقبته بالسعى الفورى لاسترداد الدكتور عمر عبد الرحمن المحبوس فى أمريكا، وأن يتذكر محافظة الفيوم التى كانت محلّ إقامة الشيخ عمر، والتى ناضل فيها وكافح كانت أعلى الأصوات التى حصل عليها فى انتخابات الرئاسة وفضل الرجل على الدعوة الإسلاميّة كبير. ونحن بفارغ الصبر ننتظر أن يدخل الرئيس مرسى القصر الجمهورى بصحبة أسر الشهداء.. لنردد معًا قول رب العالمين "قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء".