بداية أعترف أننى لست من هواة مشاهدة أحمد موسى على شاشة التليفزيون , لأننى أراه شخصاً مستفزاً ويبتعد كل البعد عن اصول وقواعد المهنية , بدليل أنه تورط فى أكثر من واقعة على الهواء مباشرة ومنها بث تسريبات صوتيه لرئيس أركان الجيش السابق الفريق سامى عنان , ونشر صور " مفبركة " للمخرج خالد يوسف . كما سبق أن عرض لقطات في برنامجه "على مسئوليتي" لقصف القوات الروسية لعناصر من تنظيم "داعش" الإرهابى في سوريا، ولكن المفاجأة أن هذه اللقطات لم تكن سوى لعبة فيديو . وفى هذا السياق أقول إن الجريمة التى ارتكبها أحمد موسى أمس فى برنامجه " على مسئوليتى " الذى يذاع على قناة صدى البلد عندما اذاع تسجيلا صوتيا لمكالمة هاتفية تكشف عن معلومات حول ما جرى بحادث الواحات الإرهابى. وقال أحمد موسى، إن المكالمة الهاتفية لأحد الأبطال العائدين من المعركة مع التنظيم الإرهابى، والذى كشف خلالها عن حجم المعركة الشرسة مع هؤلاء الإرهابيين . ثم كانت المفاجأة أن صاحب التسجيل الصوتى الذى تم بثه بالبرنامج ليس هو الشخص الذى تحدث عنه أحمد موسى بل اتضح أنه فيديو مسرب لشخص مجهول ويقول كلاماً مسيئاً لأرواح الشهداء , وكان من بين ما قاله : "كان أى ضابط على الأرض راقد بيضربوه فى دماغه ما عدا النقيب محمد الحايس خدوه حى علشان قالوا عاوزين ناخد واحد معانا.. وحاولوا يسرقوا المدرعات والسيارة الجيب معرفوش.. طلعوا على المدرعة الفهد خدوا السلاح اللى عليها".وهو الامر الذى كذب ما كشفته الداخلية فى بيانها حول الحادث الأليم . ولذلك قامت وزارة الداخلية على الفور بإصدار بيان للرد على أكاذيب موسى وأكدت فيه ، أن التسجيلات الصوتية المزعومة ، بشأن حادث الواحات الإرهابى؛ غير معلوم مصدرها، وتحمل فى طياتها تفاصيل غير واقعية لا تمت لحقيقة الأحداث التى شهدتها المواجهات الأمنية بطريق الواحات بصلة. وأشارت إلى أن تلك التسجيلات وتداولها على هذا النحو يهدف لإحداث حالة من البلبلة ونشر الإحباط فى أوساط وقطاعات الرأى العام، ويعكس عدم المسئولية المهنية. هذا المهزلة والتى تبعها بيان الداخلية أكدت صدق ما قلته فى نفس هذا المكان منذ أكثر من عام إن أحمد موسى وأمثاله أخطر على الرئيس السيسى ونظامه من الإخوان وتنظيمهم الدولى . ولذلك أتمنى ألا يتدخل أحد من السادة الكبار للطرمخة عليه وعدم وقفه عن الظهور على الشاشة . ورداً على من يقول إن أحمد موسى ليس مسئولاً عن اذاعة الفيديو أقول له : أنت مخطىء لأن موسى صاحب الكلمة الأولى والاخيرة فى كل ما يذاع بالبرنامج , كما أن خبرته الأمنية الطويلة كانت تحتم عليه اذا لم يكن قد استمع الى التسجيل الصوتى أن يقوم بأخذ فاصل لمشاهدته قبل بثه على الهواء خاصة فى ظل هذه الظروف الصعبة التى تمر بها مصر . لذلك أتمنى أن تكون هناك عقوبات رادعة لوضع حد لمهازل أحمد موسى على الشاشة , وأتمنى ألا تقتصر تلك العقوبات من جانب نقابة الإعلاميين أو المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام على وقفه عن الظهور على الشاشة لمدة اسبوع أو اسبوعين أو حتى شهر , ولكن أتمنى أن يتم ايقافه نهائياً لأنه قام بخرق لأبسط قواعد المهنية الإعلامية، كما أن ما فعله يساعد فى اتجاه هدم الدولة المصرية ولم يراع حرمة أرواح الشهداء التى قدموها فداءا للوطن والشعب , أو مشاعر أسر هؤلاء الشهداء الأبرار . وفى النهية أقول : أتمنى ألا تتدخل بعض الشخصيات ذات النفوذ فى الدولة أو بعض الجهات رفيعة المستوى لحماية أحمد موسى ومنع اتخاذ أية إجراءات ضده , بل أطالب بتحويله لمحاكمة عاجلة بسبب هذه الإنتهاكات والتجاوزات المهنية التى تضر بالأمن القومى وتؤثر على معنويات رجال الشرطة خاصة والشعب المصرى بصفة عامة .