الطعام سيئ والصلوات داخل الزنزانة والزيارات الخارجية هي الفرحة الوحيدة في شهر الوم الجلوس على مائدة الإفطار حسب الأقدمية داخل السجن.. وخبير أمني: روحانيات رمضان ليس لها أثر داخل السجون حددت الشريعة الإسلامية الأشخاص المفروض عليهم الصيام دون أعذار، وهو كل من شهد الشهر الكريم فليصمه طالما أنه لم يكن لديه أى عذر شرعى للإفطار، هذا للإنسان العادى الذى يمارس حياته الطبيعة دون أى قيود، فما بالنا بشخص سجين يحاصر بين أربعة جدران وخارج هذه الجدران يوجد سجّان يعد عليه أنفاسه، كيف لهذا الشخص أن يقضى يومه وهو صائم فى شهر رمضان دون أن تتوفر له جميع ملتزمات الحياة من مأكل ومشرب وراحة بال، لكى يؤدى العبادة دون أن يحاصر داخل السجن. فقد أكد عدد من السجناء المفرج عنهم، والذين قضوا رمضان داخل السجون، أن شهر رمضان لا يختلف عن بقية شهور السنة، وأن إدارة السجن كانت تعاملهم فيه بنفس طريقة التعامل فى أى شهر آخر، فلم يحمل الشهر الكريم لهم أى فرق، وأن شهر رمضان صعب على الكثير من السجناء، خصوصا من لديه أسرة وزوجة وأطفال ويريد أن يقضى معهم بعض الوقت، وأن إحساس الظلم والحسرة يكون عاملاً مشتركًا للجميع فى السجن بلا استثناء. وأشاروا إلى أن الكثير من المساجين داخل السجن فى رمضان كانوا يحمدون الله أنهم ملتزمون بالصوم والصلاة، وأنهم يؤدون التراويح والصلاة بانتظام داخل الحجز الخاص بهم أو إذا سمح لهم بالصلاة مجمعين. فأحمد ماهر، القيادى بحركة 6 أبريل، حكى المعاناة داخل السجن فى رمضان بعد خروجه قائلا: "رمضان داخل السجن.. لا يوجد إفطار مع العائلة والأحباب والأصدقاء، وليس هناك ولائم ولا عزائم ولا زيارات ولا إعادة تواصل مع من بعدتهم الحياة والمسافات، ولا يوجد بالطبع صلاة تراويح جماعية، لأنه غير مسموح بصلاة الجماعة للمجرمين الخطرين من أمثالي، وبالطبع غير مسموح بصلاة العيد". وعن العيد، فيقول ماهر: أما عن يومى عيد الفطر وعيد الأضحى فهما أكثر الأيام سوءًا وكآبة على نفسي.. حيث لا شمس ولا حياة ولا حركة ولا بشر، فقط حبس وصمت تام لمدة 5 أيام أو أكثر حتى تنتهى ما يُطلق عليها "أيام الطوارئ" والتشديد بسبب إجازات الموظفين، ومنها بالطبع إجازات الضباط. أما زوجة الصحفى إبراهيم الدراوي، الذى يقبع فى السجن على ذمة قضية التخابر مع حماس، فتقول "إن زوجها أمضى أكثر من رمضان فى السجون، وهو نفسيًا مش مبسوط، بيفطر لوحده، بعيد عن أولاده اللى هما كمان بيفطروا لوحدهم بعيد عنه، وعند زيارته فى رمضان الماضى كان لزوجها حديث قصير مع أبنائه حثهم فيه على التمسك بالصوم فهم أطفال وكانوا مرهقين من الحر أثناء الزيارة، فهو كان يحاول أن يصبرهم على الصيام وأوصاهم بالصيام طول الشهر". لكن خبراء الأمن، أكدوا أن رمضان فى السجون لا يختلف كثيرا عن الأيام الطبيعية، فالطعام السيئ طوال العام موجود أيضَا فى رمضان وغيره، بخلاف فساد الطعام وعدم جودته، ومخالفته للمطابقات القياسية، بالإضافة إلى أن روحانيات رمضان منعدمة داخل السجن. وفى إطار ذلك، رصدت "المصريون" بعض الحالات التى قضت شهر رمضان لعدة سنوات داخل السجن والذين أفرج عنهم مؤخرًا. الزيارات الخارجية طوق النجاة للمساجين فى رمضان فى البداية، يقول "محمد. أ" والذى قضى خمس سنوات داخل سجن ليمان طرة، والذى أفرج عنه منذ أشهر قليلة، إن شهر رمضان داخل السجن نراه ينقسم لأكثر من نوع، فالنوع الأول من الأشخاص الذين لا يهتمون برمضان أو غيره لأنهم دائما مفطرون وهم بعض المتهمين الجنائيين أصحاب التهم التى تتعلق بالمخدرات وغيرها، فهم لا يهتمون كثيرا بالشهر الكريم ويعيشون بمنتهى اللامبالاة لأن هذه حياتهم. وأضاف محمد، أن النوع الثانى من الأشخاص داخل السجن هم السجناء السياسيون الإسلاميون، وهم بطبيعة الحال يؤدون الفرائض باستمرار سواء فى رمضان أو غيره من الشهور، أما النوع الثالث من الأشخاص فهم أصحاب الهوى كأمثال الأشخاص خارج السجن، يأتى رمضان يؤدون الصلاة ويلتزمون أما عندما ينقضى رمضان فينسون كل شيء. وأكد محمد، أن الطعام الذى كان يقدم فى شهر رمضان لا يختلف كثيرًا عن الأيام العادية، ولولا الزيارات التى تأتى من الخارج لبعض السجناء لهلكوا جوعًا، لأن "أكل السجن لا يسمن ولا يغنى من جوع". وأضاف محمد، أنه عند وقت الإفطار فى شهر رمضان الكريم يجتمع الكثير من السجناء كل حسب الأقدمية ويطهون الطعام ويجلسون وقت الإفطار على مائدة كبيرة مجمعة، وكل سجين يأتى بزيارته ويضعها على المائدة. وأشار محمد إلى أن رمضان صعب على الكثير خصوصًا من لديه أسرة وزوجة وأطفال، ويريد أن يقضى معهم بعض الوقت، فإحساس الظلم والحسرة يكون عاملاً مشتركًا للجميع فى السجن بلا استثناء. المساجين كانوا يحمدون الله أنهم ملتزمون بالصوم والصلاة من ناحيته، أكد "عبده. ر" أحد السجناء الذى قضى 3 سنوات من عمره داخل سجن طرة، أنه مهما بلغت درجة الأكل والشرب والحياة داخل السجن، فلن تعوض جزءًا واحدًا من حياة المنزل والأهل فى رمضان خارج السجن. وأضاف "عبده"، أنه لا يهم ما كان يقدم من أنواع الطعام فى رمضان أو كيف كنا نقضى هذا اليوم، المهم أننا كنا محرومين من الحرية والمعيشة وسط الأهل. وأكد "عبده" أن الكثير من المساجين داخل السجن فى رمضان كانوا يحمدون الله أنهم ملتزمون بالصوم والصلاة، وأنهم يؤدون التراويح والصلاة بانتظام داخل الحجز الخاص بهم، أو إذا سمح لهم بالصلاة مجمعين، وعلى الرغم من ذلك، فالكل كان يحاول أن نخلق جوًا من البهجة والسرور فى شهر رمضان، من خلال بعض الأناشيد الدينية أو قراءة القرآن والجلوس فى نظام حلقات بعد صلاة العشاء، حتى قرب صلاة الفجر، وهو أمر يهون على الجميع كثيرًا من المشقة والحرمان داخل السجن. قطري: رمضان فى السجون لا يختلف عن الأيام الطبيعية من جانبه، قال العميد محمود قطرى الخبير الأمني، إن رمضان فى السجون لا يختلف كثيرًا عن الأيام الطبيعية، فالطعام السيئ طوال العام موجود أيضَا فى رمضان وغيره، بخلاف فساد الطعام وعدم جودته، ومخالفته للمطابقات القياسية. وأكد الخبير الأمني، أن روحانيات رمضان ليس لها أثر داخل السجون، فالحياة خلف القضبان تختلف كليًا عن خارجها، فلا توجد زيارات استثنائية للمساجين. وأكد قطري، أن عملية تخزين الطعام فى رمضان هى سيئة للغاية، فلا توجد ثلاجات داخل الزنزانة كما يعتقد البعض أو مبردات، وتصاب عملية التخزين بالفشل، لأنها تستمر وقتًا طويلاً داخل الزنزانة، وتنتهى صلاحية الطعام. وأكد الخبير الأمني، أنه لا يوجد مانع قانونى من تنفيذ أحكام الإعدام فى رمضان إذا اقتضت الضرورة، إلا أن إجراءات التأخر فى التنفيذ تكون متعمدة من جانب القضاء، حتى يتم التأكد تمامًا من إدانة المتهم، وحتى لا يظهر دليل آخر بعد تنفيذ حكم الإعدام عليه. وتابع قطري، أن تأخر إعدام المتهم لما بعد شهر رمضان لا يحتاج إلى تشريع قانوني، وليس للسياسة دور فيها، فالجرائم دائمًا ما تكون متشعبة، وتسعى المحاكم جاهدة إلى إظهار الحقيقة دون أى مواءمات سياسية.