أجور خيالية للفنانين.. نقاد: المنتجون يدفعون الأجور.. والمصريون لا يقاطعون الأعمال الفنية رمضان هذا العام يأتى مختلفًا عن السنوات السابقة، على جموع الشعب المصرى، فهو يعتبر "ثالث رمضان" للرئيس عبد الفتاح السيسى، فمع الأزمة الاقتصادية نجد أن أسعار العديد من السلع وعلى رأسها "الياميش" شهدت ارتفاعًا جنونيًا غير مسبوق، فكثير من السلع ارتفعت بنسبة تزيد على 50%، فضلاً عن ارتفاع أسعار "الفوانيس" والتى تعتبر أحد أشهر"الطقوس" التى يحرص عليها المصريون من أجل جلب الفرحة لصغارهم. وفى الوقت الذى يعانى فيه فقراء الشعب، نجد على الجانب الآخر أرقامًا خيالية يتقاضاها الفنانون عن أعمالهم الفنية فى شهر رمضان، فأرقام طائلة تصل إلى ال50 مليون جنيه يتقاضاها فنان عن عمل فنى، ما يشكل استفزازًا للمواطن البسيط الذى بات يتحسر على دخله البسيط الذى يظل ثابتًا مع ارتفاع جنونى بالأسعار. والأمر ليس مختلفًا هذا العام من الناحية الاقتصادية فقط بل نجد أن حالة الطوارئ التى فرضها الرئيس عبد الفتاح السيسى تلقى بظلالها على البلاد، وستنعكس بشكل كبير على الطقوس الدينية للمصريين فى هذا الشهر الكريم. السلع والياميش ارتفعت أسعار الياميش والسلع الغذائية كثيرًا هذا العام، وذلك عقب تحرير سعر صرف الجنيه أمام الدولار، حيث وصلت نسبة الزيادة إلى 50% والتى أدت هذه الزيادة لمقاطعة المواطنين مثل هذه السلع، ولم تكن الزيادة عبئًا على المواطن البسيط فقط ولكن على التجار والذين يشتكون من ركود فى حركة البيع والشراء عن العام الماضى، وتقليل كميات السلع بالنسبة للتاجر والمواطن. ورصدت "المصريون"، أبرز الأسعار هذا العام، حيث تراوح سعر جوز الهند من 60 إلى 10 1، عين الجمل 240 : 300 ، بندق المقشر 220: 300، الصنوبر 800 جنيه، قمر الدين 30 جنيهًا، كاجو من 300 : 350 جنيهًا، قراصيا 100 جنيه، تمر هندى 70 جنيهًا، الزبيب 60: 80 جنيه، تين 120 : 150، مشمشية 100 جنيه، وتبدأ أسعار البلح أقل متطلبات المواطن البسيط من 14: 40 جنيهًا. أما أسعار الفوانيس لهذا العام فشهدت ارتفاعًا حيث تراوح سعر فانوس الخشب بين 30 : 150 جنيهًا، والخرز يتراوح بين 50 : 200 جنيهًا، والفوانيس الخيامية يتراوح سعرها من 70 : 300 جنيه، والفوانيس الفورجيه تبدأ من 65 إلى 500 جنيه أما الفوانيس الصاج تبدأ من 25 : 300 جنيه. من جانبه قال محمد محسن الخبير الاقتصادي, إن معدلات التضخم الحالية لا تعبر عن الواقع بشكل حقيقي، مشيرًا أن مصر تعيش فى كارثة حقيقية، قائلاً: "زيادة الفجوة ما بين قدرة المواطن الشرائية وارتفاع أسعار السلع الأساسية المطرد يوحى بمجاعة قريبة". وأضاف محسن ل"المصريون"، أنه من المتوقع أن يتراجع معدل الاستهلاك خلال شهر رمضان بنسبة كبيرة، بسبب إحجام المواطنين عن الإفراط فى شراء السلع بسبب ارتفاع أسعارها، على الصعيد الآخر استمرار ارتفاع الأسعار يدفع معدلات الركود لأعلى وبالتالى التأثير على القدرات والنشاط الإنتاجى والصناعى بالسوق الداخلى والمزيد من التدهور فى عجز الموازنة العامة. وأشار إلى أنه من المتوقع أن تتخطى معدلات التضخم نحو 34% نهاية العام الحالي، ملزمًا الحكومة بوضع إجراءات تصحيحية فى السوق لكبح جماح التضخم وارتفاع الأسعار المستمر. وعلق محمد جاد مؤسس حملة "بلاها لحمة"، على ارتفاع أسعار الياميش هذا العام قائلاً: "الدولة بتقول للناس اللى مش معندوش مليزموش"، مؤكدًا أن المواطن مجبر على مقاطعة الياميش وبعض السلع الغذائية . وأكد جاد فى تصريح خاص ل"المصريون"، أن الوضع سيئ جدًا والإجراءات التى تتبعها الدولة غير مجدية ولن تعود على المواطن البسيط بالنفع، مضيفًا: "لم نشاهد تراجع فى الأسعار كما وعد الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشيرًا إلى أن زيادة 14 جنيهًا للفرد على بطاقة التموين غير مجدية ولا تتناسب هذه الزيادة فى ظل معاناة المواطن البسيط من ارتفاع الأسعار المتزايد والحكومة غير قادرة على السيطرة عليها. وأضاف "مؤسس بلاها لحمة"، أنه كان على وزارة التموين فتح تعاملات جديدة على بطاقات التموين، بالإضافة إلى زيادة السلع الغذائية على بطاقات التموين وإضافة ياميش رمضان، واللحوم والدواجن على البطاقات بدلاً من افتتاح معرض "أهلا رمضان" الذى لم يضف شيئًا للمواطن، بل المستفاد منه التجار وليس الشعب. الطوارئ والطقوس الدينية أعلنت وزارة الأوقاف، حالة الطوارئ استعداداً لرمضان، وأكدت أن الاعتكاف سيكون فى المساجد الجامعة، التى بها إمام ومجلس إدارة وتحت رقابتها ومفتش المنطقة، حيث سيكون متاحًا للجميع لكن بشرط أن يكون المعتكف من أهل الحى أو المكان حتى يكون معروفًا للناس لعدم السماح بوجود متطرفين. من جانبه قال فاروق المقرحي، مساعد وزير الداخلية الأسبق، إن الطقوس الدينية فى المساجد سوف تؤدى فى مواعيدها بدون حذر ولا خوف وذلك بالتزامن مع شهر رمضان الكريم كما أنها ستكون فى حدود التعليمات الصادرة من وزارة الأوقاف والأزهر. وأضاف المقرحى، فى تصريحات خاصة ل"المصريون"، أن الاعتكاف فى العشر الأواخر من شهر رمضان الكريم فى المساجد يحدد بمعرفة الأوقاف، أما عن طريقة الاعتكاف والتنفيذ فيكون من خلال أئمة تلك المساجد، وبالتالى لا دخل "للشرطة" بالمساجد إلا فى حال طلبها للتدخل من القائمين عليها من أئمة، مشيرًا إلى أن إغلاق "بيوت الله" ليس وارد وإنما ستكون هناك مساجد محددة للاعتكاف بمعرفة الأوقاف . وعن وضع الحالة الأمنية فى ظل قانون الطوارئ، أكد المقرحى، أن الحالة الأمنية مرضية، وأن الأجهزة الأمنية تؤدى دورها على أكمل وجه وتقوم بضربات استباقية للجماعات الإرهابية، فضلاً عن أن قانون الطوارئ لم يطبق حتى الآن سوى على الجماعات الإرهابية . ومن جانبه قال علاء أبو العزائم شيخ الطريقة العزائمية، إن قانون الطوارئ الذى تم فرضه ليس له أى تأثير على الطقوس الدينية فى شهر رمضان الكريم، لافتًا إلى أنه حق القوات الأمنية أن تقوم بغلق المسجد فى حالة وجود خطر ما كالتهديد من الجماعات الإرهابية على سبيل المثال، وهذا لا يتم فقط فى شهر رمضان وإنما من المفترض أن يطبق فى جميع الشهور وأيضًا فى حالة عدم وجود قانون للطوارئ . وأضاف أبو العزائم فى تصريحات خاصة ل "المصريون" أنه فى حالة تواجد شخص ما ينوى شرًا بجامع أو كنيسة فعلى قوات الأمن أن تكون له بالمرصاد، متابعًا أن قانون الطوارئ الذى تم فرضه يقوم بتوجيه رسالة إلى وزارة الداخلية لبث الوعى والترقب للحفاظ على الاستقرار والأمن المصري. الفنانون والأجور الخيالية يتقاضى الفنان عادل إمام 45 مليون جنيه عن مسلسل "عفاريت عدلى علام"، بينما حصل أحمد السقا على مبلغ 40 مليون جنيه نظير بطولة مسلسله الجديد "الحصان الأسود"، أما الفنان محمد رمضان فيتقاضى عن مسلسل "مرزوق وايتو" مبلغ 36 مليون جنيه. وتحصل الفنانة ياسمين عبد العزيز، عن مسلسل "هربانة منها" مبلغ 20 مليون جنيه، وتتقاضى الفنانة اللبنانية هيفاء وهبى عن مسلسل "الحرباية" مبلغ 36 مليون جنيه، أما الفنانة دنيا سمير غانم فتتقاضى مبلغ 20 مليون جنيه لتتساوى مع ذلك فى الأجر مع الفنانة يسرا التى تتقاضى نفس الأجر عن مسلسل "الحساب يجمع". وتتقاضى الفنانة نيللى كريم مبلغ 25 مليون جنيه عن دورها فى مسلسل لأعلى سعر، ويحصل الفنان أمير كرارة عن دروه فى مسلسل الكلابش، مبلغ 10 ملايين جنيه، وكذلك الفنان خالد الصاوى الذى يتقاضى 10ملايين جنيه عن مسلسل فوبيا. من جانبه قال طارق الشناوى الناقد السينمائى، إن الشعب المصرى مستاء جدًا لما يدور حوله من أحداث غير مفهومة ومنها أجور النجوم، التى تعد أحد أسباب الاستياء فى ظل الأسعار المتزايدة فى جميع السلع التى تشهدها الدولة هذه الأيام والأعباء التى يتحملها المواطن البسيط وأكد الشناوى فى تصريح خاص ل"المصريون" أن أجور الفنانين المرتفعة آثرت سلبيًا على المعادلة الإنتاجية الدرامية، والتى أدت إلى قلة المعدات والكاميرات التصوير وسوف يظهر هذا خلال رمضان . وأضاف الناقد السينمائي، أن المنتج هو المستفيد الوحيد من الفنان وفق قانون العرض والطلب وجماهيرية الفنان، مشيرًا إلى أن المواطنين لا يقاطعون الفنانين رغم سماع هذه الأجور ولذلك تتكرر التجربة كل عام دون النظر إلى وضع الشعب. وفى نفس السياق تقول ماجدة خير الله، الناقدة السينمائية، إن أجور الفنانين مرتفعة جدًا هذا العام، مشيرة إلى أن الشركات العربية هى المسئولة عن هذه الأجور وليست من خزانة الدولة كما يروج البعض مضيفة: "لو الفنان مش هياخد الشركة مش هتتبرع بيها للدولة". وأكدت خير الله فى تصريح خاص ل"المصريون"، أن الشركات تدفع هذه الأجور لاستقطاب الفنانين، وهى على دراية بنسبة المكسب والتى هى أضعاف الأجور المدفوعة، مشيرًا إلى أن هذه الأجور ليس لها علاقة بارتفاع أسعار الياميش والسلع الغذائية. وأضافت الناقدة السينمائية، قائلة: "مش من حق حد يحاسب ممثل على أجره، والدولة المسئول الوحيد عن ارتفاع الأسعار وعليها معالجة هذه الأزمة" موضحة، الإنفاق السيئ للأموال العامة يحاسب عليها المسئولون وليس الفنانين".