قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية, إن شهادة المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي " اف بي اي" جيمس كومي أمام مجلس الشيوخ, قد تشكل تهديدا للرئيس دونالد ترامب, في حال ثبتت عليه تهمة "عرقلة سير العدالة". وأضافت الصحيفة في تعليق لها في 9 يونيو, إن هذه الشهادة ستحدد ما إذا كانت النقاشات التي دارت بين ترامب وكومي قبل عزل الأخير, مجرد "ثرثرة" أم تضمنت شيئا يعتبر تجاوزا القانون. ونقلت عن أستاذ القانون بجامعة "ديوك" الأمريكية صامويل بويل, قوله إن "السؤال المهم والمحرج الذي يحاصر ترامب بقوة بعد هذه الشهادة ويهدد رئاسته, هو : هل حاول الرئيس الأمريكي استغلال منصبه لعرقلة تحقيق جنائي لحماية أحد أصدقائه أو حماية نفسه على حساب المصلحة القومية؟". وكانت لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ عقدت الخميس 8 يونيو جلسة استماع أدلى خلالها مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق جيمس كومي , بشهادته حول التحقيقات الجارية بشأن التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأمريكية. وقال كومي إن الرئيس دونالد ترامب طلب منه وقف التحقيق بشأن مستشاره السابق مايكل فلين، حيث كان كومي يحقق في علاقات فلين المحتملة بروسيا من أجل التدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية. وحسب كومي, قال ترامب له في 14 فبراير الماضي في البيت الأبيض :"آمل أنك ستتمكن من إيجاد طريقة لوقف هذا، لترك فلين وشأنه. إنه رجل صالح". وأضاف كومي "لقد فهمت أن الرئيس يطلب مني وقف أي تحقيق حول فلين وإجرائه محادثات مع السفير الروسي في ديسمبر الماضي ". وتحدث كومي أيضا عما جرى خلال عشاء مع ترامب في البيت الأبيض في 27 يناير الماضي، حيث سأله خلاله ترامب عما إذا كان يريد البقاء في منصبه، وقال كومي إنه لم يشعر بالارتياح فقال لترامب إنه "لا يُعتمد عليه. بالطريقة المعروفة لدى السياسيين، ولكن يمكن الاعتماد عليه في قول الحقيقة له". وتابع كومي أن ترامب قال له :"أنا أحتاج للولاء. أتوقع الولاء"، وعندئذ لم يبد كومي أي رد فعل خلال لحظات الصمت المحرجة، حسب تعبيره. وحسب "روتيرز", طرح أعضاء اللجنة وبينهم جمهوريون وديمقراطيون أسئلة على كومي حول إقالته من منصبه والاختراقات الروسية. وقال كومي :"لا شك لدي أن الحكومة الروسية كانت وراء التدخل في الانتخابات وقرصنة ملفات الحزب الديمقراطي"، مشيرا إلى أن "مئات المواقع والمنشآت الأمريكية تعرضت للاختراق الروسي". وأردف قائلا "كان هناك جهد جبار من قبل روسيا لاختراق نظامنا الانتخابي"، مشيرا إلى أن ترامب لم يطلب منه وقف التحقيق في الملف الروسي. وقال أيضا إن ترامب لم يكن قيد التحقيق خلال فترة إدارته لمكتب التحقيقات الفيدرالي. وأكد كومي من جهة أخرى استقلالية " اف بي اي ", وقال :"أريد أن يعرف الشعب الأمريكي أن مكتب التحقيقات الفيدرالي أمين ومستقل وصادق ووفي لعمله". وتطرقت الأسئلة إلى إقالة كومي، وفي هذا الإطار قال الأخير إن "الحجج التي قدمت لتبرير قرار إقالته من منصبه هي التي أزعجته, ولم تكن صحيحة".