يا لها من قوة وعزة وكرامة وإباء وشمم, يا لها من طاقة جبارة وثبات نفسي وثقة بالنفس مستمدة من قوة الشعور والإحساس أنها علي حق وصاحبة حق !, يا لها من رسالة موجهة لمن انهزموا داخلياً فانبطحوا خارجياً أمام عدو لا يرقب في مؤمنٍ إلاً ولا ذمه ,يا لها من طفله تستحق الإكبار والتقدير والتبجيل لشجاعتها وإبائها .! إنها الطفلة عهد التميمي التي وقفت في وجه الجنود الصهاينة المحتلين الذين أرادوا إنتهاك حرمة بيتها بعد أن إنتهكوا حرمة وطنها, دافعت عن بيتها أرضها الذي هو بمثابة عرضها فالأرض عرض ومن فرط في أرضه فرط في عرضه!,وقفت تنهرهم وتأمرهم وتنهاهم وهي كالأسد الهصور الذي يدافع عن عرينه ,وهم بخزي الظلم والتعدي أذلاء أمامها وهي الطفلة العزلاء إلا من ألإيمان بعدالة قضيتها . عهد التميمي وأطفال فلسطين العزل الذين يتمسكون بأرضهم ويضربون في كل يوم أروع الأمثلة في الشجاعة والبذل والتضحية مسبوقاً بوعي تام بحقيقة الصراع بينهم وبين الصهاينة هم من يبعثون الأمل في هذه الأمة المسكينة والمستكينة والتي إبتليت بمن يتولون أمورها فصاروا مطيه للصهاينة وحماتهم الأمريكان! عهد التميمي وأطفال فلسطين الذين نراهم علي الشاشات يقفون عزلاً, مكشوفي الصدور, عراة الأبدان, يحملون حجارتهم التي هي أقوي من كل المدافع والصواريخ ,هم الأبطال الحقيقيون الذين يتحملون شظف العيش, وقلة الإمكانيات, ومآسي الحصار المفروض عليهم من عدوٍ يتخذهم حقل تجارب لعدوانه وجبروته وإجرامه دون اعتبار لقوانين دولية أو مشاعر إنسانية, أو مواثيق أممية,عدو يجيد البلطجة ولا يهمه سوي تكريس سلطته بمساعدة قوة غاشمة كبري تقوم بدور البلطجي الأكبر الذي يفرض سطوته. عهد التميمي وأطفال فلسطين رمز للصمود والمقاومة ورسالة موجهة لمن يثقون وينسقون أمنيا مع هذا الكيان الغاصب من العرب أو الفلسطينيين أنهم علي خطأ, فلا تنسيق ولا تعاون مع محتلٍ غاصب, أو منتهك غادر, أو لئيم قاتل, وهي صفات جمعها كلها هذا الكيان الذي يغتصب الأرض وينتهك العرض ولا يقيم وزناً لصاحب الحق ومالك الأرض. إن عهد التميمي إبنة قرية نبي الله صالح تمثل رمزاً تاريخياً كناقة صالح عليه السلام التي عقرها قومه فكانت إيذاناً ببداية النصر علي هؤلاء المعادين للحق ..وقام الصهاينة بنفس الأمر عندما قاموا باعتقالها ووالدتها عندما ذهبت تسأل عنها ومن قبل أصابوا والدها بعاهة مستديمة أقعدته عن الحركة علاوة علي عمتها التي أصابها الإحتلال أيضاً, فهي سليلة بيت اتخذ المقاومة وسيلة وطريق للتمسك بحقوقهم, باعثين الأمل في هذه الأمة بالبعث الجديد المقاوم للظلم والإحتلال. إن صفعة عهد التميمي علي وجه الجندي الإسرائيلي صفعة علي ما يسمي صفقة القرن المطروحة الآن ومن قبلها علي ما سبقها من حلول استسلامية متمثله في كامب ديفيد وإتفاقية أوسلو وغيرها من تفاهمات مع المحتل من خضوعٍ لبرنامجه الإستسلامي للشعوب العربية وعلي رأسها الشعب الفلسطيني البطل. لن يُهزم شعب فيه عهد التميمي وحتماً سينقشع هذا الظلام, وسيزول هذا الاحتلال طالما وُجِد جيل بصلابة وإباء وشمم عهد التميمي! دكتور جمال المنشاوي كاتب مصري