قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية, إن عدد الضحايا المدنيين في غارات التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة في العراقوسوريا, زاد بشكل مرعب, دون أي محاسبة. وأضافت الصحيفة في مقال لها في 20 يونيو, أن القيادة الأمريكية الوسطى (سينتكوم) أكدت مطلع الشهر الجاري مقتل ما لا يقل عن 484 مدنيا بضربات التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة. وتابعت "القيادة الوسطى كانت أعلنت أيضا قبل أربعة أشهر عن مقتل 199 مدنيا بحملات القصف الجوي في الموصل شمالي العراق, رغم أن تقديرات الجهات المستقلة تقول إن العدد يرتفع إلى أربعة آلاف مدني". وأشارت الصحيفة إلى أن قنبلة تزن خمسمائة رطل ألقتها الطائرات الأمريكية وكانت تستهدف تنظيم الدولة في الموصل, أسفرت عن مقتل 105 مدنيين عراقيين في 17 مارس الماضي. واستطردت الصحيفة " رغم سقوط عدد كبير من القتلى في صفوف المدنيين في الموصل بالعراق والرقة بسوريا, فإن الجيش الأمريكي خفف من المراقبة والتحقيق والمحاسبة بشأن مثل هذه الخسائر". وخلصت إلى القول :" إن الولاياتالمتحدة تسقط عددا كبيرا من القنابل في الموصل والرقة، حيث زادت في الأشهر الأربعة الأولى من ولاية الرئيس دونالد ترامب بنسبة تفوق 20% عما كانت عليه في الأشهر الأربعة الأخيرة من فترة سلفه باراك أوباما". وكانت صحيفة "الجارديان" البريطانية, قالت أيضا إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتحمل المسئولية كاملة عن الازدياد غير المسبوق في عدد القتلى من المدنيين في الموصل العراقية والرقة السورية. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 19 يونيو, أن الارتفاع المخيف في عدد القتلى المدنيين بالموصل والرقة تزامن مع وصول ترامب لسدة الحكم في الولاياتالمتحدة، وإطلاقه يد الجيش الأمريكي ليفعل ما يشاء بزعم محاربة الإرهاب. وتابعت " الأمر المثير للسخرية, أن الغرب ينتقد القتل الوحشي للمدنيين من قبل القوات الروسية والسورية، ويقوم في الوقت ذاته بارتكاب جرائم مماثلة ضد المدنيين في الموصل والرقة". ونقلت الصحيفة عن كبير المحققين في جرائم الحرب ببعثة تقصي الحقائق الأممية المستقلة بشأن سوريا باولو سيرغيو بنهيرو، قوله :" إن تكثيف غارات التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة في الرقة تسببت في خسائر تفوق الوصف، ليس بالأعداد الكبيرة للقتلى فقط, بل بهروب 160 ألفا من منازلهم". وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية نقلت أيضا في مطلع يونيو عن تحقيق أجرته منظمة "إيروارز" غير الحكومية التي تتخذ من لندن مركزا، أن عدد القتلى المدنيين هو ثمانية أضعاف ما تؤكده الولاياتالمتحدة. وقالت المنظمة, التي تجمع المعلومات المنشورة حول عدد الضحايا المدنيين, إن 3100 مدني على الأقل لقوا مصرعهم إثر الغارات الجوية الأمريكية على العراقوسوريا منذ بدء الحرب على تنظيم الدولة. وأوضحت الصحيفة أن العمليات العسكرية للسيطرة على معاقل تنظيم الدولة كالموصل والرقة لعبت دورا مهما في ارتفاع عدد القتلى. ولفتت الصحيفة إلى أن القادة العسكريين حصلوا على حرية أكبر في اتخاذ قرارات بشأن الغارات الجوية على سورياوالعراق في الأيام الأخيرة من إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، وهو اتجاه تعزز هذا العام تحت إدارة الرئيس دونالد ترامب. وكشفت منظمة "إيروارز" في تقريرها أيضا أن الولاياتالمتحدة ساعدت حلفاءها في التستر على أعداد القتلى المدنيين جراء هذه الغارات، وأن الحلفاء ضغطوا على واشنطن والتحالف الدولي لمنع نشر تفاصيل الضربات. وتعليقا على التقرير، قال وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس إنه لا مفر من سقوط ضحايا مدنيين في الحرب على تنظيم الدولة في سورياوالعراق، مضيفا أن بلاده "تبذل كل ما في وسعها إنسانيا" لتفادي ذلك، على حد قوله. كما أعلن الجيش الأمريكي في 3 يونيو أن الخسائر بين المدنيين في سورياوالعراق بلغت 484 قتيلا منذ بدء الحملة العسكرية ضد تنظيم الدولة عام 2014، نافيا اتهامات بتخفيف المعايير الخاصة بحماية المدنيين. وحسب "رويترز", قالت القيادة العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط في بيان لها, إنه "استنادا إلى المعلومات المتوافرة، يقدر التحالف الدولي أن 484 مدنيا على الأقل قتلوا في شكل غير متعمد" منذ 2014، موضحا أن ارتفاع العدد يعود في جانب منه إلى زيادة في وتيرة العمليات في مناطق حضرية كثيفة السكان.