في لفتة إنسانية تتكرر كثيرا في مجتمعنا المصري تدل علي مدي التلاحم والمودة بين المسلمين والأقباط، وأننا نسيج واحد لا يمكن أن تفرقه أي محاولات لنشر الفتن بين المسلمين والمسيحيين في مصر. ومن تلك النماذج المشرفة والمبهرة تعطي العالم كله دروس في الوطنية، قام ماهر سعد متري معلم قرائية بإدارة طوخ ، ورسام وخطاط ، مسيحي الديانة ، مقيم طنط الجزيرة التابعة لمدينة طوخ بمحافظة القليوبية، بتزيين وكتابة أسماء الله الحسنى، وبعض آيات القرآن الكريم، في مساجد التوحيد بكفر الحدادين مركز وخ، وبدون أي مقابل مادي. لا ينظر كثيراً إلى المقابل المادي الذي سيحصل عليه، لكنه ينتظر كلمة شكر وإشادة بخطه الرائع، بل أحياناً يتنازل عن أجره ومبرره أنه يفعل شيئاً لوجه الله بدور العبادة. ورغم كونه مسيحياً، فاشتهر بنقش أسماء الله الحسنى فى مساجد القليوبية، فتجده يبذل قصارى جهده من أجل أن يكتب الآيات القرآنية وأسماء الجلالة بخط بديع، ما يجعله يستغرق أحياناً وقتاً طويلاً، يمتد لنحو أسبوعين، ويظل واقفاً على السلم طوال النهار حتى ينتهى من نقش قبلة المسجد. قرر ماهر، التنازل عن كامل أجره بعد تزيين قبلة مسجد التوحيد ورفض تقاضي أي اجر علي ذلك ليؤكد للعالم اجمع ان الأقباط والمسلمين في مصر نسيج واحد لا فرق بينهم. ماهر يعشق الكتابة فى بيوت الله ودور العبادة، لأنه تربى بين المسلمين، واشتهر ما جعله يحظى بحب واحترام الجميع، بغض النظر عن ديانته التي تجعل عمله فى المساجد لافتاً للنظر، وإذا سألت جيرانه عنه تتعدد الصفات وتعلو الإشادات، أحدهم يتحدث عن خلقه، وآخر عن شهامته وتفانيه فى العمل.