في استمرار للحرب الكلامية المشتعلة بين مصر والسودان، صبت تصريحات وزير الخارجية السوداني, إبراهيم غندور حول أن "الشعب السوداني لن ينسى حلايب، وسيسلِّمها جيلاً بعد جيل"، المزيد من الزيت على النار، مع تمسك القاهرة بموقفها الرافض للتنازل عن المثلث الحدودي للخرطوم. وقال غندور، عبر قناة "الجزيرة" القطرية: "لدينا اعتقاد جازم أن اتفاقية السعودية ومصر تمس جزءًا عزيزًا من حدودنا البحرية, وهناك لجان من الخبراء بين السودان والسعودية لبحث الأمر، ويأتي بعد اتفاقية السعودية ومصر لترسيم حدودهما بعد أن تنازلت مصر عن جُزر تيران وصنافير للسعودية". في الوقت الذي هدَّد فيه عدد من أعضاء البرلمان السوداني ب"مقاضاة" الحكومة المصرية دوليًا؛ بسبب ما قالوه بأنه "استمرار اعتداءاتها على مواطني منطقة حلايب" حسب قولهم. واعتبر الدكتور عبدالله الأشعل, مساعد وزير الخارجية الأسبق, أن "فكرة العراك أو القتال بين مصر والسودان يعد بمثابة انتحار سوداني", مضيفًا: "السودان يحاول استغلال المشاكل الداخلية المصرية, والضغط على مصر بالتنازل عن مصرية مثلث حلايب وشلاتين". وتابع الأشعل في تصريح إلى "المصريون": "هناك علاقة للأمر بقضية سد النهضة, والسودان تحالف مع الجانب الإثيوبي ضد مصر في أزمة سد النهضة", مطالبًا بضرورة الفصل بين التحالفات والمصالح السياسية على حساب دولة أخرى بما يهدد الأمن القومي للبلاد. واستدرك: "على السودان أن يهتم بمشاكله الإقليمية الداخلية, والعمل على احتواء الفرقاء السودانيين, وعمل تنمية للشعب الذي أصبح على حافة الجفاف, والكف عن سودانية حلايب وشلاتين". وقال إن "النظام السوداني غير قادر على تقديم مقومات حياة كريمة إلى شعبه الآن, فماذا سيفعل بسكان حلايب وشلاتين, القضية سياسية ويستخدمها السودان كورقة ضغط على مصر بين آن وآخر". من جهته, قال الخبير المائي، حسام رضا, إن "فشل المفاوضات السياسية والدبلوماسية, المتعلقة بسد النهضة, دفع السودان إلى استغلالها, وجعلها تطالب بسودانية حلايب وشلاتين", موضحًا أن "السودان يصطف مع إثيوبيا للضغط على مصر والتنازل عن المنطقة المتنازع عليها, مقابل دعم الموقف المصري تجاه سد النهضة". وأضاف رضا ل"المصريون": "سبب اصطفاف السودان بجانب إثيوبيا, يعود إلى النفع الذي سيعود عليه من بناء السد, من استيراد كهرباء بسعر التكلفة وعمل قناة مائية خلف السد تذهب مباشرة إلى السودان, وغيرها من الانتفاعات الأخرى". ووصف الخبير المائي, تصريحات الجانب السوداني بين الحين والآخر, ب "اللعبة السياسية التي تهدف إلى زيادة الوضع تأزمًا بين مصر والدول الإفريقية, خاصة قضية سد النهضة".