رصدت عدسة "المصريون"، أجواء الحزن داخل منزل ضحية قسم منشية ناصر "جمال كمال عويضة"، وشهرته "كميل عويضة"، 42 سنة، الذي توفي قبل أيام قليلة في قسم شرطة منشية ناصر بعد القبض عليه بساعات، وذكر قسم الشرطة أنه انتحر داخل محبسه بواسطة "حبل" بسبب عدة مشاكل؛ بينها ظروفه المادية. وتقول والدة الضحية، 90 عامًا:"ابني كان كويس وعمره مازعل حد ولا عمل حاجة وحشة في حد، الحكومة قبضت عليه ظلم تقصد "ضابط الشرطة"، وهو قاعدة على القهوة مع أصحابه وقالوه إنه كان معاه رخصة مضروبة، وهو مكنش له أي تهمة ولا سابقة خالص وكان محترم والناس كلها بتحبه". وأضافت الأم المكلومة، وهي في حالة شديدة من الحزن والدموع تسيل من عينها، "غدروا بيه وفضلوا يعذبوه لحد ما مات وفي الآخر يقولوا إنه شنق نفسه بحبل". وتابعت: "أنا عاوزة حق ابني من الضابط اللي موته لأنه حرمني منه أنا وعياله ظلم". وفي تلك اللحظة تقطع حماة الضحية الحديث قائلة: "كميل كان ابني اللي مخلفتوش كان محترم ومؤدب وعمره ما عمل حاجة غلط ليه يموتوا ويحرموا ولاده الاثنين بشواي، وسمعان، منه"، متابعة "بنتي متجوزة من 10 سنين ومنه كتر احترمهم وأدبهم ومعاملتهم الحسنة معانا لما طلبوا ايد بنتي الثانية وافقت بسرعة". وأضافت "الضابط لما عذبه ومات نقله بعربية لمشرحة زينهم بدون علمنا، مطالبة برجوع حق الضحية وتنفيذ أقصى العقوبة على ضباط الشرطة المتهمين بتعذيبه حتى الموت". بخيت عبده ابن عم المتوفى التقط طرف الحديث قائلًا: "أنا مصمم على لفظ "قتيل" لأنه قتل على يد ضباط شرطة قسم منشأة ناصر ولم ينتحر". واستطرد: "بعد معرفتنا خبر وفاة "كمال القتيل" قمنا بالتجمهر أمام المشرحة، ووقتها هرب الضباط الذين قاموا بتعذيبه، ووصلت إلى الغرفة التى ادعى الضابط أنه قام بشنق نفسه فيها، وهى ضيقة جدا لم يستطع فعل شيء بداخلها، بالإضافة إلى أن هناك ثلاثة شهود على واقعة تعذيب ابن عمى القتيل، وتم نقله من غرفة الحبس إلى غرفة أخرى تسمى بغرفة "مسرح العمليات"، الجميع يعرفها هناك، وتابع: "تهمة كمال كانت لا تدينه وظهرت الحقيقة ولكن الضابط لم ير سوى الظلم". وعقب نجل عم الضحية: "كميل تعرض للإهانة والتعذيب بشهادة الشهود التى تم إسنادها بتحقيقات النيابة"، لافتًا: "لو كان ابن عمى فقير أو مش قادر يصرف على ولاده، كان راح رمى نفسه من فوق كوبرى قصر النيل، زى ما بنسمع عن الناس اللي بتمر بضائقة مادية، لكن كميل مرتاح ماديا وولاده بمدارس خاصة وهو يقدم المساعدات المادية للبعض، فلماذا سيقبل على الانتحار؟". وتساءل ابن عم القتيل: "ما الإجراءات التي تتخذ مع متهم تم القبض عليه دون إذن نيابة، بحجة الاستثناءات؟ ولماذا تم حبسه انفراديًا، والأهم من ذلك من أين جاء بالحبل الذى ادعى ضباط القسم أنه أداة انتحاره؟"، مطالبًا دولة القانون بأن تأخذ مجراها وتعيد حق أطفال كمال عويضة اليتامى، حسب قوله. ومن جانبه قال ماجد عادل، محامى الضحية، إن ادعاء قسم الشرطة بانتحار الضحية أمر غير مقبول لأنه لا توجد أسباب تدفع الضحية للانتحار؛ لأن "جمال" شاب ميسور الحال ماديا ولديه طفلان وليس مطلوبًا أو ضده أى أحكام حتى يقبل على الانتحار".