صباح الخير يا مصر/ صباح الشروق والأمل/ صباح الانبعاث والانطلاق/ صباح التحليق والتغريد/ صباح الشباب والحيوية/ صباح التأثير والفاعلية/ صباح الرضا بالله وعن الله/ صباح الوجوه المؤمنة والأيدي المتوضّئة والنفوس الصافية/ صباح التسامح والتجاوز والقفز فوق الصغائر/ صباح النور يا مصر.. صباح السجود لله شكرًا وعرفانًا/ صباح الرضا عن الله ربًّا كريمًا منَّانًا/ صباح جزاء الصابرين وأمل الضارعين/ صباح البركة على الكارهين للظلم والتسلط والتفرعُن/ صباح المتحابّين المتآخين/ صباح الشعب المصري أبو دم خفيف، الذي كان يرسل الابتسامات وسط حُجُب الظلمات؛ واثقًا بغد أفضل في غياب حكم العسكر.. يا مصر: صباحك سكر! صباح الصبر والعطاء/ صباح الوعي واليقظة/ صباح الأمل في غد زاهٍ وزاهر/ صباح عطاء لمصر وافٍ ووافر/ صباح الأناة والحِلْم ونشر الحب والإخاء/ صباح السلام والإسلام والسلامة لكل شيء وأي شيء/ صباح الحرية يا مصر! صباح مد اليد للأخ والقريب، والجار والغريب، والضيف النزيل وعابر السبيل/ صباح الذي يسبق غيره؛ ليقول: خذ، لا ليقول هات/ صباح الإيثار والبر/ صباح الأنفاس الحُرة، والتطلُّع للشمس والنور والنسمات البكر النديَّة.. صباحك بركة يا مصر! صباحك يا مصر بلا زنازين ولا طوارئ ولا أحكام استثنائية/ صباحك يا مصر بلا عسكر ولا سجون سرية ولا جلادين ولا نهابين/ صباحك يا مصر بلا عصابات وبلطجية وهجَّامين/ الآن يا مصري قل بأعلى صوتك: أنا مصري.. مصري وأفتخر! صباح الموظف الشريف والعامل الأمين والطالب الجاد (الموس) والشرطي المبتسم والتاجر الأمين والصنايعي الحريص والجار الحامي لجاره.. صباح الأمن المطلق يا مصر! لك الحمد والمنَّة يا رب العالمين: فبعد السُّكارَى وسبَّابي الدين انتخبنا مَن يحمي الدين/ بعد الأميين (المِيح) جاءنا أستاذ جامعي عالمي المستوى/ بعد الرئيس الذي يُلحِن في الفاتحة جاءنا رئيس يحفظ القرآن؛ اللهم احفظْه بالقرآن، واحفظْ مصرَ وأهلَها بالفرقان.. صباح الأمل منك وبك وفيك يا سيادة الرئيس.. بعد التحيات والسلامات: يا سيدي الرئيس: لا أظن أن سيادتك ستنام هذه الأيام بسبب المشاعر الكثيرة: فرحة الانتصار، وثقل الأمانة، والرضا عن الله تعالى، وإحساسك بحب الناس إياك.. مش مهم تنام الليلة، سيادتك.. ولا الليالي القادمة؛ فهَمُّ الأمة كبير، وحملها ثقلها، وقد علقها الله في عنقك؛ فأنَّى تنام؟!، لقد انتهى عهد النوم، يا خديجة! تعلَّم، سيادة الرئيس، قيام الليل للنظر في حوائج المسلمين؛ فربما كان أهم كثيرًا من قيامك الليلة لنفسك وحدك مناجيًا ربك، وهذه لك ولكل مَن يعمل معك: لا نوم؛ بل العناء، والمصاعب، وسوء التقدير، فاحتسبوا أعمالَكم! يا سيدي الرئيس: دخلتَ تاريخ مصرَ أول مثقف، وأول مدني، وأول منتخب بطريقة حرة، وأول مَن نجح في التصدي للعسكر بالهدوء والرزانة والفكر الوطني المتوازن!، بعد ستين سنة عسكر، أول متدين، وأول ابن بلد حقيقي، مش بايع، ولا عميل، ولا مشبوه؛ فاللهم لك الحمد والمنة، ولك الثناء الحسن الجميل، وألف مبارك عليك يا بلدي، مبارك عليك يا مصر! وقد أوصانا سلفنا الصالح: مَن كانت له دعوة صالحة فليدخرْها للسلطان. وكل قلب صادق يدعو لك: اللهم قوِّ ظهرَه، وخففْ حملَه، وانصرْه بجندِك، واصرفْ عنه كلَّ صنوفِ الأعادي/ اللهم كنْ معه لا عليه، اللهم أعِنْه ووفقْه وسددْه، اللهم ارزقْه البِطانةَ الصالحةَ التي تعينه على العدل والبر والتقدُّم، اللهم قِهِ شياطينَ الإنس والجن، اللهم قه مكرَ الثعابين والمجرمين والأفَّاكين والباغين، يا رب العالمين! يا سيادة الرئيس: دعوات الصالحين أنجحتْك، وضراعات الليل حملتْك، وحسن التخطيط أفادك، والعمل الجماعي نفعك، والانفتاح على الآخرين شد من أزرِك؛ فأوصيك بالسماحة، والثقة بالله تعالى، واليقظة، وعدم النوم من أجل مصر، ولتكن صادقَ الوعد على قدر ما يأمل المِصريون منك، وقلوبنا وأيدينا وهمتنا معك وقبلها، عناية ربك الكريم. يا سيادة الرئيس: فخامتك اليوم لست من الإخوان؛ بل من مصر ولمصر، وعملك وهمك وجهدك وإبداعك لمصرَ كلِّها، وإلا فلا عهدَ لك ولا بيعة! كل مصري يساوي كل مصري، والمفاضلة والتمييز فقط للعطاء والإبداع والخبرة وصدق الولاء لمصر وصالحها ودستورها. ولا يجوز لأحد له بسيادتكم علاقة أن يقول "الإخوان" أو يتكلم على لسان الرئيس بأنه من الإخوان، بل يذوب الجزء في الكل؛ ليظهر معدِن المصريين وأصالتهم وأُخوَّتهم وتماسُكهم، فلا تتركوا فُرجةً للشيطان؛ ومَن وصل صفًّا وصله الله.. يا سيادة الرئيس: القرآن والسنة، والفقه الإسلامي، والفكر الإسلامي، تقدم الجماعة على الفرد، والمصلحة العامة على المصلحة الخاصة، ومصالح المواطنين على المصالح الجزئية والحزبية واللافتات والانتماءات، وهذا أوان إثبات هذا!، ولك من كل إسلامي، وكل مصري - أيًّا كان توجُّهه ، ولصالح مصر - أن يكون معك بهمته وصدقه وعطائه.. فمصر فوق الجميع! يا سيادة الرئيس: المعارضة الشريفة والمخلصة ضرورة وطنية؛ لا المعارضة الشكلية، ولا الانتهازية، ولا معارضة أصحاب المصالح وخونة الأجندات الخارجية؛ لا بد من معارضة يا سيادة الرئيس.. ولعلِّي هنا أشيد ببطل الثورة المصرية عصام سلطان وجريدة "المصريون" أصحاب المواقف البطولية في مواجهة جبابرة النظام الهالك! يا سيادة الرئيس: التشفِّي والنذالة وروح الانتقام والإساءة للآخرين والتأثُّر بالاستفزازات، فخ لا يجوز السقوط فيه، أرجوك: نبِّهِ الناسَ عليه، وجِّهِ الإعلامَ بتبنّيه، فلنُنادِ: يا كل عاقل، يا كل حبيب، يا كل مصري: من أجل مصر، من أجل الأمل، من أجل الدكتور مرسي ومَن معه، اسعَدوا بسقوط "العسكري"، ورُدوا الروح لمصر بالتسامح والتجاوز والإخاء! دورنا الآن الانتباه والمعاونة والعطاء والتجاوز والمسامحة وعدم الاستسلام للاستفزازات، وجعْل مصر في القلب أولاً وثانيًا وعاشرًا.. يا سيادة الرئيس: توقَّعْ إعلامًا بلطجيًّا، توقع رأسَ مال متآمرًا، توقعْ أيديولوجيين منتمين للخارج، توقع بلطجية وشبّيحة، توقع إحراجات كثيرة من الداخل قبل الخارج، والله تعالى ناصرُك، وكلنا ينبغي أن نكون معك؛ بالنصيحة، والحماية، وعدم تصديق الشائعات، وبذل الجهد لخدمة مصر! وللرسالة بقية، وللدعاء بقية، ولآمالِنا فيكم سبْحٌ طويلٌ.. بالمناسبة، فخامتك: كانوا أمسوا يندبون أمس على الشاشات: السياحة الشاطئية والبِكّيني والخمور والحانات.. كأنها أولى أولويات مصر.. تصوّر سيادة الرئيس!، ياااااه.. أين هؤلاء وأين الشعب المصري؟! [email protected]