أفاد مصدر عسكري عراقي، أن مسلحي تنظيم "داعش" الإرهابي سيطروا، مساء الإثنين، على قريتين غربي محافظة كركوك شمالي البلاد، في ظل انشغال قوات الجيش في عملية بسط الأمن في المدينة مركز المحافظة. وقال المصدر، وهو ملازم في الجيش العراقي، للأناضول إن "مسلحي داعش سيطروا على قريتي الملح وطويليعة التابعتين لقضاء الدبس"، الواقع على بعد نحو 45 كم غرب مدينة كركوك مركز المحافظة التي تحمل الاسم نفسه. وأضاف المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه؛ لكونه غير مخول بالتصريح للإعلام، أن "مسلحي داعش انتشروا في القريتين وسيطروا عليهما، مستغلين عدم وجود قوات أمنية فيهما، وانشغالها بالحملة العسكرية التي جرت اليوم بكركوك". وأشار أن "المسلحين يتحركون نحو حقول (باي حسين) النفطية في تلك المنطقة بهدف السيطرة عليها". وأوضح أن "عملية انتشار داعش في المنطقة رافقها نزوح للمدنيين نحو المناطق المجاورة". وتوقع المصدر أن تشن القوات العراقية هجومًا مضادًا، لاستعادة السيطرة على القريتين، لافتًا أن مسلحي "داعش" المهاجمين هم من الفارين من قضاء الحويجة (جنوب غربي كركوك) الذي استعادته القوات العراقية مؤخرًا. ولم يتسنَ للأناضول الحصول على تعقيب فوري من الجيش العراقي بشأن ما جاء في تصريحات المصدر، كما لم يصدر عنه بيان بهذا الخصوص. واستعادت القوات العراقية السيطرة على مدينة كركوك ومناطق شاسعة جنوبي وغربي المدينة، خلال عملية عسكرية بدأت منتصف ليلة الأحد/الإثنين، انسحبت خلالها قوات الإقليم (البيشمركة) من المنطقة دون مقاومة تذكر. وكان البرلمان العراقي قد صوّت على قرارات سبتمبر/أيلول الماضي، تضمن إجراءات ضد الإقليم، عقب استفتاء الانفصال الباطل الذي نظم يوم 25 من ذات الشهر، من بينها إلزام الحكومة الاتحادية بنشر قوات في المناطق المتنازع عليها وعلى رأسها كركوك. وترفض بغداد إجراء أي حوار مع إقليم الشمال، إلا بعد إلغاء نتائج الاستفتاء الباطل الذي تؤكد الحكومة العراقية أنه غير دستوري، وترفض التعامل مع نتائجه. وسيطرت البيشمركة على كركوك والمناطق المحيطة بها، عقب انهيار الجيش العراقي أمام تقدم مسلحي تنظيم "داعش" الإرهابي صيف 2014.