قادت مصر الأقطار العشرة جنوب المتوسط نحو مقاطعة شبه شاملة لأعمال القمة المتوسطية ، التي عقدت أمس علي مستوي قادة تلك الدول في مدينة برشلونة الأسبانية ، بمشاركة جميع قادة الدول الأوروبية ، وذلك بفعل تبني القمة لأجندة تستهدف نشر الدمقرطة والإصلاح السياسي ودعم منظمات حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني . وسمح جدول أعمال القمة لوفد من برلمان الاتحاد الأوربي بإثارة قضية تزوير الانتخابات المصرية والعدوان علي المعارضين ومصادرة حقوقهم وهو ما جعل الوفد المصري يستشيط غيظا مع العلم أن معلومات استخباراتية أوروبية تقول إن مقاطعة القادة العرب لتلك القمة تمت في إطار تنسيق رفيع المستوي للدول العربية يهدف لامتصاص واحتواء الضغوط الأوربية الأمريكية حول الإصلاحات بقدر الإمكان . وأكدت مصادر دبلوماسية مطلعة أن القاهرة وخلفها الدول العربية أصرت علي ترك قضية الدمقرطة والإصلاحات لكل دولة علي حدة وفق قوانينها الوطنية وأجندتها الوطنية ، كما رفضت أي تدخل خارجي يستهدف فرض المفاهيم الأوروبية علي العالم العربي . وتقرر أن يترأس الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء المصري الوفد المصري ، وذلك بعد خضوع القيادة المصرية لرغبة الملك الأسباني في رفع التمثيل المصري علي اعتبار أن قادة الاتحاد الأوروبي ال 25 يشاركون علي مستوي الرؤساء أو رؤساء الوزارات ومن الملفت للانتباه أن القمة التي اختتمت أمس منيت بنوع من الفشل الملحوظ لعدم الجدية العربية وللتباين بوجهات النظر لكون أن الأوربيين يريدون دعما بلا حدود للحريات واعتبار المقاومة إرهابا ويريدون تطبيعا مع إسرائيل بينما يتجاهلون الحقوق العربية في التصدي للغزاة . وفي معرض تبريره لغياب الرئيس مبارك ، قال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط إن الرئيس غاب من أجل تفرغه لإدارة العملية السياسية التي تجري الآن في مصر ، وغاب ملك المغرب لسفره للصين وملك الأردن لانشغاله بتغيير وزاري والرئيس السوري بشار الأسد للظروف التي تمر بها بلاده . .