فى ظل ما تشهده حاليًا الساحة السياسية من توتر شديد على خلفية عدد الأزمات الساخنة مثل رد الفعل الغاضب من محاكمة مبارك ونجليه والعادلى ومعاونيه الستة, فضلاً عن اشتعال صراع الرئاسة, وأزمة لجنة تأسيس الدستور, ثم ترقب حكم المحكمة الدستورية فى حل البرلمان وتطبيق قانون العزل السياسى.. يقفز إلى المشهد السياسى عبر الشاشات الفضائية التى بات المصريون يلهثون وراءها كل مساء ذات الوجوه التى تجيد فن الخطابة واللعب بمشاعر البسطاء, وكل منهم يغنى على ليلاه, ويكيل المدح للطرف الذى يؤيده ويسب ويلعن منافسه بأقذع الشتائم والاتهامات, ولا يراعى هؤلاء الذين يبحثون عن مصالح شخصية لا مصالح الوطن أن هناك من يشاهدهم وينتظر حوارات راقية لا وصلات من الردح وقلة الأدب, وللأسف يجارى بعض المذيعين ضيوفهم ولا يديرون الحوار بمهنية, ومنهم من يعلن تأييده لطرف بعينه جاهرًا, ضاربًا الموضوعية والحيادية فى مقتل, ونسى الكثيرون أن الكلمة أمانة ويجب أن يقول الصدق والحق ولو على رقبته ولا يبيع ضميره لمن يدفع أكثر. قال الله تعالى: "إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد، ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد" [ ق: 17 - 18] وعن أبى هريرة رضى الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرًا أو ليصمت) رواه البخارى ومسلم. وقد روى الطبرانى من حديث أسود بن أصرم المحاربى، قال: قلت: يا رسول الله أوصنى، قال: "هل تملك لسانك؟" قلت: ما أملك إذا لم أملك لسانى؟ قال: "فهل تملك يدك؟" قلت: فما أملك إذا لم أملك يدى؟ قال: "فلا تقل بلسانك إلا معروفًا، ولا تبسط يدك إلا إلى خير". [ص: 334]. وخرج الطبرانى من حديث أنس عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: لا يبلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يخزن من لسانه، وخرج الطبرانى من حديث معاذ بن جبل، عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: إنك لن تزال سالمًا ما سكت، فإذا تكلمت، كتب لك أو عليك. وفى "مسند" الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو بن العاص، عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: من صمت نجا. وفى "الصحيحين" عن أبى هريرة، عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: إن الرجل ليتكلم بالكلمة ما يتبين ما فيها، يزل بها فى النار أبعد ما بين المشرق والمغرب. وخرج الإمام أحمد، والترمذى من حديث أبى هريرة، عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأسًا يهوى بها سبعين خريفًا فى النار. [ص: 335] [email protected]