حذر السفير الألمانى بالقاهرة يوليوس جيورج لوي، الحكومة المصرية من التضييق على المجتمع المدني والناشطين في مصر، مؤكدًا أن ذلك لن يؤدي إلى استقرار البلاد. وشدد "لوي"، خلال لقاء محدود مع عدد من الصحفيين الدبلوماسيين، على أن أهمية وجود مجتمع مدني، وحرية تعبير ورأي مصونة، معبرًا عن أمله في أن تكون الانتخابات الرئاسية المقبلة في مصر 2018 ديمقراطية. وأكد "لوي" أن "بلاده تقف بجانب مصر في مكافحة الإرهاب والتطرف، ولن تتوانى عن مساعدتها"، لكنه اعتبر أن الاستقرار في أي بلد لن يتحقق إلا من خلال منظمات المجتمع المدني وحريته، مشيرًا إلى أن أن بلاده "تتحدث مع الحكومة المصرية في ذلك الأمر". ولفت إلى إمكانية توجيه النقد العلني إلى القاهرة حول ذلك الملف قائلا: "في حال عدم استجابة الحكومة نتجه إلى النقد الذي لا يغير من صداقتنا مع مصر، لكن يجب أن نقول لأصدقائنا رأينا، ونتوقع أن يكون حوارنا بنّاء، فمصر أيضا انتقدت الحكومة الألمانية في أحد المواقف، ويمكنها أن تجري معنا حوارًا دائمًا". وتابع "لوي": "يجب أن تكون الديمقراطية في المقام الأول، وأن ينتقد الجميع ما يعتقدون أنه خطأ، ونأمل أن يتم تطبيق الديمقراطية في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وأن يكون هناك مرشحون لن يتضرروا من الانتخابات". وتفقد السفير الألماني، الخميس، عددا من المشروعات التي دعمتها ألمانيا في محافظات دلتا مصر، وعلى رأسها محطة تحلية المياه في العامرية بالإسكندرية، كما حضر ورشة عمل عن التطورات البيئية، وحضر حفل الختام في مكتبة الإسكندرية. وقال، في مؤتمر صحفي، إن فعالية "ألمانيا في الدلتا" التي نظمتها السفارة بالتعاون مع 15 مؤسسة ألمانية في المنصورة، وشبين الكوم، ودمنهور، والإسكندرية، تدل على "اهتمام ألمانيا بمصر، وهذا الاهتمام ينصب على كل المجالات، ويوضح أن ألمانيا لديها ثقة في مصر وتراهن عليها". وأكد أن الفعالية حققت أهدافها المطلوبة وسوف تشكل الأساس في مجال التعاون بين البلدين، مضيفا أن هذه الفعالية تدل أيضا على الصداقة والعلاقات التاريخية المتشعبة، مشيرا إلى أن بلاده لديها مصلحة أصيلة وهي استقرار مصر، لأنه يعني استقرار المنطقة. وأكد السفير الألماني أن الزيادة السكانية تعتبر أخطر مشكلة تواجه مصر، وذلك بسبب تأثيراتها الكبيرة على المدى البعيد، لأنها تلتهم كل موارد التنمية.