هى محاورة تلفزيونية "مضحكة مبكية" كما هو حال مصر منذ عصر المتنبى الذى وصف الضحك فيها كالبكاء.. بقوله: ( وكم فى مصر من المضحكات// ولكنه ضحك كالبكاء).. أما طرف المحاورة الأول فهى الدكتورة منال عمر، أستاذ الصحة النفسية بجامعة عين شمس، والطرف الثانى فهو الإعلامى محمود سعد ومكانها قناة "النهار" وأما "البعبع" فهو المرشح الإخوانى "الدكتور محمد مرسى". من أطلق عليه هذا اللفظ؟ ولماذا؟ وهل هو مدح له أم ذم فيه؟ أم كما يقول أهل اللغة: "الذم بما يشبه المدح، أو المدح بما يشبه الذم".. تعالوا نعرف القصة كاملة.. وقبل الحديث فالدكتورة منال عمر -ضيفة البرنامج- لا تمت لأى تيار دينى بصلة لا إخوانيًا ولا سلفيًا، وقد ظهرت على سجيتها تمامًا، لا تلبس نقابًا ولا حجابًا إنما بفستانها العادى وكاشفة لوجهها و لشعرها- أقول هذه الجملة الاعتراضية حتى لا يحمل أحد كلامها لحساب تيار إسلامى ما.. والدكتورة هى التى أطلقت على مرسى اللقب وهى تمدحه بالطبع لا تذمه وتدعو إلى انتخابه فى جولة الإعادة بدلاً من شفيق واصفة الأخير بأنه "تلطخت يداه بدماء الشهداء فى موقعة الجمل". وهى ترى أن النظام العسكرى القائم حاول إعادة "الفزاعة" التى أخاف بها النظام القديم الشعب المصرى لعقود، مستخدمًا نفس عبارات التخويف من أن جماعة الإخوان المسلمين وتيار الإسلام السياسى سيعمل على تخلف البلاد والرجوع بها إلى الوراء وإلى عصور التخلف والظلام، وأنه سيحبس النساء فى المنازل وخلف النقاب، وأنه سيمنع الخمر والمايوه.. ...إلخ و تنتهى إلى قاعدة أنه (خلاص الشعب المصرى مش خايف من "البعبع")، وقالت كلامًا منطقيًا: "إحنا الشعب الذى صوت بنسبة ال50% سنكون الضمانة الوحيدة التى تضبط أداء رئيس الجمهورية محمد مرسى المحسوب على الإخوان، وسوف نكون له شركاءً فى تحديد مصير مصر لأننا الأقوى". وحسب تخصصها النفسى فقد فرقت الدكتورة منال بين نوعين من الخوف صدرهما إعلام النظام البائد ومرشح الفلول شفيق للشعب المصرى خلال فترة الدعاية الانتخابية وهما: الخوف والهلع ( الفير والفوبيا)، معتبرة أن الخوف يأتى من شىء معرف، أما الهلع فمن شىء غير معرف؛ لذا اعتمد مرشح الفلول على فلسفة تخويف الشعب وهلعه من نجاح "البعبع"، باعتباره كائن غير معروف وأنه سيخرج ليأكل لحمك ويرجعك قرون للخلف لأيام هاروت وماروت.. وأن البعبع سيأتى ويلبس النساء الطرح والنقاب، ويجلد الشعب، ويعمل فيهم حاجات كثيرة جدًا.... وهيمنع شرب الخمر.. مؤكدة رأى الفلول أن "البعبع" لازم يطلع حتى نقف محلك سر، ونكون زى ما إحنا ونخاف من "المحظورة". وأجمل ما قالته فى محاورتها واتسم بالقوة والتحدى والسخرية فى آن واحد هو: "وأرجع أقولك مرة ثانية يا محمود أنا عايزة "البعبع"، أنا ما بخفش من "البعبع"، وتوجه السؤال لسعد:"وأنت مش عايز "البعبع"؟ فيرد سعد على الفور: "أنا عايز محمد مرسى".. معدتش خايف منه يا دكتورة.. فتقول: "وأنا كمان عايزاه".. ألم أقل لكم : إن الشأن المصرى الآن يضحك ويبكى فى آن واحد؛ لأن الشعب الذى تم تحييده وتجهيله وتجميده عقود طويلة كأن يضحكونه لحد القهقهة وهم يسلبون منه حريته، ويبكونه لحد النزف دمًا من الأجساد قبل العيون، وهم يسرقون أيضًا وقته وحريته ويحبسون الكلمة فى صدره. هو نفس الشعب الذى لا يريد أن يتحرر من " الفزاعات القديمة" ولا يزال يردد تلك "الأسطوانات المشروخة"، ولا يريد أن يتعرف أنه شب عن الطوق وأن ثورة قامت لتخرجه من هذا الطوق حتى يعيش الحرية الحقيقية. يبدو أن الشعب لم يفق من هذه السكرة حتى الآن فكثير ممن يدعون التعلم والتثقف يتوجسون خيفة من مرسى ومن كل إنسان يحرص على صلاته ووضوئه، ويرون أن الدين حرب على الحياة، لاسيما إن كان هذا الدين يأتى فى لباس الإخوان "أو الجماعة المحظورة " كما كان يحلو للنظام السابق أن يطلق عليها ويدندن إعلامه حولها مكتوبًا ومسموعًا، و"مسموعًا مرئيًا" أيضًا.. سأختم كلماتى بمقولة محمود سعد الساخرة وهو يخاطب جمهوره: وأنتم كلكم لازم تعوزوا "البعبع"، وعمرنا ما سمعنا إن فيه حد مات من "البعبع"، ولا واحد استشهد من "البعبع"؟! ◄◄ آخر الكبسولات: ◄ ◄مذبحة إنسانية للأطفال الأبرياء فى مدينة" الحولة" السورية. = سؤالى: هى اسمها "الحولة" ولا عيونا هى إللى"حولة" ؟! دمتم بحب [email protected]