ما حصل عليه رئيس وزراء موقعة الجمل من أصوات هو كارثة بكل المقاييس ولكنها نتاج طبيعى لتضافر جهود قوى الشر والثورة المضادة منذ خلع الطاغية ونجاحهم فى إدخال مصر فى سلسلة من الأزمات المتتالية؛ أدت لانقسام وتفرقة الشارع المصرى وجعلت السواد الأعظم مهمومًا بانعدام الأمن ولقمة العيش، ناقمًا على الثورة، خائفًا على مستقبله حتى أصبحت ثقافة الكثيرين فلنكتفى بهذا القدر من الثورة! وتلك الكارثة أنعشت آمال الفلول فى الخروج من البلاعات إلى صدارة المشهد مرة أخرى للقضاء على ما تبقى من الثورة كفرصة أخيرة إن ذهبت لن تعود وهذا يحملنا مسئولية كبيرة تفرض علينا كثوار أن نحول صدمتنا إلى لحظة إفاقة جاءت فى الوقت المناسب كفرصة أخيرة إن ذهبت أيضًا لن تعود بمعنى أننا أمام فرصة واحدة فقط إذا اقتنصها الفلول ماتت الثورة وإذا اقتنصاها نحن استمرت الثورة. وبنظرة متفائلة للنتائج نجد أن مرشحًا الفلول حصلا معاً على حوالى 36% تقريباً بما يعنى أن معظم الشعب لم يصوت للفلول، وأن مرشحاً آخر حسب نفسه على الثورة عاقبه الشعب بفضيحة حصوله على عدد لا يذكر من الأصوات لأنه أول من اقترح المبادئ فوق الدستورية وترشح على قائمة حزب كرتونى عقيم كان من أركان نظام مبارك، ولم تكن مفاجأة أن بعض من ترشحوا بتوكيلات من المواطنين لم يحصلوا حتى على أصوات من حرروا التوكيلات. وأيضاً يجب أن نفيق لبعض الأحزاب التى أسسها الفلول بعد الثورة لترتدى عباءتها وانضم لها الأحزاب الكرتونية فى عصر المخلوع، والذين أعلنوا دعمهم لعمرو موسى معتقدين أن درجة فلوليته أقل متناسين أن السرطان يقتل إن تمكن وليس له درجات، وأن توضع تلك الأحزاب تحت المنظار الفترة القادمة حتى لا تستمر كقواعد خفية لعصابة مبارك. ولعله فضل من الله أن نوضع فى هذا الامتحان الصعب حتى لا نستهين بعصابة مبارك وحتى تعود إلينا روح الثورة لتحتم علينا جميعاً أن ننسى خلافاتنا السياسية وأن نتوحد على قلب رجل واحد اختار الصندوق أن يكون مرشح حزب الحرية والعدالة ومرشح الثورة ومرشح كل المصريين فى مواجهة عصابة مبارك التى يرأسها مؤقتاً أحمد شفيق، ويجب أن يبادر الجميع حتى ولو بمبدأ أنا وأخويا على ابن عمى وأنا وابن عمى على الغريب وخاصة صباحى وأبو الفتوح والقوى الإسلامية والثورية والأحزاب غير الكرتونية والمفكرين والأدباء والفنانين والرياضيين، وأهالى الشهداء إلى توحيد الصفوف ودمج برامج جميع المرشحين فى برنامج واحد ولا بديل عن هذا. وأحب أن أوجه نصيحة إلى وسائل الإعلام أن يتقوا الله فى مصر على الأقل فيما تبقى حتى الإعادة التى تتم بين لونين أحدهما أسود ومنيل بستين نيلة، ولن ينخدع البسطاء تلك المرة فكفاكم ما مضى ولا تستكملوا تحميل ما حدث للشعب. ورسالة إلى الكنيسة المصرية التى أخطأت بتوجيه أتباعها بالتصويت لعصابة مبارك رغم تنوع وكثرة المرشحين وراهنت على عودة نظام بائد قتل المصريين وأذلهم وأفقرهم أن تراجع موقفها. سؤال أخير لشفيق مرشح البونبونى هل تقبل أن تكون رئيساً لشعب يضربك بالحذاء، أينما ذهبت أم ستمنع الشعب من ارتداء الأحذية. [email protected]