سلطت وكالة "شينخوا" الصينية الضوء، على "المسحراتية" دلال عبد القادر، مشيرةً إلى أن عمل الأخيرة تحيي العادات والتراث الرمضاني من جديد، ويجلب السعادة. وعرضت الوكالة في تقرير لها، مشهدا تفصيليا ل"دلال" تزاول عملها في شوارع المعادي، فبعد مرور ساعتين على منتصف الليل، تقرع دلال طبلتها لإيقاظ الناس لتناول السحور قبل أن يبدأوا يوم صيام طويل. لتنقل الوكالة عن "دلال" قولها: "أنا لا أوقظ الناس قبل السحور فقط، ولكنني أيضًا أحاول إدخال السرور على قلب الأطفال الذين يتتبعوني خلال رحلتي اليومية"، متابعةً حين يسمع الأطفال صوت دق الطبلة يهرعون إلى الشارع ويحيطون بي بكل سعادة، ويظلون يتتبعوني إلى أن انتهي من أداء وظيفتي". واستطردت: أنه بالإضافة إلى عمل "دلال" كمسحراتية، فهي أيضًا تغني أغاني دينية تقليدية تحث الناس على الاستيقاظ وتناول سحورهم المعتاد، وبانتقاله من بيت لآخر تبدأ الأنوار في السطوع من منازل السكان لتجهيز السحور، في الوقت الذي يطل فيه الأطفال من بعض المنازل ويلوحون لها بفرحة. بالنسبة ل"دلال"، فإن مهنة المسحراتية لا تتعلق فقط بجني لقمة عيشها، وإنما هي أيضًا إحياء لعادات وتقاليد قديمة لا غنى عنها في الشهر الكريم، كونها قادرة على نشر الحب والسعادة بين الجيران والأقارب، لتقول "دلال": "مشاهدة كل هذا الحب يحيط بي أمر لا يقدر بثمن". يذكر أن مهنة المسحراتي تعود إلى عصر الدولة الفاطمية منذ 9 عقود مضت، منذ أن كان "المسحراتي" هو الوسيلة الوحيدة لإيقاظ الناس ليتسحروا خلال شهر رمضان، خاصةً أنه في هذا الزمان لم يكن قد تم اختراع المنبه، ومكبرات الصوت في المساجد بعد. فتاة أخرى (20 عامًا) تعمل في مهنة المسحراتي فقط في شهر رمضان، وبقية العام تعمل في مغسلة ملابس في القاهرة، ليستشهد التقرير بها: "أنها تزاول هذه المهنة تخليدًا لذكرى أخيها الذي مات منذ 6 أعوام وكان يعمل مسحراتي أيضًا". من جانبه أكد عيد حسين (54 عامًا) أن رمضان بلا معنى بدون مسحراتي، فكثير من الناس يسهرون إلى موعد السحور، آخرون يمتلكون وسائل تكنولوجية أخرى لإيقاظهم، ولكن يظل المسحراتي سر سحر الشهر المبارك.