تتوقع صحيفة " واشنطن بوست " – الأمريكية – أن تأتي أول انتخابات رئاسية في تاريخ مصر بمردوداً كبيراً للثورة الشعبية التي أطاحت بثلاثة عقود من ديكتاتورية مبارك. ووصفت الحملات الانتخابية للمرشحين التي بدأت في 30 من أبريل الماضي بأنها " حدث غير مسبوق" لأمة حكمها ديكتاتور 30 عاماً. وقالت إن الحالة المزاجية للمصريين عشية الانتخابات التي ستحدد من هو رئيس مصر المنتظر قد تراوحت بين التكهرب والتفاؤل مما يعيد للأذهان حالتهم عشية الإطاحة بمبارك قبل عام، وتابعت أن المصريين رغم ارتياحهم إلا أنه ينتباهم بعض الشعور بالمرارة ؛ إذ من المحتمل أن توسع نتائج الانتخابات الهُوة التي أرهقت مختلف القوي الاجتماعية خلال فترة الاضطرابات التي شهدتها مصر بعد الثورة . وتري الصحيفة أنه لا يمكن الاعتماد علي استطلاعات الرأي سواء المحلية أم الدولية للتنبؤ بنتائج تلك الانتخابات متابعاً أن الانتخابات باتت ميداناً للتنافس بين المصريين المؤيدين لأحد المرشحين المحسوبين علي تيار الإسلام السياسي ، وبين بعضهم الأخر المؤيد لرجل الدولة العلماني وإن كان منتمياً إلي " فلول " النظام السابق. وتستبعد "الواشنطن بوست" قيام أحد المرشحين بتزوير الانتخابات لصالحه كما كان الحال في عهد المخلوع مبارك ؛ إلا أنه من الممكن وقوع بعد المخالفات والانتهاكات وفقاً لسياسيين وناخبين . لافتا ً إلي أن اثنين من المرشحين كانوا قد تقدموا برفع شكوي بشأن وقوع تزوير خلال تصويت المصريين بالخارج الأسبوع الماضي ، والتي حظي فيها محمد مرسي مرشح جماعة الإخوان المسلمين بنسب تصويت مرتفعة . وذكرت أن عدد المراقبين الدوليين الذين تم اعتمادهم من قبل السلطات المصرية لمراقبة الانتخابات هذا الأسبوع هم أقل ممن كانوا قد جاءوا لمراقبة الانتخابات البرلمانية . لافتاً أنهم قد حصلوا علي التراخيص في اللحظات الأخيرة ، الأمر الذي أثار شكواهم بأن ذلك لم يعطيهم الوقت الكافي للاستعداد . وقالت إن التلفزيون المصري – الذي تخضع سياسته التحريرية لرقابة المجلس العسكري – قد كثفت من حملة شفيق - آخر وزراء نظام مبارك - الانتخابية خلال الأسابيع الماضية . وتقول إنه ليس من الواضح عما إذا كان المجلس العسكري سيلتزم بالموعد المحدد لتسليمه السلطة للمدنيين في 30 من يونيو المقبل وتسألت – في الوقت نفسه - عن كيفية تخليه بشكل كامل عن السيطرة متابعاً أن الدستور الجديد لم يكتب بعد ، كما أن محاولة المجلس العسكري التي كانت متوقعة باعلان مدي صلاحيات الرئيس المنتخب قد قوبلت برفض شديد . وتتوقع الصحيفة أن يدخل شفيق جولة الاعادة في الانتخابات أمام أحد المرشحين الشهر المقبل ؛ إذا تم حصول اثنين من المرشحين علي نسب متساوية خلال الجولة الأولي من سباق الرئاسة. وتابعت أن موسي الذي يعتبره الثوار من "فلول " النظام السابق هو الآخر يدافع عن نفسه بأنه ترك منصبه قبل عشرة سنوات من الاطاحة بمبارك . وقالت إن حمدين صباحي الذي يحاول السير علي ضرب الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بتبنيه الفكر الاشتراكي ، يعد المرشح العلماني الوحيد الذي لا تربطه أي علاقات مع النظام السابق ، مشيرا ًإلي أن شعبيته قد ارتفعت خلال الأسابيع الأخيرة وأن أغلبية مؤيديه من شباب الثورة الذي لا يرغبون تأييد الإسلاميين أو " فلول " النظام السابق .وتري أنه لايزال " الحصان الأسود " . وتابعت أن أبرز المرشحين الإسلاميين فهما : محمد مرسي مرشح جماعة الإخوان المسلمين والذي يحظي بدعم أكثر القوي سياسية تفوقاً من الناحية التنظيمية ؛ لكنه يفتقر إلي الكايرزما بخلاف الشاطر المرشح الأول للجماعة والذي قامت اللجنة العليا للانتخابات باستبعاده ، أما المرشح الثاني فهو الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح القيادي المطرود من جماعة الإخوان لاصراره علي خوض الانتخابات الرئاسية في الوقت الذي كانت تعارض فيه الجماعة ذلك . لافتاً إلي أنه قد اجتذب قطاع واسع من المؤيدين بمن فيهم الثوار العلمانيين ، والليبراليين ، والسلفيين المتشددين . من جانبها قالت صحيفة " فاينانشيال تايمز " – الأمريكية – إن سكان الريف في مصر والذين يشكلون ما يقرب من 57 % من سكان مصر والذي قد ذهبت معظم أصواتهم لتأييد حزبي الحرية والحدالة – الجناح السياسي لجماعة الإخوان الممسلمين – وحزب النور – السلفي ، ليحصول علي أكثر من نصف مقاعد البرلمان ، قد دافعتهم الحاجة للأمن والاستقرار ، وفقدانهم الثقة في الإسلاميين. بخلاف الظروف وقت الانتخابات البرلمانية الذي كان مطلبهم الأول فيه هو الانتقام من نظام مبارك . وأوضحت أن الريفيين ستكون أصواتهم مُجزأة كما هو الحال في المناطق الحضرية لافتاً إلي أنهم قد قالوا بأنهم سيصوتون لصالح واحد من الثلاثة مرشحين العلمانيين : موسي ، وشفيق ، أو صباحي . أما أولئك الذين قالوا أبنهم سيصوتون لصالح الإسلاميين فقد انقسموا تأييد بين مرسي وأبو الفتوح .