في ظل قرارات الحكومة الأخيرة بزيادة أسعار الوقود، وإلغاء الدعم عن الدقيق، وزيادة أسعار فواتير الكهرباء والإنترنت، وتصاعد وتيرة الهجمات الإرهابية في سيناء وعمليات التصفية بحق المعارضين، انشغل المصريون بأزمات ذات صلة بالفنانين، فيما يرى خبراء أن مثل هذه الأزمات مفتعلة لإلهاء الشعب المصري عن الواقع الأليم الذي يعيشه. ومن بين تلك الأزمات، هجوم المطربة شيرين عبدالوهاب على المطرب عمرو دياب، قبل شهور، وتجدد أخيرًا، بعد أن قالت عليه "كبر وراحت عليه"، مؤكدة أنها "إساءة متعمدة، مش عايزة الحقيقة.. كان في حد واحد كنت أقصده، وأنا مش برجع في كلامي، أنا مش هقول أسماء، لكنها إساءة متعمدة، لأنه بدر من نفس الفنان الإساءة ليا لكن مش قدام الناس، لكنى حبيت أرد عليه أدام الناس كلها". وقبل عدة أيام، سخر رواد "السوشيال ميديا"، من كليب "ركبني المرجيحة"، وخاصة من المطربة الشابة دالي حسن، التي شاركت في الكليب، وأثارت السخرية بصوتها الطفولي ومكياجها المبالغ فيه، على الرغم من تجاهل مواقع التواصل الاجتماعي لها في البداية، باعتبارها المنتج "الأكثر غرابة". زاد الجدل، عندما كرمت إدارة مهرجان "أوسكار إيجيبت"، ممثلة الكليب، وقال المشرف على المهرجان مصطفى الدمرداش، إن "تكريم دالي يأتي لجهدها الواضح في العمل الفني الذي قدمته". غير أن المتحدث باسم نقابة المهن الموسيقية طارق مرتضى، تدارك الأمر وحاول امتصاص الغضب، من خلال إشارته إلى أن دالي مهددة بالحبس والغرامة في حال صعودها المسرح من أجل تقديم فقرة غنائية، لأنها ببساطة ليست عضوًا في النقابة. وبعيدًا عن ذلك، تزامن مع قرار الحكومة برفع أسعار الوقود وانتقال ملكية جزيرتي "تيران وصنافير" إلى السعودية، ظهور فيديو للفنانة غادة عبدالرازق، وهي في حالة عدم اتزان، ويظهر خلاله جزء حساس من جسدها، ما أدى إلى تحويل بوصلة اهتمام مستخدمي مواقع التواصل، ليصبح البحث عنه ومشاهدته والتعليق عليه الشغل الشاغل لملايين المصريين. وأظهرت الإحصائيات، تصدر اسم غادة عبد الرازق، عمليات البحث على محركات البحث من جانب المستخدمين في مصر خلال الأيام التالية للفضيحة، وأصبح هاشتاج "لايف غادة عبدالرازق" الأعلى تداولاً، متجاوزًا جميع اهتمامات رواد مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى. وعن أسباب اهتمام المشاهدين بتلك القضايا، قال هشام قاسم، الخبير الإعلامي، إن "الإعلام المصري منذ عام 1952 أصبح ينتهج نهجًا خاطئًا في عمله، ويتم استغلاله من قبل الأنظمة السياسية في توجيه الرأي العام، وهو ما يطلق عليه دعاية وليس إعلامًا، على عكس طبيعة العمل الإعلامي الذي يتمثل في توصيل المعلومة بحيادية ودون تحيز إلى المواطنين". وأضاف قاسم ل"المصريون"، أنه "نظرًا لفشل الإعلام المصري في الاهتمام بقضايا الصحة والتعليم والمجتمع، أصبح المشاهد يتجه إلى رؤية تلك القضايا والأزمات الهابطة". وقال الدكتور عبدالله الأشعل، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن "الأزمات الفنية المثارة على الساحة المصرية "مفتعلة" من قبل النظام، للتغطية على الأزمات الاقتصادية، وصرف انتباه الشعب عن الانتهاكات التي تحدث بحق المعارضة". وأضاف ل"المصريون": "النظام يعتمد على الإعلام ودعوى محاربة الإرهاب بصفة أساسية على بقائه، وهو ما عبر عنه السيسي في دعوته الأخيرة للإعلام بتشكيل "فوبيا إسقاط الدولة"، مشيرًا إلى أن "الفوبيا تعني خلق الوسواس القهري والشك في كل ما يدور حول الفرد داخل المجتمع".